يشهد عشاق الموسقى البديلة فى لبنان انطلاق النسخة السادسة من فعاليات مهرجان بيروت أند بيوند الموسيقى الدولي، فى العاصمة اللبنانية بيروت مساء غدٍ الخميس، ويحتضن هذا العام في جعبته توليفة غنائية دسمة بقرابة الدستة حفلات على مدار أربعة أيام متتالية.
وتنطلق الفعاليات الرسمية فى أول يوم بحفلتين متتاليتين، بدايتها خلطة إيقاعية أفريقية على طريقة الموسيقى التونسي عماد عليبي على مسرح ستايشن بيروت، مفاجئًا جمهور المزيكا اللبناني بالعرض اللايف الأول لمشروعه الموسيقي الجديد "فريجيا" والذى يعيد خلاله إحياء إيقاعات القارة السمراء غير المتداولة كثيرًا برؤية مختلفة ولمسة عصرية، مع الحفاظ على أصالتها فى نفس الوقت، ومنه استوحى مسماه من كلمة "إفريقيا" باللهجة التونسية، بمشاركة عازف الترومبيت الفرنسى ميشيل مار والموسيقى خليل هنتاتي، ليترك الساحة من بعد "تسخين حماسة الحضور" لتوليفة طربية على طريقة المطربة اللبنانية تانيا صالح، والتى تمتع اللبنانيين بأغنيات ألبومها الجديد "تقاطع"، والذى تقدم خلاله تجربة فنية مختلفة تمزج بين عشقها للفنون التشكيلية والغناء مع إحياء الموروث العربى للجيل الجديد فى دستة أغاني، منها لروائع محمود درويش ونزار قبانى وصلاح جاهين ومعظمها من تلحينها، ويعيدها الألبوم للساحة بعد 3 سنوات عن ألبومها الأخير "شوية صور".
في حين تنتقل فعاليات المهرجان في يومه الثانى إلى مسرح مترو المدينة، أحد أقدم الكيانات الموسيقية فى العاصمة، باحتضانه ثلاثة حفلات، بداية من الموسيقى الفلسطيني باسل زايد، أحد رواد عزف العود والطرب في مجال الموسيقى العربية الكلاسيكيّة والمعاصرة ويقدم مزيجًا موسيقيًا بين المقامات التقليديّة والأوزان لاكتشاف جمال وعالمية موسيقى الشرق الأوسط ولمسات موسيقى الجاز، ومن بعده يسحر الموسيقى الأسباني خافيير دييز إينا الجمهور بجرعة موسيقى إلكترونية على طريقة آلة الثيرمين، التى تعتمد على تجسيد النغمات المويسقية خلال تحريك اليدين فى الهواء فيما يشبه استخلاق التعاويذ السماعية في الهواء، ومن ثم تضع فرقة الإخفاء المصرية الفلسطينية مسك الختام على ثانى ليالي المهرجان بمزيج غنائي موسيقي للثلاثي مريم صالح وتامر أبو غزالة وموريس لوقا، عبر أغنيات ألبومهم الأول "الإخفاء"، مثل "تسكر تبكى زي العيل" و"إيقاع مكسور" فى أول ظهور لايف للفريق بعد تتويجه بلقب أفضل فرقة روك أفريقية ضمن جوائز الموسيقى الأفريقية "أفريما" لعام 2018.
بينما يشهد اليوم الثالث لبيروت اند بيوند ثلاثة حفلات أخرى من لبنان وفرنسا ومصر، بمشاركة فرقة "التنين أو دارجون"، والتى تجمع في اسمها بين معنيين، كلمة "تنين" باللهجة اللبنانية تعني ثنائي، ونطقها يشير إلى معناها باللغة الإنجليزية "دراجون"، تعد من أجدد التجارب الموسيقية حاليًا في العاصمة اللبنانية بيروت، وبدأ المشروع منذ حوالي سنتين، ويضم الثنائي عابد قبيسي وعلي حوت اللذان يقدمان لمستها الخاصة من المزيكا الإلكترونية المعتمدة على طابع الإكوستيك المبسط في الأداء، بجانب فرقة بسكوت للبلطجية من القاهرة، ختامًا بجرعة إيقاعية فرنسية لفرقة سيغ واريك تروفاز، والتى تمزج بين تمرد المزيكا الإلكترونية والترومبيت وروح موسيقى الجاز.
وتختتم فعاليات النسخة السادسة من المهرجان بثلاثية حفلات مساء السبت المقبل، تبدأ بسهرة ناعمة على طريقة فرقة "جيرلز" النرويجية، والتى تضم ثلاثة فتيات، يقدمن توليفة سماعية غير مألوفة بالمرة، بين الغناء مع موسيقى الساكسفون والكونترباص، ومن بعدها خلطة روك موسيقية من قلب لبنان على طريقة فرقة كينماتيك، والتى تمزج بين صخب موسيىقى الروك الارتجالية والإيقاعات الإلكترونية، وتصل جرعة الإلكترونيك ميوزيك لذروتها فى ختام ليالي اليوم الرابع والاخير مع اللبنانية ليليان شلالا، ليتم إسدال الستار على النسخة السادسة لأحد أكبر المهرجانات الموسيقية فى لبنان وشمال أفريقيا المهتم بتسليط الضوء على تجارب مجال الموسيقى البديلة والمستقلة بالعالم العربى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة