أسدلت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، اليوم الأحد، الستار على قضية مقتل الصحفية ميادة أشرف، حيث أصدرت حكمها بالسجن المؤبد لـ17 متهما، والسجن المشدد 15 سنة لـ9 متهمين، والسجن المشدد 10 سنوات لـ3 متهمين، والسجن المشدد 7 سنوات لـ3 آخرين، والسجن 10 سنوات لحدث من عناصر لجان العمليات النوعية لجماعة الإخوان الإرهابية، بتهم ارتكاب أحداث عنف بمنطقة عين شمس أسفرت عن مقتل الصحفية ميادة أشرف والطفل شريف عبد الرؤوف والمواطنة مارى جورج، كما قضت المحكمة ببراءة 15 متهما بالقضية.
عقدت الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمى، وعضوية المستشارين رأفت زكى محمود ومختار صابر العشماوى، وأمانة حمدى الشناوى وأشرف شاكر.
أسماء المحكوم عليهم بالسجن المؤبد والمشدد
وحصل "اليوم السابع" على أسماء المحكوم عليهم بالسجن المؤبد والمشدد من محكمة جنايات القاهرة بمعهد أمناء الشرطة بطرة.
والصادر بحقهم حكما بالسجن المؤبد هم: حاتم السيد، مصطفى هاشم، محمد حسنى، هانى عبد الحليم، عبد الله عبد الحميد، زكريا السيد، حمزة السيد، عبد العزيز عبد العزيز، عبد الرحمن نصر، عادل علاء، خميس حسن، طارق السعيد، إسماعيل الكيلانى، إسلام علاء الدين، هشام على، إسلام ممدوح، أحمد محمد.
والصادر بحقهم حكما بالسجن المشدد 15 سنة هم شوقى السيد، محمود نور الزهور جمعة، مالك شحاتة وعبد العزيز حسانين، محمد إسماعيل، أحمد مصطفى، و9 آخرين.
أسماء الحاصلين على البراءة
كما حصل "اليوم السابع" على أسماء الـ15 متهما الصادر بحقهم حكما بالبراءة وهم: يوسف عبد الباسط، وإبراهيم بليغ، وحمدى عبد الله، ورضا كامل، وصهيب عماد، ومحمد على حافظ، ونور الزهور، وأيمن فوزى، أحمد فتحى، وإسلام فهمى، وعبد الكريم شحاتة، ومحمد مجدى، وإسلام مجدى، وعبد الرحمن سعد، وعبد الرحيم سعد.
رئيس المحكمة: المتهمون قل حياؤهم وانعدم الخير فيهم
وألقى رئيس محكمة جنايات القاهرة، قبل الحكم كلمة، حيث استهلت المحكمة الحكم بتلاوة الآية الكريمة : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِى الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ".
وجاء فى الكلمة: "أن الأمة تصاب أحيانًا من فئات فسدت ضمائرها وضعف الإيمان فى نفوسها لا تبالى بدينها أو دنياها، فئات تغلغل الشر فى نفوسهم ، وقل حياؤهم، وانعدم الخير فيهم، فهعم لا يبالون بأى ضرر يلحقوه بالأمة، ولا يقيمون لأمنها ومصلحتها أى أمر.. ضللت الأمة بكثير من الأراء والفتن، روجت ضلالات ودعايات انخدع بها الكثيرون، ولم يتبصروا فى عواقب الأمور، ومآلاتها، أغروهم بها، وفتنوهم، حتى ظنوا أنها حقائق، امانى كاذبة و وعود غير صادقة، تدمر البلاد، وتمزق الأمة، وتضيع المجمتع، أنهم ليسوا أصحاب قضايا فكرية يدافعون عنها، أو مبادئ عقائدية يتمسكون بها، بل هم يسعون من خلال دعواتهم الباطلة الى تسييس الدين، واتخاذه مطية لتحقيق مكاسب سياسية لزيادة نفوذهم الطائفي، وقبله وبعده مصالحهم الشخصية المشبوهة".
كما جاء فيها: "إن ما نراه الآن من العزف على إقامة الشرع، وإظهار الشعائر، والادعاء بإقامة الحدود، استهوى شريحة من الشباب المسلم الصادق، الذى تُسيره الغيرة على الدين والانتصار لإخوانه المسلمين لتصديق تلك الشعارات، ومن ثم الانضمام لتك التنظيمات السياسية الدموية التى تستحل الدماء وتستبيح التكفير والإقصاء لمجرد المخالفة الفكرية".
وتابع رئيس المحكمة: "فبعد عزل مرسى عن الحكم بثورة شعبية، والذى كان مُرشحًا عن الإخوان ، اشتاطت الجماعة غضبًا، وعملت على الضغط على القائمين على إدارة شئون البلاد لإعادته الى سدة الحكم باسخدام القوة و العنف والتهديد و الترويع، فقام أعضاؤها بالاتفاق مع قيادات ما يسمى بتحالف دعم الجماعة الذى يضم بعض القوى المتطرفة من أجل الإخلال بالنظام العام من خلال الدعوة الى التجمهر والاعتصام بالميادين العامة وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات ورصد المقار الشرطية وتخريبها وإضرام النيران بها وترويع الأهالى والاعتداء عليهم على رجال الشرطة والممتلكات العامة و الخاصة وفى سبيل ذلك قامت تلك القيادات بتكليف الكوادر التنظيمية بالقاهرة و المحافظات بتنفيذ هذه المخططات من خلال عدد من اللجان المتخصصة فى هذا الشأن تسمى باللجان النوعية الفرعية والتى تعهدف الى تحقيق أغراض الجماعة بإسقاط الدولة والاستيلاء على الحكم فيها بالقوة وتعطيل العمل بالدستور والفزع بين معارضيهم وتستعين على تحقيق ذلك باستخدام الأسلحة النارية بأنواعها والأسلحة البيضاء والزجاجات الحارقة "مولوتوف".
وأكدت المحكمة: "نفاذا لذلك المخطط الإرهابي، وهذه التكليفات، قامت اللجنة الفرعية بشمال وشرق القاهرة، والتى تعمل فى نطاق المطرية والمرج و عين شمس والألف مسكن ومدينة السلام بعمل مظاهرات حاشدة تنطلق أسبوعيًا عقب صلاة الجمعة من المساجد المختلفة بتلك المناطق وتنضم لبعضها البعض لتصبح مسيرة واحدة يحمل بعضهم أعلامًا سوداء، وتقود المسيرة سيارة مركب عليها سماعات تذيع أناشيد وأغانى وأدعية وتطلق الشعارات والهتافات المعادية لنظام الحكم فى الدولة وللقوات المسلحة والشرطة، وفى حالة اعتراض الأهالى تظهر مجموعة أشخاص من المسيرة ملثمين ومسلحين بالأسلحة المختلفة يطلق عليهم "المقنعين"، لارتدائهم أقنعة أثناء اشتراكهم فى التجمهرات، يتولون تأمين المسيرات وإطلاق الأعيرة النارية على من يعترضها من رجال الشرطة أو الأهالى بهدف تحقيق الفوضى وعدم الانضباط".
وقال رئيس المحكمة: "إن ميادة حال هروبها خلال الكر والفر، وعبورها الطريق تبحث عن مأمن وتتمكن من تغطية الأحداث، أصابها فى رأسها عيارا ناريا أطلقه أحد المسلحين بالتجمهر فأودى بحياتها، كما أصيب الطفل شريف عبد الرؤوف حال سيره بشارع عين شمس، بعيار نارى أطلقه مجهول من بين المتجمهرين أحدث إصابته بالرأس، والتى أودت بحياته، كما شرع فى قتل كل من مروان مصطفى، وسيد مسعد عواد، ومحمد السعيد محمد، ورجب السيد عبد التواب عبد المنعم، وأوقف أثر الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهم به، ولعلاج المجنى عليهم، واختتم القاضى كلمته بالقول إن من حق وطننا أن نكون لحفظ مصالحه سُعاة، ودرء المفاسد عنه دُعاة، ورخاءه واستقراره حُماة ورُعاه".
وكانت التحقيقات أكدت تورط قيادات جماعة الإخوان الإرهابية، وقيادات التحالف الداعم للإخوان فى تأسيس لجان عمليات نوعية تضم مسلحين كجناح عسكرى للجماعة الإرهابية، بغرض استهداف الإعلاميين ومنعهم من كشف جرائمهم واستهداف المسيحيين لخرق نسيج الوحدة الوطنية، وإثارة الفوضى فى البلاد، واستهداف مؤسسات الدولة وسلطاتها العامة لإسقاط الدولة.
واعترف 25 متهما- فى تحقيقات النيابة- بالانضمام للجان العمليات النوعية الإخوانية، وتدبيرهم للتجمهر، وإحراز الأسلحة النارية، والذخائر، والمفرقعات وإطلاق بعضهم أعيرة صوب المواطنين والإعلاميين وقوات الشرطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة