المتاحف ليست للعرض فقط.. ننشر استراتيجية قطاع المتاحف بـ"الآثار" فى 2019.. تهدف لرفع المستوى الثقافى للمجتمع.. وإحياء الحرف التراثية لمحاربة البطالة.. ومشاريع استثمارية تحقق 20 مليونا سنويا

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 02:27 م
المتاحف ليست للعرض فقط.. ننشر استراتيجية قطاع المتاحف بـ"الآثار" فى 2019.. تهدف لرفع المستوى الثقافى للمجتمع.. وإحياء الحرف التراثية لمحاربة البطالة.. ومشاريع استثمارية تحقق 20 مليونا سنويا إلهام صلاح الدين رئيس قطاع المتاحف
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 الكثير يعرف عن المتاحف أنها عبارة عن مبنى يعرض بداخلها مجموعة من القطع الأثرية القديمة، التى تعود لحضارتنا المصرية القديمة، ولكن هذا ليس دور المتحف فحسب، بل يظهر دور المتحف في تنمية المجتمع وبنائه  الثقافي من خلال مجموعة من الأنشطة التى تعمل بدورها فى المساهمة فى رفع مناحى التعليم والثقافة والمساهمة كذلك في تحسين المستوى الاقتصادى لأفراد المجتمع.

وفى الاستراتيجة الجديدة للتنمية المستدامة داخل قطاع المتاحف والمقرر تطبيقها فى 2019، ينقسم دور المتاحف لعدة أقسام، لعل أولها هو "الدور التعليمى والثقافى للمتاحف"، حيث تعمل المتاحف على رفع المستوى التعليمى والثقافى للمجتمع من خلال الأنشطة الممثلة فى البرامج المختلفة لجميع طوائف المجتمع وفئاته العمرية والثقافية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية .

كما أن المتاحف لا تفرق بين القادرين وغير القادرين، بل إنها تخصص برنامج لذوى الاحتياجات الخاصة وتتمثل البرامج التعليمية طبقاً للفئة العمرية أو المهنية أو للأسر أو للمجموعات المتخصصة، لذا فتعد المتاحف بيت الحوار واللقاء، واليوم تقوم المتاحف بالمشاركة الاجتماعية فأصبح الصوت المنفذ لجميع الأنشطة هو المجتمع، هذا بالإضافة إلى دور المتحف على حل المشاكل النفسية والاجتماعية من خلال برامج متخصصة لتصحيح المسار الفكري في جميع المجالات.

 

 المناهج الدراسية                           

مشاركة الأقسام التعليمية بالمتاحف مع منظمات العمل المدنى فى تعزيز المناهج الدراسية، مثل الدور التى تقدمه الأقسام التعليمية من خلال الخروج خارج أسوار المتاحف إلى المكتبات العامة والمدارس والجامعات وتوفير المعلومة العلمية الدقيقة، بل وتتعاون المتاحف أيضا مع المواقع الأثرية فى القيام ببعض الأنشطة مثل ما تم بمتحف ملوي، حيث اشترك فى الاحتفال باليوم العالمى للمتاحف مع موقع تونة الجبل الأثرى،  بالإضافة إلى أنشطة متعددة يقوم بها كل متحف فى شتى مجالات التعليم والثقافة لكافة أفراد المجتمع.

كما يقوم كل متحف بتوفير دخل عن طريق تقديم 5000 طالب وتلميذ يتم تدريبهم من خلال مختلف البرامج الثقافية بمعدل 60000 طالب في السنة.

 

أما عن الدور الاجتماعى للمتاحف، فتقوم المتاحف المصرية حالياً بإعداد ورش مختلفة لإحياء الحرف التراثية للمشاركة مع المجتمع المحلى المتمثل فى الجمعيات الأهلية وأيضاً الوزارات الأخرى مثل وزارة الصناعة وتنمية المشاريع الصغيرة، وتعددت الورش لإحياء الحرف التراثية فمنها كان للسيدات الغير عاملات لتعليمهم تلك الحرف المختلفة وبذلك يكون لديهم وظيفة أو عمل يحصل به على عائد مادى تساعده على المعيشة.

وتعمل المتاحف على المبادئ العامة للحرف التراثية فى المتاحف "احترام السياق الاجتماعى والثقافى للمجتمع المصىرى، وتأصيل فكره التراث الحرفى ونقلها بين الأجيال، وتوفير فرص للإبداع الفردى والجماعى الهادف إلى إحياء الحرف والصناعات اليدوية، و-          الأخذ فى الاعتبار أن الحرف والصناعات اليدوية ليست هدفاً فى حد ذاتها، بل هى أداة يمكنها الإسهام فى تحقيق أهداف التنمية الشاملة.

فإن المتاحف تشارك في حل مشاكل البطالة وتعليم أفراد المجتمع بعض الحرف المستوحاة من المجموعات المتحفية المختلفة، كمثال على ذلك مشروع (صنع فى مصر) والذي يعتمد بشكل أساسى على التعريف بأصالة الفن المصرى القديم وإظهار القيم الكامنة بداخله، كما تشارك المتاحف أيضا بسلاسل من الندوات التثقيفية من خلال موضوعات محددة، مما يساهم في تطوير الدولة والتي ترسم الخطوط العامة للتصحيح الفكري لأفراد المجتمع.

