بعد أشهر من الهجمات الصوتية التى تعرض لها دبلوماسيون أمريكيون يعملون فى كوبا والصين، وما تبع ذلك من ظهور أعراض مرضية غريبة، يبدوا أن الغموض حول أسباب تلك الأعراض لا يزال قائماً، حيث قالت صحيفة "ذا صن" البريطانية فى تقرير لها، إنه تم استدعاء الجيش الأمريكى للتحقيق في سلسلة من "الهجمات الصوتية" الغريبة التى استهدفت دبلوماسيين أمريكيين يعملون في كوبا والصين مما أسفر عن إصابتهم بإعياء شديد.
هجمات صوتية
واشتملت أعراض الإصابة على فقدان السمع، وطنين الأذن، والدوار، والصداع، والإرهاق، وهو ما يقول الخبراء إنه نمط يتوافق مع "إصابات الدماغ المؤلمة".
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى عملية مشتركة - تشمل البحرية الأمريكية - لمحاولة الوصول إلى أساس "الهجمات" المستخدم بها تكنولوجيا متطورة.
ولطالما أنكرت كوبا أي تورط لها في الحوادث التي دفعت العلاقات بين البلدين إلى نقطة الانهيار.
وكشف تحقيق أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) عن بيانات يقول المسئولون الأمريكيون إنها تشير بإصبع الشك إلى روسيا.
بدورها، قالت شبكة ان.بي.سي نيوز إن المعاهد الوطنية للصحة ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ومكتب الأبحاث البحرية طلب منهم حل اللغزـ وتم استدعائهم بعد جهد استمر عامين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ، وفشل مجتمع الاستخبارات الأمريكي في اكتشاف ما كان وراء الحوادث غير العادية.
وأوضحت أنه تم فحص ما يصل إلى 370 دبلوماسيًا وعائلاتهم في الصين وسط مخاوف من احتمال تأثرهم بالهجمات.
وقال مسئولون أمريكيون في يوليو، إنهم ما زالوا يحققون في مشاكل صحية في السفارة الأمريكية في كوبا ، ولا يعرفون سبب الأمراض الغامضة التي بدأت في عام 2016 وأثرت على 26 أمريكيًا على الأقل، حتى أن وزارة الخارجية أحضرت مجموعة من الدبلوماسيين إلى الوطن من جوانزو، والصين، بسبب مخاوفهم من مرض غامض يشبه إصابات الدماغ.
السفارة الأمريكية فى هافانا
وتقول شبكة "سى إن إن" الأمريكية إنه خلافاً للعديد من البلدان الأخرى، لم يكن لدى موظفي السفارة الأمريكية في كوبا ما يدعوهم للقلق بشأن الهجمات الإرهابية أو الاختطاف أو حتى الجرائم الصغيرة، وقد جعلت السيطرة الصارمة للحكومة الكوبية على الجزيرة هافانا واحدة من أكثر المدن أمانا في العالم.
ويعاني الدبلوماسيون الأمريكيون - خصوصاً أولئك الذين تشتبه كوبا أنهم جواسيس - للمضايقات على يد جهاز أمن الدولة القوي، إلا أن ذلك لا يتجاوز حدود الحرب الباردة.
ولكن تلقى الدبلوماسيون الأمريكيون المتوجهون إلى الجزيرة للبدء في وظائفهم فى بداية عام 2017 تحذيرا "هادئا" من إمكانية مواجهة تهديد غامض تسبب في إصابة ضباط في وزارة الخارجية الأميركية بالمرض، وبعضها مع أعراض طويلة الأمد.
ولم يحدد المحققون سبب هذه الحوادث، وقال مسئولون أمريكيون لشبكة CNN إنهم مقتنعون بأن شخصا استهدف دبلوماسيين أمريكيين في هافانا بجهاز متطور لم يسبق نشره من قبل، على الأقل ضد أفراد أمريكيين. وقال مسئولون أمريكيون وكنديون أن الدبلوماسيين الكنديين عانوا من مشاكل صحية مماثلة.
وفي الأمم المتحدة نفى وزير الخارجية الكوبى برونو رودريجيز باريلا أن تكون كوبا متورطة في هجمات على الدبلوماسيين، وقال إن الولايات المتحدة تسيّس هذه الحوادث.
السفارة الأمريكية فى كوبا
كانت الولايات المتحدة طردت 15 دبلوماسيا كوبيا فى أكتوبر 2017، بعد استدعاء أكثر من نصف موظفيها من هافانا ردا على "الهجمات" الصوتية الغامضة التى أثرت على صحة 22 أمريكيا.
ومن ناحية أخرى، أجلت وزارة الخارجية الأمريكية 8 موظفين من قنصليتها الواقعة في مدينة جوانزو الصينية، شهر يوليو الماضى وذلك بعد تعرضهم لهجوم صوتي مزعوم.
وأعلن أحد الدبلوماسيين الأمريكيين أنه شعر مؤخرا بأحاسيس سمعية "غير طبيعية". وأرسلت الولايات المتحدة أطباءها لتحديد الحالة الصحية لموظفيها هناك. وطلبت الخارجية الأمريكية مساعدة من الجانب الصيني، لكن السلطات الصينية قالت إنها لم تجد أي أعراض لهجوم صوتي على الدبلوماسي الأمريكي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة