كفاح البيطريين ضد تهديد "يا أنت يا هى".. 4 مشاهد كادت تنهى حياة أطباء لرفضهم ذبح حيوانات مريضة.. النقيب يطالب بوحدات شرطية داخل المجازر.. ويؤكد: البقرة مريضة السل تنقل المرض لـ250 شخصا

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2018 09:00 م
كفاح البيطريين ضد تهديد "يا أنت يا هى".. 4 مشاهد كادت تنهى حياة أطباء لرفضهم ذبح حيوانات مريضة.. النقيب يطالب بوحدات شرطية داخل المجازر.. ويؤكد: البقرة مريضة السل تنقل المرض لـ250 شخصا مجزر - أرشيفية
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"يا أنت.. يا هى"، واحدة من أكثر الجمل التى اعتادت أذن الأطباء البيطريين العاملين فى المجازر، سماعها، عندما يتخذ أحدهم قرارا لا يأت مطابقا لرغبة الجزار، فى ذبح حيوانه، ويجد الأخير نفسه أمام قرار إعدام لذبيحته لإصابتها بواحدة من الأمراض الخطيرة، ولشعوره بأن الطبيب البيطرى سيفقده رأس ماله الوحيد أو جزء منه، ولولاه ما كان من الممكن أن يحدث ذلك، ويقرر وقتها أن يمارس ضغوطا وتهديدات على البيطرى شاهرا سلاحه "السكين" عله يتراجع عن قرار الإعدام، خوفا على حياته، وفى الأغلب مع تمسك الطبيب بقراره يقرر الجزار الانتقام منه.

 

العمل تحت ضغوط وتهديدات

ذلك ما أكدته الدكتورة شيرين زكى، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، والتى أوضحت أن عادة ما يعمل الطبيب البيطرى العامل فى المجزر والتفتيش، وسط ضغوط وتهديدات لعدم وجود قوة أمنية تحميهم، مشيرة إلى أنهم يتعرضون للعديد من المخاطر نتيجة الاحتكاك المباشر مع الجزار، قائلة: لا يمكن أن أنسى أن أول تدريب لى فى مجزر المنيب، عندما قرر الطبيب إعدام كبدة خاصة بواحدة من الذبائح، وقتها فوجئنا أن صبيان الجزار أغلقوا علينا المجزر، وهددونا بالسكاكين، وهو شىء مرعب، فى حين أن البيطريين مطالبون باتخاذ قرارات جريئة، وسط هذا الكم من الترهيب والضغط، والذى من الممكن أن يودى بحياته.

وأضافت شيرين، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"،: واقعة الاعتداء على الدكتور سالم شعبان سالم، بمجزر دمنهور ليست أول حالة، ولن تكون الأخيرة، فحالات كثيرة جدا حدثت، مثلا: فى أسيوط رفض طبيب بيطرى ذبح حيوان واضح عليه المرض، والجزار قال له "يا أنت .. يا هى"، وتمسك الطبيب بقراره، وفى مساء نفس اليوم توج صبيان الجزار لمنزل الطبيب، بحجة الكشف على حيوان آخر، وأخبروه أن الذبيحة التى أوقف ذبحها صباحا ماتت، فقال لهم: أيوة أنا عارف، شكلها كان باين عليها المرض، فقالوا له: وأنت هاتحصلها، وبالفعل تم قتله فى منزله، والدكتور أحمد الغلبان فى المنوفية، رفض ذبح بهيمة مريضة، تهجم عليه الجزارون فى سيارته ودمروها، لكنه تمكن من الهرب، ووجهوا إليه العديد من التهديدات وقتها.

تابعت: هذا بجانب مساعد أحد الأطباء البيطريين، تم "عرقبته" مثل البهائم بالضبط، وتم قطع وتر ساقه من الجزار، عقابا له على قراره بإعدام اللحوم المريضة، كل ذلك يؤكد أنه ليس من المفروض أن يدخل الجزار صالة الذبح، وضرورة وجود قوة أمنية داخل المجزر لحماية الطبيب والعاملين به، لأن هناك قوانين جديدة تصدر غالبا ما تكون ضد رغبة الجزارين، أخرها ما نص على إعدام أى حيوان يوجد به حويصلة واحدة للدودة الشريطية، وزارة الزراعة طبقته فترة ثم أوقفته فجأة، رغم أن بعض الأطباء نفذوا القرار وأعدموا الذبائح وتحملوا أساليب الترهيب من الجزارين.

 

ضرورة صرف تعويضات جيدة عن الذبائح للجزارين

وأكدت أن كل ذلك نتيجة الاحتكاك المباشر بين الجزار والطبيب العامل فى المجزر والمعاونين، وعدم وجود قوه أمنية أو شرطية لحمايتهم من الاعتداءات، بالإضافة إلى ضرورة صرف تعويضات جيدة عن الذبائح للجزارين، خاصة أنه من الصعب أن يدفع الجزار 20 ألف جنيه على ذبيحة، ويحصل على تعويض 6 آلاف عليها، وبالتالى لا يجد أمامه إلا الطبيب البيطرى، ليأخذ منه تارة.

وروى الدكتور أحمد الغندور، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، أحد وقائع الاعتداء على الأطباء البيطريين بالمجازر، قائلا: الدكتور أحمد فكرى، بمجزر بنى سويف شرق النيل، أثناء إجرائه الكشف على بقرة، كما يتضح عليها الإصابة بورم فى الرأس، وتم إجراء جراحة، مما أدى إلى سيطرة السرطان على نصف الوجه وعظم الجمجمة، بالإضافة إلى وجود جرح عميق مزمن ينضح بالصديد، وبالكشف الظاهرى، تم اتخاذ قرار بإعدام تلك البقرة لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، وتم اتخاذ قرار بتعويض الجزار، وحين حاول الطبيب تصوير الحالة بهاتفه، سحب الجزار الموبايل من يد الطبيب، واعتدى عليه بالضرب، ورفض ذبح البقرة وفر بها من المجزر بمعاونة صبيانه.

من جانبه، قال الدكتور خالد العامرى، نقيب الأطباء البيطريين: الأمر فى منتهى الخطورة، خاصة أن حالات الاعتداء متكررة، وهناك حالات انتهت بوفيات من بين الأطباء البيطريين، والعديد من الإصابات، المفترض أن الطبيب البيطرى أمين فى قراره لأنه بكلمه يتسبب إما فى توفير غذاء أمن للإنسان، أو آخر فى غاية الخطورة على الصحة العامة، قديما كان سعر العجل 3 آلاف جنيه، وحاليا وصل إلى 30 ألف جنيه، وبالتالى تكلفته على المربى مرتفعة جدا، وبالنسبة له مرض الذبيحة وإعدامها ضرر بالغ، وخاصة أن كانت عليه أى مديونيات للبنوك لتوفير العلف، مما يجعل صاحب الذبيحة يمارس ضغطا على البيطريين لتمرير الذبيحة، ومن هنا تأتى المشكلة.

 

توفير نقطة تأمين من الشرطة داخل المجزر

وأضاف: ونظرا لأن الجزار دائما فى يده سلاح "السكينة"، فإن الطبيب البيطرى يعمل دائما تحت تهديد السلاح، وكل المطلوب الآن هو توفير نقطة تأمين من الشرطة داخل المجزر، أو توفير دوريات شرطية خلال الساعات الخاصة بالذبح، وتأمين البيطريين، مطالبا الدكتور عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة، والدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضى لشئون الثروة الحيوانية والسمكية والداجنة، بسرعة التواصل مع وزارتى التنمية المحلية، والداخلية، والمحافظين، لوضع آليات لحماية البيطريين بالمجازر.

وحذر نقيب الأطباء البيطريين، من استمرار عمل البيطريين تحت تهديد سلاح الجزارين، مدللا على ذلك بما يمكن أن تسببه بقرة واحدة مصابة بالسل، حال خضوع الطبيب لتهديدات الجزار، قائلا: السل مرض مشترك بين الإنسان والحيوان، ويوجد منه أنواع كثيرة، ويتسبب فيه ميكروب الدرن، وهو مرض فتاك، وصاحب أعلى نسبة من الوفيات على مستوى العالم فى الإنسان، وما يحدث هو أنه عند دخول الذبائح للمجزر يتم الكشف عليها لاكتشاف إصابتها بالسل من عدمه، من خلال فتح الدرانات، وفى حال اكتشاف الإصابة يتم إعدام الذبيحة فى محارق المجازر

وتابع: فى حال انتقال اللحوم المصابة للإنسان، يصاب على الفور بمرض السل، وبنسبة أكثر من 95% يكون سل بقرى، وهو مقاوم لبعض المضادات الحيوية المستخدمة فى علاج السل الأدمى، وبالتالى يؤخر فترة العلاج من 6 إلى 9 أشهر بالمضادات الحيوية، وتكلفة العلاج تصل إلى ملايين، خاصة أن الذبيحة التى تزن 450 كيلو، تتسبب فى العدوى لما لا يقل عن 250 شخصا، وفى حال مرض شخص بالسل البقرى ينقله لمن حوله بسهوله من خلال التنفس أو التلامس، مما يعنى أنه مرض فى غاية الخطورة، وهو فقط أحد الأمراض التى يقف البيطرى فى مواجهة سكاكين الجزارين، لحماية الصحة العامة، ومنع تداول أغذية غير سليمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة