مثلما تتحول أدوات التواصل إلى أدوات لنشر الشائعات وترويج الأخبار المفبركة، فإنها يكن أن تتحول إلى أدوات ابتزاز وتشهير تحت أيدى بعض القتلة المحترفين.
ويحول بعض المجرمين أدوات التواصل استنادا إلى المجهولية إلى أدوات شائعات ونشر للكذب والأخبار والمقولات المفبركة وهى جرائم لا تقل عن القتل أحيانا، وهناك من يستسهل تحويل فيس بوك إلى ما يشبه المراحيض تكاد تشم روائح إفرازاتهم على التايم لاين شتائم ونميمة ونهش اعراض.
الطبيعى أن تجد على الشبكة أخبارا مضروبة وبوستات مصنوعة خصيصا للإساءة وبعض من يمارسون هذا النوع من الابتزاز مجهولين أو يستندون إلى أن الضحايا ربما لا ينشغلون بمتابعتهم أو مطاردتهم.
هناك منصات مخصوصة وممولة تنشر الشائعات والأكاذيب من دول اخرى ولصالح أجهزة هذه الدول، ولا يمر يوم من دون أن يغرق فيس بوك بتنويعات من هذه المنصات الافتراضية، لكن هذا النوع من المنشورات والشائعات فقد قيمته ولم يعد كالسابق قابلا للتصديق أو الانتشار.
وحتى الأخبار المغسولة التى تنشرها منصات معروفة ووكالات أنباء لا تأخذ الكثير من الوقت ويمكن الرد على المنصات الصحفية أو غيرها.
لكن يظل هناك نوع من التشهير يمثل جرائم وما تزال أجهزة البحث والإنترنت غير قادرة على الإمساك بها أحيانا ويمارس بعضها مختلون ومجانين يفرغون كبتهم أو فشلهم فى بوستات سب وقذف أو اشتباكات تافهة.
لكن الأمر أحيانا يتخطى الكذب والتزييف والشائعات إلى أنواع من الإساءة والتشهير ومنها قصص لجهات أو أفراد يرتكبون جرائم واضحة عندنا يزيفون صورا أو صفحات إباحية باسم من يختلفون معهم وهذا النوع من التدخل يمثل جريمة يفترض أن يكون لها مواجهة.
وهناك حالات بعضها تم ضبط مرتكبيها، ولعل أكثر القصص شهرة مافعله مجرم فى إحدى محافظات الدلتا اختلف مع خطيبته فسارع بنشر صورا لها على مواقع إباحية ونشر تلفوناتها وعنوانها، الأمر الذى تسبب فى أذى نفسى للفتاة وأسرتها صحيح أنه تم القبض على الجانى لكنه كان بالفعل قد دمر سمعة الفتاة بلا سبب غير رغبته فى الانتقام.
نفس القصة تتكرر بشكل كبير فى مناطق مختلفة وأحيانا تفاجأ الفتاة أو السيدة بصورها منشورة فى مواقع إباحية من دون أن تعرف من فعل هذا، وبعض هذه الصور يتم نشرها بعد التلاعب بها بالفوتوشوب، وهناك أيضا أنواع من التشهير يقوم به أشخاص معروفون ظنا أن ضحاياهم يترفعون عن الرد أو استنادا لضعف العقوبات، وغياب الردع لأمثال هؤلاء المجرمين الافتراضيين.
خلال الأيام الأخيرة فوجئت سيدة محترمة بأن هناك صفحة إباحية باسمها كما تم نشر تلفوناتها لمجرد أنها تصدت لتجاوزات بعض المتنفذين وحاولت حماية أشخاص ضعفاء من بطشهم، ومع أن السيدة استعملت الأسلوب الحضارى لكنها فوجئت بحملة تشهير وابتزاز تجاوزت الحدود كما تم تزييف بوستات باسمها للإيقاع بينها وبين معارفها أو الرأى العام.
هذا الأسلوب بالفعل أصبح منتشرا ويستند الجناة فيه إلى حسابات مزيفة أو يستخدمون مجرمين محترفين لتنفيذ عمليات القتل المعنوى. وبالرغم من إمكانية الوصول إلى الفاعل المأجور أحيانا ما يفلت المحرض والفاعل الأصلى بجرائمه.
هذه الظواهر أصبحت شائعة ويتم توظيفها على أوسع نطاق، وتحول أدوات التواصل إلى أدوات قتل معنوى لا يقل عن القتل العمد ومع هذا فإن هذا النوع من الجرائم ما يزال بعيدا عن العقاب الرادع، ويتم معاملته كجريمة نشر، بينما هو خارج هذا النطاق ويدخل ضمن التشهير والابتزاز وهو ما يمثل جريمة مركبة تحتاج لوقفة، ونفس الأمر مع الحسابات التى يمارس أصحابها التحريض ويستخدمون حسابات بأسماء وهمية أو يستخدمون تقنيات تسهل لهم الهرب من الجرائم، ويجب أن تتم معاملتهم بجرائمهم المركبة، من دون إعفاء الفاعل والمحرض وكل من يوفر مناخا لهذا النوع من الجرائم التى تدخل ضمن القتل العمد.