لسنوات طويلة كانت مراقبة المكالمات أو الاستعانة بـ "مخبر" هى الأدوات التقليدية للشرطة لمراقبة بعض المشتبه بهم، أو ربما تلعب الصدفة دورا كبيرا فى الإمساك ببعض المجرمين، إلا أن الطفرة التكنولوجية الكبيرة التى شهدها العالم مؤخرا والتى تركت أثرها على العديد من المجالات، دخلت أيضا فى عالم وكالات إنفاذ القانون ومساعدة رجال الشرطة على التعرف على المشتبه بهم والإمساك بالمجرمين، وفيما يلى نرصد أبرز مظاهر مساعدة التكنولوجيا الحديثة لرجال الشرطة كما يلى:
روبوتات لمواجهة المشتبه بهم
أصبح الاعتماد على الروبوتات فى عمل الشرطة أمرا ليس بالغريب، فغالبا ما يجرى استخدامها لتفكيك القنابل أو التخلص منها بدلا من تعريض البشر للخطر، كما يلجأ رجال الشرطة فى الكثير من الأحيان إلى الاستعانة بالروبوتات لمواجهة بعض المشتبه بهم خاصة المسلحين، وقد استعانت الشرطة الأمريكية أكثر من مرة بهذه الروبوتات فى كاليفورنيا ودالاس وغيرهما لمواجهة بعض المجرمين بل والقضاء عليهم فى بعض الأحيان.
الطائرات بدون طيار للمراقبة
رغم أن فكرة اعتماد الشرطة على الطائرات بدون طيار للإمساك بالمشتبه بهم بعيدة المنال، إلا أن الشرطة فى الولايات المتحدة تناقش هذا الاحتمال بالفعل، حيث جرت بعض المحادثات مؤخرا بين مسئولى الشرطة وشركة Taser International المتخصصة فى صناعة بنادق الصعق الكهربائى، والكاميرات التى توضع فى الجسم ليستخدمها رجال الشرطة وجهات إنفاذ القانون، وذلك وفقا لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، فيما يأمل البعض أن هذه التكنولوجيا يمكن أن يتم استخدامها فى بعض الأحداث الإرهابية الكبيرة لتعجيز المشتبه بهم بدلا من قتلهم فورا.
وللبحث عن المشتبه بهم والمفقودين
وإضافة إلى عمليات مواجهة الخارجين على القانون، تقوم الشرطة أيضا باستخدام الطائرات بدون طيار للعثور على المفقودين خاصة فى المناطق التى يصعب الوصول إليها، حيث سلط تقرير جديد للموقع الإلكتروني لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية الضوء على بدء استعانة بريطانيا لأسطول من الطائرات بدون طيار ذات التكنولوجيا الفائقة لتقديم مساعدات طارئة للشرطة ورجال الإطفاء ومسئولى الصحة الوطنية وقوات الحدود فى إطار خطة جذرية جديدة، حيث ستبحث قوة جوية بدون طيار عن المفقودين والمشتبه فيهم، وتقوم بدوريات ساحلية، جنبا إلى جنب تسليم المساعدات لضحايا الفيضانات أو الحرائق، ونقل معدات النقل الطبية الطارئة، إذ من شأن هذا البرنامج الجديد زيادة سلطات المراقبة بشكل كبير، وتحرير طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة للتركيز على المهام الحرجة مثل نقل الضباط إلى مشاهد الإرهاب.
الذكاء الاصطناعي للتحقق من المشتبه بهم
وكشف تقرير حديث أن الشرطة البريطانية تختبر حاليا نظاما جديدا لمسح بصمات الأصابع المحمول الجديد، الذى يسمح لعناصر الشرطة بتحديد هوية المشتبه بهم المحتملين فى أقل من دقيقة فى مكان الحادث، إذ يتضمن النظام جهازا صغيرا يتصل بالهواتف الذكية التى يستخدمها بالفعل موظفو الخطوط الأمامية، ثم يستخدم بوابة الخدمات البيومترية الجديدة للبحث فى السجلات الموجودة فى قواعد بيانات الشرطة والهجرة على السواء، وقال أحد رجال الشرطة :"لأول مرة يمكننا الآن التعرف على شخص ما فى الشارع من خلال بصمات أصابعه، عن طريق قواعد البيانات، بالإضافة إلى سجل الفرد لدى الشرطة، والذى يعطينا تفاصيل دقيقة عنه".
تحديد الإرهابيين من خلال النظر
فيما توصل مجموعة من العلماء والباحثين إلى برمجيات يمكن استخدامها فى المطارات والأماكن العامة التى يحتمل استهدافها من قبل الإرهابيين، من أجل التعرف عليهم وتحديدهم من وسط الآلاف، فالتكنولوجيا الحديثة التى تعتمد عليها الشرطة يمكنها إلقاء نظرة واحدة على وجه الشخص والتعرف على السمات الشخصية ومستوى التوتر والتطرف الذى لا يمكن كشفها من قبل البشر، وكشفت العلماء أن هذه التقنية يمكن استخدامها لتحديد كل شيء يخص الإنسان والمهنة الخاصة به وأسلوب حياته واعتقاداته بداية من لاعبى البوكر للمتحرشين بالأطفال، للعباقرة وذوى الياقات البيضاء المجرمين، لأن تلك التكنولوجيا الحديثة تفهم الإنسان وما يدور فى ذهنه بشكل لا يقدر عليه البشر التقليديين.
وداعا للتخفى
أما الوسيلة الأكثر شهرة التى كان يلجأ إليها المجرمون فى الكثير من الأحيان وهى التخفى من خلال تغيير شكل الملابس وإضافة بعض المكياج، فهى على وشك السقوط أيضا، حيث طور علماء من جامعة واشنطن نظاما جديدا لا يسمح لمستخدميه فقط بتخيل كيف يبدو مع تسريحة جديدة ولون شعر مختلف، ولكن يمكنه أيضا المساعدة فى إظهار شكل طفل مفقود أو شخص متخفٍ، فعند استخدام البرنامج يكتب المستخدم بعض الكلمات مثل شعر مجعد أو عام 1920 أو الهند لمساعدة البرنامج فى البحث، لتبدأ الخوارزميات فى البحث عن الصور المماثلة فى هذه الفئة وتشكيل خريطة وجه الشخص بسهولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة