كنت أبحث، مؤخرًا، عن الأخبار المتعلقة بما يحدث فى فرنسا من مظاهرات يقوم بها أصحاب السترات الصفراء، عندما وجدتنى أمام تقرير مهم عن متحف اللوفر يقول إنه حقق رقمًا قياسيًا فى عدد مرتاديه الذى بلغ فى 2018 عشرة ملايين شخص، مسجلًا بذلك أعلى عدد زيارات فى تاريخه، ومتفوقًا على ما حققه فى 2012 حين بلغ عدد الزوار تسعة ملايين و700 ألف زائر، كما أعلن المتحف أنه سيفتح أبوابه ليل أول سبت من كل شهر أمام الزوار، لزيارة مجانية إلى أقسامه، بغية جذب جمهور جديد شعبى إضافة إلى المعتادين على زيارة المتاحف والسياح الأجانب.
تعرف الدول الكبرى أن السياحة تحمل أكثر من وجه، فبجانب الاقتصاد الذى ينتعش بالزيارات الخارجية للأجانب، فهى تقدم وجهًا حضاريًا إلى العالم، ومن هنا تحرص فرنسا دائمًا على أن تظهر بهذا الشكل، وتضع متحف اللوفر فى مقدمة كل شىء، حولته إلى المتحف الأشهر على مستوى العالم، تكلمت عن تحفه ومحتوياته وجعلتها الأروع والأكثر تأثيرًا فى نفوس محبى الفن.
وبلاد أخرى كثيرة فعلت فعلتها، حتى أنه فى الإمارات العربية وبالتحديد فى أبو ظبى تم افتتاح فرع جديد لمتحف اللوفر، لأن هذه الدول تعرف أن السياحة هى الحل الذى سينقذ كل شىء، وأنها ضمن الموارد المتجددة فى الطبيعة طالما استطاع المسؤولون فى البلد أن يحققوا قدرًا من الأمن والاستقرار.
وفى مصر منحنا الله قدرًا كبيرًا من المتاحف الطبيعية، وآثارًا كثيرة لا حصر لها، وفى كل يوم هناك جديد من الاكتشافات، كما نستعد لافتتاح المتحف المصرى الكبير ومتحف الحضارة، وهناك الوجه الآخر للسياحة المتمثل فى الشواطئ المصرية الدافئة، بما يعنى أن لدينا مقومات السياحة بأشكالها المختلفة والمتنوعة.
وجميعنا يعرف أن السياحة فى مصر تأثرت بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لكن مؤخرًا عادت الأمور إلى كثير من هدوئها وصار الأمن أكثر تماسكًا من ذى قبل، وبالتالى يمكن العمل على هذه النقاط حتى نحقق أهدافنا، لا نريد أن نتحدث كثيرًا عن كون السياحة تأخرت وتأثرت، فالظروف الآن أفضل، لذا وجب الانطلاق منها دون الحديث عن الخلفيات التاريخية.
ما أريد قوله هو أنه على السادة المسؤولين عن السياحة فى مصر أن يعملوا على رواجها انطلاقًا من قوة مصر وتميزها فى هذا المجال ولا داعى للحديث عن كونها تأثرت بأحداث كذا وأحداث كذا، بل لتكن البداية من الوضع الراهن الذى يرحب بالسائحين ويحميهم ويقدم لهم الأمن والأمان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة