شاءت إرادة الله أن يتقابلا على غير ميعاد، فأحبا بعضهما حبا عميقا صادقا احتار أصدقاؤهما المقربون فى وصفه، فكان طبيعيا أن يطلب يدها للزواج، ولكنها بحسابات المجتمع كانت تدرك ما ينتظرهما من أعاصير وأنواء عاتية من مرضى البشر حال زواجهما، فحذرته وطلبت منه التراجع عن هذه الفكرة المجنونة، لأنها استشرفت ما ينتظرهما من صعوبات ينوء بحملها الجبال، ولأنه تربى على أيدى رجال أشداء علموه المعنى الحقيقى للرجولة، فأصر على ألا يتنازل عنها مهما بلغت التحديات وتقدم للزواج منها على الفور، وأهداها وهو يضع فى يدها خاتم الزواج الأبيات التى تربى عليها فى مدرسة الشعر العربى الأصيل قائلاً:
شوقى إلى عينيك علمنى.. أمشى على الأشواك والخطر
أى القوافل عنك تبعدنى.. وهواك رغماً يقتفى أثرى
أى العواصم منك تأخذنى.. وهواك لى تأشيرة السفر
أنا لو أجوب الأرض قاطبة.. سيظل وجهك منتهى سفرى
لى فى هواك حبيبتى قدر.. فهواك موصول به قدرى
الكون فى عينيك مختصر.. ماذا أريد بصحبة البشر.
وقد أثبتت لها الأيام بما حوته حياتهما من مشاعر فياضة وسعادة كبرى والحمد لله، المعنى الحقيقى للآية الكريمة «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون» صدق الله العظيم.