وكأن الرد البليغ على ما يريدونه الإرهابيون، جاءت مبادرة «اليوم السابع» التى ناشدنا فيها المصريين إرسال صورهم فى الأماكن السياحية مستمتعين باحتفالات العام الجديد، بعنوان «مبادرة اليوم السابع للدفاع عن جمال وأمن مصر»، فجاءت مئات الصور التى حملت البهجة والحب والمقاومة، تلك الصور البديعة ذكرتها بهذا المقال الذى كتبته فى 9 أكتوبر 2017، فمصر كما قلت فى المقال:
ليست تلك الجميلة، التى تظهر فى الاستاد، وليست تلك العجوز، التى تحمل أرغفة الخبز لأحفادها، وليست هذا الصبى، الذى ينام تحت عجلات القطارات فى نوبة التخزين، وليست ذلك الطفل، الذى يشب برأسه من سيارة والده ليوزع الابتسامات على المارة، وليست علما يرفرف حولنا ولا أملا يغازل أعيننا، ليست سمراء كما نشتهى، ولا بيضاء كما يتصورون، ليست بلون القمح أو لون الشمس، لا تحدها هالة من نور، ولا تخرج علينا من قلب العتمة، ليست كل هذا، وليست ضد هذا، فهى مصر هى مصر هى مصر.
ننظر إليها فننظر إلينا، تحل فينا ونحل فيها، تعلو البسمة شفتيها فيرتوى القلب، تنجب لنا الخير والأمل، تنعم علينا بالمحبة الصافية والضحكة الشفافة، تقابل جحودنا بالعطاء، وتبدل سعادتنا بالشقاء، هى مصر هى مصر هى مصر.
ليست هذا الخفقان، الذى يعقب الهجمة المرتدة، ولا تلك الحسرة التى تعقب الهدف السلبى، ولا تلك الانطلاقة التى تبزغ فى الروح فجأة مع هدف الانتصار، ليست فى الروح، التى تصعد إلى السماء أو تهبط إلى أسفل سافلين مع صافرة البداية أو الختام، ليست فى هذا التحدى لسنوات شربنا فيها القهر، ولا فى هذا الاستسلام لعقود من الخيبة الخالصة، ليست خضراء كلون الملعب ولا بيضاء أو سوداء أو حمراء كلون العلم، ليست نسرا أو عقابا، وليست هلالا أو نجمة، ليست مصطفى كامل ولا سعد زغلول ولا جمال عبدالناصر، ليست محمد على ولا صلاح الدين، ليست شجرة الدر وليست حتشبسوت.
هى الشهيرة بلا تسويق، المعرفة بلا تعريف، المؤنسة بقوة ألف إيزيس، والحاكمة بقوة ألف سونسرت، هى السبب فى كل ما سبق، والنتيجة لكل ما سبق، هى حالة أو مرض، هى سحر أو علاج، هى بعد الدين دين، وهى آية فى الوعى من قبل بزوغ اليقين، هى التى نراها فى كل شىء، وهى كل شىء يستحق أن يرى، هى آتون وأمون وإخناتون، وهى موسى ويوسف ومريم، هى الطاهرة أم الحنان، وهى نفيسة العلم، صاحبة دار الأمان، وهى أم كلثوم على سبيل المثال، وفرحة نصر بعدما استعصى على المنال، هى هذا الوجع، الذى يضغط على أعصاب عينيك، وأن تقول «هى مصر هى مصر هى مصر».