ربما تكون ثقافتنا نحو الخصوصية تحتاج لإعادة النظر بعد هذا الفيضان الجارف من المعلومات الشخصية والمشاعر التى نضعها على صفحاتنا بالفيس بوك وإنستجرام، ونحن نتصور أنها فضفضات مهمة للتسلية والتواصل مع الآخرين ولراحتنا النفسية أيضًا، بينما الحقيقة أن العالم فى الخارج لا يتأثر كثيرًا بدوافعك وأحزانك، ولا يشغله إذا كنت تحب القهوة أو تكره فيروز أو استيقظت مكتئبًا من صوت بائع الروبابيكيا، بعضهم سيهتم أكثر بتحويل تلك الفضفضات إلى بيانات وأرقام قابلة للاستغلال وجنى الربح بأقصى قدرة ممكنة، وبالتالى لم تعد الخصوصية اختيارًا فرديًا يخضع لقدرة كل واحد منا على حماية محيطه، فالمساحة الشخصية وسرية البيانات أصبحت جميعها مرتبطة بمسارات أكبر تشمل الأخبار الكاذبة وتوجيه الرأى العام وجنى الأرباح الطائلة.