سالم الكتبى

خطر التهديد السيبرانى

الأحد، 11 فبراير 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى غمرة تهديدات الإرهاب وحروب الجيلين الرابع والخامس، انحسرت نسبياً النقاشات البحثية حول التهديدات السيبرانية بين الدول فى العقد الأخير.

مؤخراً، أعاد وزير الدفاع البريطانى التهديد السيبرانى إلى الواجهة حين تحدث تهديد سيبرانى روسى قوى قد يتسبب فى "مقتل آلاف" من البريطانيين عبر تعطيل البنى التحتية فى البلاد!

حذر وزير الدفاع البريطانى غافين ويليامسون من أن روسيا قد تتسبب فى "مقتل آلاف مؤلفة" من الناس عبر تعطيل البنية التحتية فى بريطانيا، وقال الوزير فى تصريحات مهمة لصحيفة "ديلى تلغراف" إن موسكو كانت تتجسس على إمدادات الطاقة، التى إذا قطعت، قد تتسبب بـ "فوضى عارمة" فى البلاد. وشدد على القول إنه " التهديد الفعلى ... الذى تواجهه البلاد فى هذه اللحظة".

هذا التصريح المهم يعيد إلى واجهة النقاش البحثى مجدداً التهديدات السيبرانية التى انحسر النقاش حولها فى ظل تفاقم خطر الإرهاب، الذى طال دول عدة فى العالم ومنها بريطانيا ذاتها.

لابد من التأكيد فى البداية على أن التهديد السيبرانى لا يعنى تراجع خطر الإرهاب، أو ضرورة حسم أولوية أياً منهما لأن كل من الخطرين له طبيعة خاصة وله متطلباته ضمن خطط واستراتيجيات الدفاع الوطنى فى مختلف الدول.

التهديد السيبرانى يمثل لبريطانيا أولوية حتمية لأن البنى التحتية للبلاد يمكن أن تتعرض لأخطار بالغة، فى ظل ربط هذه البنية بـ خطوط تمر تحت البحر تزود بريطانيا بالكهرباء والغاز ويمكن أن تتعرض لتهديدات أو هجمات سيبرانية تتسبب فى تعطيل عملها. وما اثار شكوك بريطانيا أن وزير الدفاع ويليامسون قد أكد فى نوفمبر الماضى أن روسيا "ظلت تبحث عن أنواع تلك الوصلات أو الخطوط"، ما يعنى أن استهدافها ولو ضمن خطط واستراتيجيات الحروب التى تجهزها الدول ضد منافسيها وخصومها تأهباً لأى حروب محتملة، أمر وارد.

لذا قال الوزير فى تصريحاته "الخطة بالنسبة للروس لن تكون بهبوط طائرات فى الخليج الجنوبى فى سكاربرو أو قبالة شاطئ برايتن"، مشيرا إلى أنهم بدلا من ذلك سينظرون فى كيفية إحداث الكثير من الأذى لبريطانيا، موضحاً أن ذلك يمكن أن يتم عبر "تدمير اقتصادها (بريطانيا)، تمزيق بنيتها التحتية، والتسبب فى موت آلاف مؤلفة بالفعل، ولديهم بالفعل عنصر لخلق فوضى عارمة داخل البلاد".

ما فاقم من أهمية هذه التحذيرات أن رئيس مركز الأمن الالكترونى الوطنى فى بريطانيا، كياران مارتن، قد أكد من جانبه إن روسيا قد نظمت بالفعل هجمات ضد قطاعات الإعلام والاتصالات والطاقة فى بريطانيا خلال العام الماضي.

التحذير من تهديد روسى محتمل لم يتوقف عند العسكريين، بل جاء ايضاً على لسان وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسونن الذى طالب بأن تكف موسكو عن "زعزعة استقرار" أوروبا، وتطرق ايضاً إلى التهديد السيبرانى قائلاً "إن بريطانيا مستعدة للرد على أى هجمات إلكترونية". وقد أثار جونسون غضب المسؤولين الروس بعدما شبه روسيا بمدينة إسبرطة اليونانية القديمة وقال إن موسكو "منغلقة وقبيحة وذات نزعة حربية ومناهضة للديمقراطية مثل إسبرطة".

روسيا من جانبها ترى أن التصريحات البريطانية تستهدف تبرير زيادة التمويل العسكرى للجيش البريطانى، بل إن روسيا ترى على لسان وزير دفاعها سيرغى شويغو أعلن أن تجمعات الناتو ازدادت عند الحدود الروسية ثلاثة أضعاف خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وعند الحدود الغربية إلى ثمانية أضعاف، وسخرت الخارجية الروسية من تصريحات وزير الخارجية البريطانى واعتبرت انه "يفتقر للمهنية"، وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية "إن التصريحات لم تثر إلا الضحك فى روسيا ولا تستحق الانزعاج لأنها صدرت عن بوريس جونسون".

حرب كلامية بعيدة عن الأنظار تدور بين روسيا وبريطانيا، وتعكس حالة العلاقات الدولية فى الفترة الراهنة، حيث بات التوتر سمة رئيسية للعلاقات بين القوى الكبرى، والدرس الأساسى فيها أن القلق والخوف لم يعد يرتبط بتطور القدرات العسكرية التقليدية والنووية فقط بل بات يركز بشكل قوى على القدرات السيبرانية، لما لها من قدرة متنامية على التدمير الاقتصادى بالدرجة الأولى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة