اندلعت الحملات الصليبية على الشرق بعد خطبة مسمومة أطلقها البابا أوربان بابا الفاتيكان، وكنت أولى الحملات الرسمية فى نهاية عام 1096، لكن قبل هذه الحملة كانت هناك واحدة أخرى اسمها (الحملة الصليبية الشعبية) في سنة 489 هجرية 1096 ميلادية، وقاد هذه الحملة بطرس الناسك ووالتر المفلس.
وحسب كتاب (أطلس الحملات الصليبة) لـ سامي عبد الله المغلوث، هي حملة سبقت الحملة الصليبية العسكرية الأولى وتعتبر جزءا منها، دامت نحو ستة أشهر من أبريل سنة 1096 إلى شهر أكتوبر من العام نفسه.
وعرفت أيضا باسم حملة الشعب أو حملة الأقنان؛ حيث قام بها عدد من الأساقفة الذين شاركوا في مجمع كليرمونت سنة 1095 الداعي إلى قيام حرب صليبية ضد المشرق بإلهاب مشاعر الجماهير للمشاركة فيها فاستجابت لهم أعداد كبيرة في فرنسا وألمانيا لاستعادة كنيسة القيامة .
بعض الذين تأثروا بهذا الاجتماع لم يصبروا حتى موعد الرحيل الذي حدده البابا للحملة، ولم تفلح محاولات البابا في ثنيهم عن الرحيل، ولم تستطع اللوائح التي وضعها (أوربان) علاج الموقف، حيث تحركت جحافل هذه الجموع تحمل محاصيلها فوق عربات ثقيلة تجرها الثيران وفي صحبتهم الزوجات والأطفال حتى وصلوا (كولونيا) وظلوا بها فترة من الوقت يتزودون بالمؤن ويتقوون بانضمام الألمان إليهم حتى تضاعف عددهم ثم اتجهوا شرقا.
لما وصلت جمعوع المتطوعين الصليبيين إلى القسطنطينية رأى الإمبراطور إلكسس كومين أن يتقي شرهم فساعدهم على السير إلى آسيا الصغرى، وحققوا بعض انتصارات محلية على السلاجقة، مما جعلهم يغترون بقوتهم ويتمادون في الإغارة على أراضي السلاجقة. وانتهز الصليبيون ، وكانت عدتهم 25 ألف فارس عدا الأعداد الضخمة من المشاة المعدمين، فرصة ذهاب بطرس الناسك إلى القسطنطينية لمقابلة الإمبراطور وقرروا الزحف على نيقية، حيث قابلهم المسلمون السلاجقة سنة 1096 وأفنوهم عن بكرة أبيهم باستثناء أعداد قليلة بلغ تعدادهم نحو ثلاثة آلاف شخص.
وهكذا أخفقت حملة العامة التي قادها بطرس الناسك ووالتر المفلس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة