أكد الدكتور مشعل بن فهم السلمى رئيس البرلمان العربى، أن التهديد الذى لا يقل خطورة عن الإرهاب المقيت على أمننا القومى العربى، بل على الأمن والسلم الدوليين، ما تمثله القوة القائمة بالاحتلال (إسرائيل)، الغاصبة للأراضى العربية فى فلسطين وسوريا وجنوب لبنان، وممارساتها العنصرية وجرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطينى الصامد، وتحديها السافر للإجماع الدولى وقرارات الشرعية الدولية، مما يتطلب من الجميع، تحمل المسئولية تجاه هذه القوة الغاشمة، وإلزامها بقواعد القانون الدولى، وقرارات الشرعية الدولية، وبمبادرة السلام العربية، باعتبارها السبيل الوحيد لإحلال السلام الدائم والشامل فى المنطقة والعالم.
وقال إن القضية الفلسطينية تمثل القضية المركزية والجوهرية لأمتنا العربية، بل لأحرار العالم وأصحاب الضمير الحى، وإقرار حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته الوطنية المستقلة ذات السيادة، على ترابه الوطنى على حدود 1967م، وعاصمتها الأبدية مدينة القدس، لذا سيصدر أيضا عن المؤتمر، بيانا يعبر عن الموقف الراسخ للشعب العربى نصرة للقدس وللقضية الفلسطينية.
جاء ذلك خلال كلمته اليوم أمام المؤتمر الثالث للبرلمان العربى ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، والذى يأتى تحت عنوان "معا ضد الإرهاب"، إدراكا للتحديات الجسام، التى تواجه الأمة العربية، والمستجدات التى تستدعى مضاعفة الجهود العربية المشتركة، لمواجهة تنامى ظاهرة الإرهاب المقيت والتطرف والغلو، وتمدد الجماعات الإرهابية المسلحة داخل الدول العربية، وتداعيات كل ذلك على وحدة ونسيج الأمة العربية.
وأضاف أن اجتماع اليوم، يأتى انطلاقا من مسئولياتنا وأدوارنا ومهام برلماناتنا ومجالسنا العربية، لنعلن معا ونقر وثيقة عربية شاملة، لمكافحة الإرهاب، وفق مقاربة جديدة، ورؤية شاملة ومعمقة، تستهدف معالجة جذور المشكلة، والتعامل مع أبعادها الاجتماعية، والفكرية، والنفسية، والتربوية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، جنبا إلى جنب مع البعد العسكري والأمني.
وتمثل الوثيقة التى ستخرج عن مؤتمرنا هذا، إسهاماً برلمانياً عربياً من منظور شعبى، يتكامل مع السياسات والإجراءات الرسمية العربية، ويعبر عن الظروف بالغة الدقة التى تعيشها أمتنا العربية، ويضفى رؤيتنا وهويتنا العربية على الجهود الدولية والإقليمية إزاء محاربة الإرهاب، بكافة أشكاله وصوره، وإدانة الجرائم والممارسات الوحشية والمستنكرة، للتنظيمات والجماعات الإرهابية، من جرائم ضد الإنسانية جمعاء.
وأشار الدكتور مشعل السلمى إلى أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أعمال كبيرة وجهود عظيمة خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار، والتى أبرزت الصورة المشرقة للحرمين الشريفين، وأظهرت قيم ومبادئ الإسلام العظيمة والصورة الحقيقية للمسلمين، هذه الجهود والأعمال العظيمة يقدرها ويثمنها أبناء الأمة العربية والإسلامية، لذا سيصدر بيان عن المؤتمر، بشأن الإشادة بما تقوم به المملكة العربية السعودية من جهود وعناية ورعاية للحرمين الشريفين، وخدمتهما وتحقيق الأمن وتوفير كل سبل الراحة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار.
وفى الختام، تقدم رئيس البرلمان العربى بخالص الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية، رئيسا وحكومة وبرلمانا وشعبا، على احتضانها لأعمال المؤتمر، وجدد الشكر للجميع على الحضور والمشاركة فى هذا المؤتمر الهام، وسأل الله أن يحفظ أمتنا العربية عزيزة وشامخة وآمنة، وأن يوفق قادتها لما فيه الخير والصلاح والسداد، وتحقيق ما تصبو إليه فى التقدم والازدهار والأمن والأمان.
