انتهت الدورة الـ49 من معرض القاهرة الدولى للكتاب، بما لها وما عليها، وانتهى معها 15 يوما من الثقافة والمتعة الخالصة، التى جمعت ما يقترب من 5 ملايين إنسان مصرى وعربى وأجنبى فى أروقة المعرض المختلفة.
بالطبع هناك بعض الأخطاء التنظيمية، بعضها متوقع بسبب كبر المهرجان واتساعه وتعدد فعالياته، وبعضها الآخر يرجع لسلوكيات شخصية، وثالث هذه الأخطاء تُسأل عنها اللجنة المنظمة ومن ذلك ما يتعلق باللقاء الفكرى حيث الاعتذارات وكونه يحمل اتجاها واحدا، بما يعنى أنه لم يكن متنوعا ومختلفا.
شىء آخر هو أن مفهوم الثقافة فى المعرض كان «مسالما» جدا، لذا لم نجد مناظرات بين أفكار مختلفة، مثلا الجميع تحدث عن عبد الرحمن الشرقاوى، شخصية المعرض، بشكل جيد مبرزا إبداعه وكتاباته، وهذا حق، لكن حتما كان هناك وجه فكرى آخر لعبد الرحمن الشرقاوى يعرفه البعض، غير الذى نعرفه نحن، كنا نتمنى أن نستمع إليه.
فى المعرض كان الجمهور والهيئة المنظمة متفقين على أن المعرض رحلة جميلة، وفى رأيى ما دام الجميع متواطئا على ذلك، ومتفق عليه، فلا بأس من ذلك، لأن وجود الناس فى حدث ثقافى لإسعاد أنفسهم وأطفالهم هو فى حد ذاته غاية تستحق أن يقام لها معرض ومهرجان، وحسبما تابعت فإن الأطفال والناشرين راضون عن هذه الدورة، والمثقفون يختلفون حول أنفسهم منهم من رضى ومنهم من سخط، لكن فى مجمل الأمر فإن الدورة الـ 49 مرت بشكل جيد.
المهم أنه فى العام المقبل سوف تكون هيئة الكتاب فى مواجهة تحد صعب بعض الشىء، لأن عليها الإعداد لليوبيل الذهبى بمرور 50 عاما على معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهو ما يقتضى عملا أكثر جدية، شريطة أن يبدأ الإعداد من الآن لا أن ننتظر الأيام الأخيرة ثم نفكر من شخصية العام ومن الضيف وأين نقيم معرض الكتاب.
كما أنه على هيئة الكتاب أن تدرك جيدا طالما هى «مغرمة» بعدد الزوار، أن ذلك يقتضى أن يظل المعرض فى دورته الـ50 فى أرض المعارض، وذلك لأن مترو الأنفاق واحد من أكبر وأهم أسباب التوافد الكبير على هذا المهرجان الثقافى الكبير.
كذلك علينا اختيار البلد الضيف من الآن، وأن يكون مدركا أن اختياره جاء فى دورة مميزة، وأن نبدأ وضع البرامج والخطط حتى يكون المعرض المقبل فى خير حال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة