ما بين الموت والحياة خيط رفيع، وما بين خروج الروح واستقرارها أعمار وأقدار تختلف من إنسان لآخر، قصة واقعية جسدت بطولتها أسرة بمحافظة المنوفية، كانت فى طريقها لزيارة أحد المرضى من أقاربهم لها بمستشفى بنها الجامعى، ولكن القدر الذى أمهلهم حتى يذهبوا إليها لم يمهلهم حتى يعودوا إلى بلدهم التى قدموا منها من قرية أبشيش التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، بل جاءت نهايتهم، حيث كانوا متوجهين للزيارة لأحد المرضى داخل المصعد الذى سقط من المستشفى.
شيماء المتوفية
حالة من الحزن الشديد خيمت على قرية أبشيش التابعة لمركز الباجور بالمنوفية، عقب تردد الخبر بوفاة كلا من: " عبد النبى محمد محمد على فودة 50 سنة، موظف بالسكة الحديد بالقاهرة، وزوجته "وفاء عربى نويهى أبو السعود" 49 سنة، ربة منزل، وابنته شيماء 18 سنة، طالبة بالصف الثالث الثانوى التجارى، وشقيقته عفاف محمد محمد على فودة 53 سنة، ربة منزل، وزوجة ابن عمه نادية محمد أحمد على الأبيض 50 سنة، ربة منزل.
البداية عندما قررت الأسرة الذهاب إلى والدة المتوفى بمستشفى بنها الجامعى والمحتجزة منذ 17 يناير لإجراء عملية جراحية، وكانوا فى طريقهم للاطمئنان عليها إلا أن القدر لم يمهلهم حتى يتمكنوا من العودة إلى قريتهم من جديد وبمجرد صعود الأسانسير لم يستمع المتواجدون بالمستشفى إلا صوت المصعد وصراخ وعويل المتواجدين بعد سقوط المصعد من الطابق السابع للأرضى.
عبدالنبى المتوفى
وفشلت محاولات الإنقاذ من المتواجدين بالمستشفى، ليخرج أفراد الأسرة جثثا هامدة، وتتشح القرية بالسواد حزنا على مصرع الخمسة أفراد من أسرة واحدة، ليتم تشييع الجاثمين من المسجد القبلى بالقرية مع صلاة الفجر، فيما تم تشييع الجنازة الخمسه ظهرا من قريه اسنطها التابعه للمركز.
وبدموع الحزن على الفراق والوحدة التى يتجرعها، قال أحمد عبدالنبى، الابن الوحيد المتبقى من الأسرة، 20 سنة، حاصل على دبلوم صناعى، إنه كان مع أسرته أثناء الزيارة لجدته، وتم احتجازها بعد العملية بغرفة العناية المركزة بالطابق السابع، لافتًا إلى أنه كان يمكث معها، ووقت وقوع الحادث خرجوا جميعا للصعود بالأسانسير ولكن لكثرة العدد لم يتمكن من الصعود ففضل أن يقوم بالنزول هو وعمته على السلم، وعندما نزل سمع صوت ارتطام شديد وكأنها قنبلة أو انفجار شديد مصحوبا بصراخ هز أرجاء المستشفى ليجد أن المصعد سقط من الطابق السابع إلى الأرضى وبداخله أسرته كاملة ولقيت حتفها.
احمد الابن الوحيد الباقى
وتابع أحمد: "حاولنا كسر باب الأسانسير لاستخراج الأشخاص بداخله وبمعاونة العاملين بالمستشفى، لأجد أسرتى كاملة وقد انتهت وخرجت جثثا من المصعد"، مطالبا بالقصاص من المتسبب فى هذا الحادث المشين وأن يكون القصاص العادل ومجازاة كل المتورطين فى فقده لأسرته، مؤكدًا على أنه سمع من أحد العمال بالمستشفى أن المصعد به عطل منذ يومين ولم يتم الاهتمام من إداراة المستشفى الأمر الذى أدى إلى تدمير أسرته كاملة.
ولم يتبق من الأسرة سوى أحمد وشقيقته مى عبدالنبى، والمتزوجة بقرية ميت الوسطى التابعه لمركز الباجور، المجاوره لقريتهم.
وقال محمود عبدالله أحد أقارب المتوفين، إن الأسرة كانت بسيطة ومشهود عنها الحب للجميع وحسن الخلق، والمساعدة لجميع أهالى القرية، مشيرًا إلى أن ابنة المتوفى "شيماء" والتى توفت هى الأخرى كان موعد خطبتها الجمعة القادمة، وبدلا أن ترتدى الفستان لخطوبتها ارتدت الكفن وبدلا من أن تبدأ حياة جديدة استقبلت الموت لتنتهى حياتها.
اثناء العزاء
العزاء امام المنزل
جانب من العزاء
خال المتوفاة ونجلة
شيماء المتوفية
كارنية المتوفى
شيماء المتوفية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة