لم يكن اختيار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو توقيت إطلاق عملية "درع الشمال" على طول الحدود مع لبنان بزعم القضاء على أنفاق حزب الله اللبنانى التى تستخدمها عناصر الحزب لتسلل إلى إسرائيل ، جاء بشكل عشوائى وإنما لكى يصيب عدة أهداف برمية واحدة .
وجاءت العملية العسكرية بعد شد وجذب بين نتنياهو ورؤساء الأحزاب الائتلافية المشاركة معه فى الحكومة عقب استقالة وزير الدفاع الأسبق افيجدور ليبرمان،ورفض اسناد الوزارة لرئيس حزب البيت اليهودى" نفتالى بنيت" الذى طالب بها بحكم سيطرته على 8 مقاعد بالكنيست .
عملية درع الشمال على الحدود مع لبنان
ويحسب محللون إسرائيليون فإن "نتنياهو" اختار توقيت العملية العسكرية لكى يكسب ود الإسرائيليون ويثبت أنه يستحق أن يسند لنفسه الوزارة بعدما وجهت له انتقادات عدة بأن الرجل الأوحد فى إسرائيل يستحوذ على المناصب الهامة .
الجيش الاسرائيلى
كما يرغب "نتنياهو" أن يحقق انتصارا بدون معركة حقيقة فى أعقاب العملية العسكرية الأخيرة فى قطاع غزة ،والتى انتهت بتوقيع اتفاق تهدئة برعاية مصرية خالصة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ، حيث أسفر وقف إطلاق النار عن استقالة "ليبرمان" مما دفع الاوساط السياسة الإسرائيلية بوصفها بأنها هزيمة لحقت بالجيش .
العملية العسكرية
كما يهدف "نتنياهو" من عملية "درع الشمال" رفع شعبيته التى وصلت إلى الحضيض بعد عملية غزة الأخيرة ، فبحسب اخر استطلاع للرأى اجراه التلفزيون الإسرائيلى أن 42 % فقط مؤيدين لـ" نتنياهو" لتكون النسبة الأقل منذ عام 2013 .
ويرى مراقبون دوليون كذلك أن "نتنياهو" اختار توقيت العملية لكى يفلت من العقاب فى أعقاب اتهامه بالفساد فى 4 قضايا كفيلة بأن يكون السجن مثواه .
ففى منتصف نوفمبر الماضى ، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن الشرطة الإسرائيلية ستحيل ملف اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالرشوة إلى النيابة فى قضية رقم 4000 ، والمتهم فيها نتنياهو بمنح امتيازات ضريبية لشركة الاتصالات "بيزيك"مقابل أن يحظى بتغطية صحفية ايجابية في الموقع الإخباري "واللا"، الذى تمتلكه الشركة بهدف رفع شعبيته لدى الإسرائيليين.
وقالت الصحيفة، إن الشرطة نقلت ملف فساد نتنياهو للنيابة بعدما أثبتت الرشوة من رجل الأعمال الإسرائيلى "تشيلى الوفيتش" الذى قرر نتنياهو تكليف وزارة المالية بمنحه إعفاءات ضريبية كبيرة تقدر بمئات الآلاف من الشيكلات .
وعلاوة على هذه القضية فإن "نتنياهو" متهم فى 3 قضايا أخرى وهى القضية رقم 1000 ، وهو متهم بالحصول على هدايا فاخرة، مثل السجار الكولموبى الفاخر والشمبانيا من بعض الأثرياء ورجال الأعمال الإسرائيليين مقابل منحهم تأشيرات خاصة للولايات المتحدة الأمريكية، وقد قدرت قيمة هذه الهدايا، حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، بمئات الآلاف من الدولارات.
أما القضية "2000 " فتتعلق باتفاق سرى بين نتنياهو ومالك صحيفة "يديعوت أحرنوت" من أجل القيام بتغطية صحفية مؤيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، مقابل التضييق على صحيفة "يسرائيل اليوم" المنافسة لها، وهى الاتهامات التى نفاها نتنياهو خلال التحقيقات على مدار 6 جلسات متتالية .
أما القضية "3000" المعروفة بقضية الغواصات الألمانية، وتتمثل في عملية شراء غواصات إسرائيلية تبلغ قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات من شركة Thyssenkrupp الألمانية. ، حيث اشترت إسرائيل خمس غواصات من الشركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة