صراع الإرادات، وفرض وجهات النظر بالقوة، لإثبات أن وجهة النظر صحيحة، دون الوضع فى الاعتبار، أن وجهة النظر هذه ستدمر كيانات ناجحة، أو تقتل كفاءات مهنية وإدارية رائعة، المهم أن وجهة نظر السياسى أو الكاتب أو الصحفى والإعلامى، أو حتى المسؤول، تكون صحيحة..!!
لا يمكن لعاقل، وصاحب ضمير يؤمن بقيم الحق والعدل، أن يقبل بوجود فساد مهما كان بطله ونفوذه وسطوته وعلو شأنه، وإذا كان لديك مستندات ووثائق تكشف هذا الفساد، فعليك الإسراع بالتقدم للجهات المعنية للتحقيق، ويصمت الجميع وينتظر النتائج..!!
وعندما ثار اللغط حول مستشفى 57357 وأن هناك فسادا ومخالفات بالجملة، تدخلت وزارة التضامن وشكلت لجنة ضمت 17 جهازا رقابيا وجهة رسمية، من بينها هيئة الرقابة الإدارية والجهاز المركزى للمحاسبات، وفحصت اللجنة كل الملفات على مدار 5 أشهر كاملة، ولم تترك شاردة أو واردة إلا وحققت فيها، ولم تعثر على أى مخالفة صارخة، ومع ذلك لم يعجب الثلاثى المتبنى للحملة ضد المستشفى..!!
ونسأل: هل نصدق ثلاثة من بينهم شخص يتبنى حملات التشويه ضد الدولة المصرية عبر منابر أجنبية ونكذب لجنة قوامها 17 جهازا رقابيا وجهة رسمية..؟! يسرى فودة بطل المعركة، قاد حملة تشويه وذبح المستشفى عبر القناة الألمانية «دويتشه فيله» بجانب صحفى معارض، وأيضا الكاتب الكبير وحيد حامد..!!
مطلوب منا، أن نكذب 17 جهازا رقابيا وجهة رسمية، ونصدق ثلاثة تبنوا المعركة، من بينهم شخص كاره للدولة المصرية، فهل هذا يستقيم مع أبسط قواعد العقل والمنطق..؟!
تعالوا نقر أمرا واقعا، أن هناك منابر، وأصابع جماعات وتنظيمات وكيانات كارهة لهذا الوطن، وساخطة من كل خطوة يخطوها فى طريق التنمية والتقدم والازدهار، لذلك يسارعون لنصب شباك التشكيك والتسخيف والتسفيه حول مشروع ناجح، والتقزيم من إنجاز تحقق على الأرض، فى أى قطاع من القطاعات الخدمية والتنموية.
ومن المعلوم بالضرورة، أن جماعة الإخوان، وذيولهم، كانوا يعيشون على تبرعات المصريين، والأشقاء العرب، منذ تأسيسها، وحتى عام 2012، واستطاعت الجماعة أن تنمو وتكبر وتحقق ثروات طائلة، لدرجة أن ميزانية التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، تجاوزت ميزانيات دول كبرى!!
والمصريون، قبل عام 2012، كانوا ينظرون للإخوان وذيولهم «الإمعة»، نظرة وقار وثقة فى أنها جماعة ربانية، تنثر الخير فى الأرض، فينبت شجرا مثمرا، لذلك كانوا يسارعون بالتبرع لها بكل ثقة وأريحية، وأصبحت التبرعات، العمود الفقرى للاقتصاد الإخوانى، بجانب تبرعات دول وكيانات ومنظمات خارجية!!
وكان التحول الحقيقى ليس فى المعادلة السياسية فحسب، ولكن فى معادلة التبرع فى 2012، عندما استولت الجماعة الإرهابية على الحكم فى عام هو الأسوأ فى تاريخ مصر عبر عصوره المختلفة، وخلعت عن وجهها قناع التدين والسماحة والرحمة، وأظهرت حقيقتها الإرهابية والدموية، وانكشفت تجارتها البائسة بالدِّين، واستثماره فى تحقيق أهدافها التى تصب فى مصالحها الشخصية فقط!!
وبعد خروج الشعب المصرى عن بكرة أبيه فى ثورة 30 يونيو 2013، لطرد الجماعة الإرهابية من المشهد العام فى مصر برمته، تعرت مواقف الجماعة أمام المصريين، وذلك عقب الانتهاكات الصارخة والبعيدة كل البعد عن الدين والعقل والمنطق التى ارتكبت فى اعتصامى رابعة والنهضة، ومن خلال أبواقها الإعلامية، ومواقف قياداتها وتصرفاتهم!!
من هنا كان التحول الدراماتيكى فى عقيدة المصريين، الخيرية، فوجهوا تبرعاتهم ومساندتهم للمشروعات الخيرية التى تلقى رقابة من مؤسسات الدولة الرسمية، وكان على رأس هذه المشروعات المهمة والمحورية مستشفى 57357 ومعهد ومدينة مجدى يعقوب لعلاج مرضى القلب، وصندوق تحيا مصر، وغيرها من المؤسسات الخيرية، التى تعمل لصالح المصريين، سواء بعلاج آلامهم، وتخفيف أوجاعهم، أو مساعدتهم فى مواجهة الفقر والعوز، وانتشالهم من مذلة السؤال، وحالة البؤس والكآبة والسواد!!
وحققت المؤسسات الخيرية، نجاحا كبيرا، سواء التى تقدم العلاج، مثل المستشفيات ومن بينها 57357 أو التى تقدم مساعدات من مأكل ومشرب وتوفير فرص عمل وبناء مساكن لغير القادرين، مثل جمعية الأورمان، ووثق المصريون فى هذه المؤسسات، عندما رأوا بأعينهم حجم الإنجازات والخدمات الحيوية المقدمة عمليا على الأرض، بعيدا عن الشعارات وتجارة الكلام، فسارعوا بتقديم يد المساندة والدعم بقوة لها، لتتوسع وتستطيع تقديم العلاج اللائق لكل من يرتادها من المرضى، وتقديم الدعم لذوى الحاجة والعوز !!
هذا النجاح، أثار سخط وغضب جماعة الإخوان، وحلفائها، سواء فى الداخل أو الخارج، وقرروا إهالة التراب على الصروح الطبية والخيرية، كونها أصبحت ظهير الدولة المصرية، وأحد أبرز الارتكازات الداعمة والمحصنة للمجتمع، من ثلاثى التخلف، المرض والفقر والأمية!!
وبدأت فى تدشين حملة سعار، تنهش فى جسد المؤسسات الخيرية، التى أصبحت صروحا قوية، ومن بينها مستشفى 57357 الذى يقدم خدمة آدمية للمصريين، لذبحه وإغلاقه، ومن ثم الحصول على كعكة التبرعات من جديد..!!
وجدنا القناة الألمانية «دويتشه فيله» وعبر برنامج يسرى فودة، المؤجج الأعظم للأوضاع فى مصر، لصالح جماعة الإخوان، ودراويشها من الحركات الفوضوية، يخصص حلقات عن مزاعم كاذبة، واختلاق وقائع تتعارض مع القيم العلمية والأخلاقية، وللأسف، هناك منابر إعلامية مصرية، سلمت إرادتها، وعقلها، وسارت خلف مزاعم يسرى فودة، دون التحقق، والتأكد من صدق تحويل المستشفى لفئران تجارب على سبيل المثال، لا الحصر!
لذلك فإن ما تتعرض له المؤسسات الخيرية، التى تعد ظهير الدولة، وجناحها القوى فى التنمية، بفعل الإخوان الإرهابية، وأتباعها، ومنابرها الوقحة، حقد وغلّ ناجم عن أمرين، الأول أن هذه المؤسسات الخيرية، استحوذت على كعكة تبرعات المصريين، وثقتهم الكبيرة فيما تقدمه، ومن ثم حُرِمت هى من هذه الكعكة، الثانى، أن هذه المؤسسات تعد ظهير الدولة المصرية، وأحد أجنحة التنمية القوية، وهو ما لا يرضى الجماعة الإرهابية الباحثة عن إفشال الدولة المصرية بكل الوسائل والطرق..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة