كان على استعداد لاعتزال الفن نهائيا بعد تاريخه الفنى الطويل وتعهد بألا يمثل دورا أخر بعد هذا الدور الذى عشقه وأتقنه وحلم بعرضه للجمهور، إنه الفنان العملاق عبدالله غيث وحش المسرح الذى أبدى استعداده لاعتزال الفن نهائيا فى مقابل موافقة الأزهر على عرض مسرحية " الحسين ثائرا" للأديب عبدالرحمن الشرقاوى ، حيث رفض الأزهر عرضها بسبب قراره بتحريم تجسيد شخصيات الصحابة والأنبياء .
وفى تصريحات خاصة لليوم السابع قال الحسينى عبدالله غيث أن والده كان مرتبطا ارتبط شديدا بالإمام الحسين، رضى الله عنه، وكان يحرص هو وعمه حمدى غيث على اصطحاب الأسرة والأبناء لزيارته دائمًا ، حتى قبل دخوله للمستشفى فى مرضه الأخير.
وأوضح ابن عبدالله غيث الذى يحمل كثيرا من ملامح والده أن أباه سماه باسم الحسينى حبًا فى حفيد رسول الله.
وعن قصة مسرحية «الحسين ثائرًا» تحدثت ميادة حمدى غيث قائلة :" عمى أدى دور الحسين فى المسرحية ، وكان يعتبر هذا الدور أهم الأدوار فى حياته ، ولكن للأسف لم يوافق الأزهر على عرضها بسبب رفضه لتجسيد شخصيات الصحابة "
وتابعت: «كنت أحضر البروفات، وحضرت فى اليوم الذى جاء فيه وفد الأزهر ليشاهد العرض ويصدر حكمه سواء بعرض المسرحية أو منعها ، وكنت أجلس خلفهم فى الصف، وجميعهم بلا استثناء كانوا يبكون بالدموع طوال عرض المسرحية تأثرًا بأداء عمى، ولكنهم أصدروا حكمهم بعدم عرضها "
وقالت ابنة شقيق عبدالله غيث متأثرة: «عمى كان لديه استعداد لاعتزال الفن نهائيًا لو اشترط الأزهر ذلك مقابل السماح بعرض المسرحية، وأصيب بحالة حزن واكتئاب شديد بسبب منعها".
وأضاف الحسينى عبدالله غيث: "كانت هذه المسرحية أعظم عمل مسرحى، ومن أعظم الأعمال التى أخرجها كرم مطاوع ، وبكت سناء جميل بكاء شديدًا تأثرًا بالقصة وحزنًا على منعها، وحاول فريق العمل الاستجابة لكل اشتراطات الأزهر فى سبيل السماح بالعرض، فاستخدموا صيغة الراوى الذى يحكى عن الحسين، ولكن تمسك الأزهر برأيه»
وتابع: «كان عملًا به إبهار وإخراج متميز ولا يمكن تكراره، حيث شارك فيه عمالقة الفن، مثل يوسف وهبى وأمينة رزق".