 

كما تهتم المتاحف بشكل خاص بذوى الاحتياجات الخاصة على اختلاف فئاتهم، وذلك من خلال القيام ببعض الأنشطة والفعاليات وتحسين سبل سهولة الوصول "Museum Accessibility" ومستوى الخدمات الموجهة لتلك الفئة من الزوار، مثال على ذلك إعداد معرض مؤقت للآثار بعنوان (نظرة ماعت) أي "نظرة عدالة"، وما يهدف له من دمج ذوي الاحتياجات الخاصة وإلقاء الضوء على احتياجاتهم من خلال التعرض لذوي الاحتياجات الخاصة بمصر القديمة وطرق معيشتهم ومكانتهم بالمجتمع المصري القديم.

الورش التدريبية

يقوم المتحف في خلال شهر بتدريب 100 فرد على صناعة الحرف التراثية مثل "صناعة النسيج وفنون التطريز، صناعة الحلى، صناعة الالباستر، صناعة الزجاج، صناعة النجف، المشغولات الجلدية ، صناعة الأخشاب ومنها الارابيسك، صناعة الفخار، صناعة الخوص"، وبهذا يكون عدد المتدربين المنتجين للصناعات المختلفة فى العام الواحد 1200 مدرب علي الأقل، هذا بالاضافة للورش التي ستقام مستقبلا مثال ورش صناعة النحاس، ورش صناعة الجريد، ورشة استخدام (قش الأرز) لتحويله إلي ورق.

أما عن الدور الاقتصادى، فقالت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، فى ضوء ما تقوم به المتاحف من عمل دورات تدريبية وورش عمل مختلفة لأفراد المجتمع بهدف تحسين وضعهم الاقتصادى وفتح مجالات جديدة للعمل، فإن الوزارة تدرس حالياً التنسيق مع وزارة الصناعة لتتضمن الخطة مساعدة المشتركين في بيع هذه المنتجات الناتجة عن ورش العمل فى منافذ البيع المختلفة.

وأوضحت إلهام صلاح الدين، أن مشروع (صنع في مصر) يعتبر مثالاً جيداً لدفع أفراد المجتمع نحو التعلم وكذلك المساهمة في إحياء بعض الحرف التراثية واستخدام العناصر الفنية والزخرفية للمجموعات المتحفية في تحسين جودة المنتجات المصرية واستحداث بعض الأفكار لخلق خطوط إنتاج جديدة لديها القدرة على المنافسة في الأسواق المحلية، كما سيتم تنفيذ المشروع بكافة المتاحف بحيث يتفرد كل متحف ببرنامج خاص به فيما يتعلق بالمجموعات المتحفية المعروضة بداخله، على أن يتقيد جميع المتاحف بضوابط المشروع وآليات تنفيذه وكذلك الخط الزمني المحدد.

وتابعت رئيسة قطاع المتاحف، ومن ضمن تلك الورش التي تم إقامتها في بعض المتاحف ما يتعلق بتعليم الطباعة على التى- شيرت بمتحف النسيج وتعليم صناعة الجلود بالمتحف المصري وتعليم فنون صناعة الحلي والنسيج والزجاج بالمتحف القبطي وتعليم صناعة النسيج والحلي والالباستر بالمتحف الإسلام، كما أن القرار الصادر من وزارة الآثار بفتح المتاحف ليلاً يساعد أيضاً في زيادة العائد المادي للوزارة مما له كبير الآثر في تنشيط السياحة وإرتفاع نسبة الزائرين .

 

وأضافت إلهام صلاح الدين، اما الدور البيئي:، فتعمل المتاحف على الاهتمام بالبيئة والحفاظ عليها وخاصة ما يتعلق بالبيئات الطبيعية التراثية وما يختص بالتاريخ الطبيعى، وذلك يتمثل في عقد دورات تدريبية في الحفاظ علي البيئة والتاريخ الطبيعي وما يتبعه من التعريف بالتلوث البيئي وكيفية تجنبه. 

 

وأشارت إلهام صلاح الدين، إلى كيفية استثمار المتاحف لموارده، قائلة: جميع المتاحف المصرية بها بعض الموارد التى يمكن استثمارها متمثلة فى الأتي: "الكافيتريات بالمتاحف  ، منافذ البيع ، تأجير الحدائق ، تصوير القطع للدارسين والهواة وطباعة الكتب (ربحي)، بيع المستنسخات بالمنافذ المختلفة، دور الموقع الاجتماعي للوزارة واستخدامه في سبل الدعاية الممكنة للوزارة، تأجير قاعات المؤتمرات، تأجير مراسي المتاحف التي تقع علي النيل وتنشيط السياحة النيلية     ".

 

وأكدت إلهام صلاح الدين، أن المشاريع الاستثمارية الخاصة بالمتاحف تعد أحد الموارد الهامة لوزارة الآثار وعند تأجيرها فلا يقل الدخل عن 20 مليون سنوى بعد استباب وعودة السياحة لمصر مرة أخرى، كما إنها تساعد على ارتفاع عدد الزائرين للمتاحف وهذا يرجع أنها تعد من الخدمات الهامة التي تقدم للسائح المحلي والأجنبي،هذا مع سعي وزارة الآثار نحو توفير شركة تقوم بالإشراف علي النواحي الخدمية واستثمارها بدلاً من الطرح بالمزايدات العامة المعتادة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة