بدأ أمير الإرهاب فى قطر، تميم بن حمد آل ثانى، برد الجميل إلى دولة إيران، التى احتمى فى عناصرها من الحرس الثورى المتواحدة فى الدوحة وحالت دون سقوط عرشه على مدار الثمانية أشهر الماضية، إثر الأزمة القطرية مع جيرانها العرب، حيث استغل الأمير الراعى الرسمى للتطرف فى المنطقة العيد الوطنى الإيرانى أو ذكرى احياء طهران للثورة الإسلامية، وقام بإرسال برقية تهنئة للرئيس الإيرانى، الأمر الذى يشير إلى تنامى العلاقات المشبوهة بين الطرفين، والإمعان فى استفزاز العرب.
وبحسب وكالة فارس الإيرانية بعث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى برقية تهنئة إلى الرئيس حسن روحانى بمناسبة اليوم الوطنى الإيرانى ذكرى انتصار الثورة فى ايران، كما بعث المسئولون القطريون المعروفين بعلاقاتهم القريبة من النظام الإيرانى بينهم، الشيخ عبدالله بن حمد آل ثانى نائب أمير قطر، والشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثانى رئيس مجلس الوزراء القطرى ووزير الداخلية، ببرقية تهنئة إلى الرئيس روحانى رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية بهذه المناسبة.
تميم فى مأزق
وتشير خطوات تنظيم الحمدين الإرهابى الذى يحكم الإمارة إلى أنه يسير نحو تعميق الشروخ مع أشقاؤه العرب لاسيما المملكة العربية السعودية، ومن منطلق نهجها القديم وفى وقت يزيد من تعقيدات على الأزمة الخليجية المشتعلة منذ 5 يونيو الماضى، سارعت الدوحة بإعادة سفيرها إلى طهران، وذلك فى وقت يواجه فيه النظام القطرى إدانات دولية بسبب دعم الإرهاب وخسائر اقتصادية فادحة وسياسية كبيرة، وتواصل أسرة آل ثانى خطواته العبثية، غير آبهة بدعوات إعادة الإمارة إلى الحضن العربى.
السفير القطرى فى إيران
تقديم الأمير القطرى تهنئة لطهران حلقة فى سلسلة الخطوات العبثية للدوحة التى ضربت بمطالب الرباعى العربى (مصر السعودية الامارات البحرين) الـ13 بعرض الحائط، والتى قدمتها فى يونيو العام الماضى للدوحة، وطالبت فيها"أن تعلن قطر رسمياً خفض التمثيل الدبلوماسى مع إيران وإغلاق البعثات الدبلوماسية الإيرانية في قطر، وطرد عناصر الحرس الثورى من قطر، وقطع أى تعاون عسكرى مشترك مع إيران، ولن يُسمح إلا بالتبادل التجارى مع إيران بشرط ألا يعرض ذلك أمن دول مجلس التعاون الخليجى للخطر، وقطع أى تعاون عسكرى أو استخباراتى مع إيران إلا أن قطر قامت باستعادة العلاقات الدبلوماسية، وأعادت سفيرها إلى طهران فى أغسطس العام الماضى.
نجاد وحمد
تميم والملالى.. تاريخ من العلاقات المشبوهة
وصلت العلاقات المشبوهة بين البلدين إلى ذروتها فى عام 2015، حيث شهد هذا العام تعزيز التعاون الأمنى لأول مرة بين "الحرس الثورى وما يسمى بالجيش القطرى"، عبر بتوقيع اتفاقية أمنية وعسكرية تحت مسمى "مكافحة الإرهاب والتصدى للعناصر المخلة بالأمن فى المنطقة"، كانت إحدى بنودها السرية، "منح حق تدريب قوات قطر البحرية للقوات البحرية التابعة للحرس الثورى الإيرانى فى المنطقة الحرة بجزيرة قشم جنوب إيران"، وقبلها بعامين لجأت الدوحة عام 2013 إلى القوات الإيرانية، لتدريب خفر السواحل القطرية فى مجال مكافحة المخدرات، كما زار أمير قطر السابق فى 2010 طهران والتقى بالمرشد خامنئى، ووقعت قطر مع خلال الزيارة اتفاقية أمنية وشهد هذا العام زيارت متبادلة، و رفعت من تعاونها العسكرى مع الحرس الثورى.
حمد وخامنئى
كما استقبل ميناء الدوحة لأول مرة سفناً عسكرية للحرس الثورى الإيرانى، حاملة قيادات عسكرية إيرانية لإجراء لقاءات من أجل التوصل إلى تفاهمات أمنيّة بين الطرفين، وشمل الأسطول 3 بوارج حربية كانت سفينة سهرابى، سفينة دارا وسفينة مهدوى وسفينتان للإسناد هما ناصر 111 وناصر 112، وحضر الاجتماع سفير إيران فى قطر آنذاك عبدالله سهرابى والممثل العسكرى فى السفارة ما شاء الله پورشه، وأفضى إلى توقيع اتفاقية أمنيّة أخرى بين البلدين لم تعلن بنودها، ورغم الاختلافات فى الرؤى السياسية بين البلدين فى العديد من الملفات إلا أن طهران نظرت إلى الدوحة كموطئ قدم لها فى الخليج، والصيد الثمين الذى سيقربها خطوة نحو حدود السعودية الحصينة آنذاك، رغم أن صراعها مع الأخيرة لم يكن وصل ذروته قبل 2015 إلا أن التوتر كان قائم، وفى 2017، واثر الازمة القطرية ارسلت طهران عناصر الحرس الثورى لحاية عرش تميم من السقوط وحماية مصالحها فى الدوحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة