دعا سياسيون وقيادات دينية في لبنان إلى العمل على تشكيل حكومة مصغرة أو حكومة من الاختصاصيين (تكنوقراط) كحل بديل لتجاوز أزمة تعثر التأليف الحكومي التي يشهدها لبنان في الوقت الراهن جراء الصراعات السياسية والعقبات المتتالية التي تحول دون إنجاز الحكومة منذ شهر مايو الماضي.
وأعرب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي - في عظته اليوم خلال قداس الأحد – عن امتعاضه الشديد جراء تأخر تشكيل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن هذا الأمر يعطل عمل مؤسسات الدولة ويعرقل نهوض البلاد في ظل ظروف اقتصادية شديدة الصعوبة انعكست بإغلاق مئات الشركات والمؤسسات التجارية والصناعية.
وقال البطريرك الراعي إن الوضع يقتضي العمل على تشكيل حكومة مصغرة من أشخاص يتسمون بالحيادية (السياسية) وذوي الاختصاص، لإجراء الإصلاحات اللازمة وفق ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر دعم الاقتصاد اللبناني (سيدر) الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس خلال شهر أبريل الماضي والذي أسفر عن قرابة 12 مليار دولار من المساعدات لصالح مشروعات اقتصادية منتجة.
واعتبر أن الإصرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل الظروف الراهنة بين المكونات السياسية اللبنانية، يؤدي إلى تعطيل رسمي لإنجاز الحكومة ومؤسسات الدولة، ويزيد خناق الأزمة الاقتصادية والمعيشية.
من جانبه، قال عضو مجلس النواب عن "التيار الوطني الحر" النائب شامل روكز إن تشكيل حكومة مصغرة، يمثل مدخلا للخروج من الأزمة الحالية، معتبرا أن حكومات الوحدة الوطنية التي كانت موجودة في لبنان على مدى السنوات الماضية "لم تصل إلى نتائج ملموسة".
وأشار روكز – في حديث اليوم لإذاعة "صوت لبنان" – إلى أن الوضع الداخلي اللبناني مرتبط بما يدور من تقاسم نفوذ في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أن مهمة تشكيل الحكومة منوطة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف، وأنه لا ينبغي على كل فريق سياسي أن يتعامل وكأنه هو من يشكل الحكومة.
من جهته، طالب عضو مجلس النواب عن حزب "الكتائب" اللبنانية النائب إلياس حنكش، بتشكيل حكومة اختصاصيين (تكنوقراط) وأن يتم في موازاة ذلك إجراء حوار عميق بين رؤساء الكتل النيابية في البرلمان في ضوء الأزمة التي يشهدها النظام السياسي اللبناني والتي تعكسها العرقلة والعقبات التي تطرأ عند تشكيل كل حكومة.
وأشار النائب حنكش – في حديث له اليوم لإذاعة "صوت لبنان" – إلى أنه حتى لو تشكلت الحكومة الجديدة في الغد، فإنها لن تكون منتجة في ظل الصراعات السياسية بين الفرقاء والقوى السياسية والرغبة لدى الجميع في تحجيم الخصوم.
وكُلف سعد الحريري في 24 مايو الماضي بإعادة تشكيل الحكومة الجديدة في أعقاب إجراء الانتخابات النيابية، غير أن الخلافات بين الفرقاء السياسيين حول الحصص الوزارية وحجم ونوعية الحقائب، تعرقل الانتهاء من التأليف الحكومي، حيث تتبقى أزمة التمثيل الوزاري لكتلة اللقاء التشاوري (النواب الستة السُنّة من فريق 8 آذار السياسي حلفاء "حزب الله") فضلا عن رغبة بعض القوى السياسية الفاعلة - خلال الأيام الأخيرة - في إجراء عملية تبادل للحقائب الوزارية التي تتضمنها الحصص الوزارية لكل منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة