بالتأكيد لم يكن المقال السابق لهذا ليسخر من إعلان المشاعر الإنسانية على صفحاتنا بالفيس بوك، وإن كانت العزاءات وبعض العبارات المغلفة بالحكمة العميقة كفيلة بإفساد مزاجك بقية اليوم، ما أقصده وأشدد عليه أن استهتارنا بالخصوصية والمعارك التافهة هو الذى يجعل الصفحات ضحية سهلة للاختراقات وبعدها نتعجب من نفسية هؤلاء الأشرار حين يستولون عليها أو يحاولون غلقها، ولدينا تجارب كثيرة لأصدقاء يصرخون يوميًا لدعم صفحاتهم ولا ندرى إن كانوا يستحقون المساعدة فعلًا أم يستغفلوننا لجذب مزيد من التفاعل؟ هذه النقطة تدفع نحو مزيد من التفكير فى طريقة استهلاكنا للتكنولوجيات الحديثة، فأن نكون مستهلكين دائمين لا يعنى الاستسلام لشروط من يقدمون الخدمة، خصوصًا ونحن نفتقر لقوة الاعتراض أو محاسبة مارك زوكربرج وإخوانه كما يحدث فى بعض دول الاتحاد الأوروبى وآسيا حين شعروا بالخطر من تغول تلك الكيانات، لا يتبقى أمامنا إذن سوى أن نكون حذرين وعقلانيين أكثر، فهل نستطيع؟