قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن مسألة القبض على المديرة المالية لشركة هواوى الصينية يمكن أن يؤثر على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن المراقبين فى الصين يمكن أن يتذكروا اعتقالات لأشخاص على نفس المستوى من مبينج وانزهو، التى تم اعتقالها يوم السبت الماضى من قبل السلطات الكندية بطلب من الولايات المتحدة التى تسعى إلى تسليمها.
ولفتت واشنطن بوست إلى أن هذه الأخبار من المرجح أن تجعل المسئولين الأمريكيين يشعرون بالقلق إزاء زيارة الصين فى المدى القريب، خوفا من اعتقالات انتقامية حسبما يقول بعض الخبراء. وأوضحت الصحيفة نقلات عن أحد العاملين فى جماعات اللوبى والذى رفض الكشف عن هويته لحساسية الأمر، إن شركة هواوى تعد أقوى شركة صينية، ولذلك فهو يعتقد أن المسئولين التنفيذين فى شركات التكنولوجيا ينبغى أن يشعروا بالخوف، فالأمر خطير جدا.
من جانبه، قال باتريك هانز المحامى الذى يتعامل فى جرائم الياقات البيضاء الدولية إننا سنجد أن المسئولين التنفيذيين الأمريكيين سيؤجلون زياراتهم المقررة للصين، مشيرا إلى أنه يعلم بأن عددا من هؤلاء المسئولين تم توقيفه واستجوابه فى السنوات الأخيرة من قبل الصين وهم يغادرون البلاد، على الرغم من أنه لم يحدث اعتقالات. وقامت الصين باستجوابهم بشأن أنشطتهم التجارية، لكنه رفض أن يضرب أمثلة من هذه الحالات.
وتلفت واشنطن بوست إلى أن واحدة من أبرز المعارك القانونية المتعلقة بمسئولين تنفيذيين أجانب حدثت عام 2013 عندما حققت الصين مع صاحب شركة أدوية بريطانى بشأن الاشتباه فى تلقيه رشوة.
من جانبها، قالت شبكة "سى إن إن" الإخبارية الأمريكية إن اعتقال وانزهاو كان ينبغى أن يكون لحظة انتصار لإدارة ترامب، لكن بدلا من ذلك أدى إلى انهيار فى الأسواق أمس الخميس، فى ظل غموض بشأن ما إذا كان بإمكان الرئيس ترامب التوصل إلى اتفاق تجارى دائم مع بكين.
وذهبت "سى إن إن" إلى القول بأن هذا التقلب سلط الضوء على الشكوك بشأن قدرة ترامب على الوفاء بوعوده مع الصين، كما أنه يكشف صداما بين أهداف سياسته فى بكين وجهوده لملاحقة شركات التكنولوجيا وأطراف أخرى.
وكانت الصين قد ردت بحالة من ضبط النفس، حسبما تقول "سى إن إن"، وأعربت عن الغضب بشأن اعتقال مينج، ابنة مؤسس شركة هواوى. وأعربت وزارة التجارة الصينية عن ثقتها فى إمكانية التوصل لاتفاق تجارى بين واشنطن وبكين فى المهلة التى حددها الرئيس ترامب بـ 90 يوما بعد بقائه الأسبوع الماضى مع الرئيس الصينى شى جينبنيج، إلا أنها دعت الولايات المتحدة وكندا فورا إلى تصحيح الخطأ واستعادة مينج لحريتها الشخصية.
وقال خبراء العلاقات الصينية والأمريكية أن رد بكين الصامت، حتى الآن، يظهر مدى رغبتها الشديدة فى تجنب عرقلة المفاوضات مع إدارة ترامب.
وقالت إليزابيت إيكونومى، الخبيرة فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، إن هذا الرد يشير إلى مدى رغبة الصين فى إعادة العلاقات مع الولايات المتحدة على نحو أكثر عدالة.. وتابعت قائلة إنه لو كان الصينيون يشعرون بأن اقتصادهم أكثر قوة، لكن ردهم سيكون إلغاء أى تعهدات سابقة قطعوها.