لا تنفصل الحرب التى تخوضها قواتنا الباسلة فى سيناء ضد تنظيمات إرهاب الرايات السوداء عن تفاصيل وتشابكات الحروب والصراعات الإقليمية، وبعد هزيمة داعش فى سوريا والعراق وفرار المرتزقة، اختفت أعداد من الإرهابيين، وتحدثت تقارير عن صفقات لإعادة نقل وتوزيع الإرهابيين فى دول المنطقة، خاصة فى ليبيا وسيناء، واعترف الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يوم 5 ديسمبر الماضى، أن الإرهابيين، الذين غادروا الرقة السورية، تم إرسالهم إلى سيناء، وبدا أن أردوغان يعرف خطوط سير الإرهابيين بوصفه أحد كبار رعاة داعش والنصرة، وأحد الضالعين فى نقل وتوطين وتدعيم الإرهابيىين طوال 6 سنوات.
بدا أن اعتراف أردوغان بانتقال الإرهابيين إلى سيناء نوع من زلات اللسان، التى تشير إلى العلاقة الوطيدة للرئيس التركى بداعش والنصرة، حيث ظلت تركيا محطة تجميع ودخول وخروج مرتزقة الإرهاب من أنحاء العالم ومنحهم التأشيرات والتسهيلات، وعلاج جرحاهم فى المستشفيات التركية، وهى تفاصيل كشفتها تقارير وتغطيات الصحافة والإعلام الأوروبى، وانتهت بتوترات واتهامات مباشرة لأردوغان برعاية الإرهاب، فى وقت خسر الرئيس التركى رهانه على تحصيل مكاسب على الأرض فى سوريا.
تصريحات أردوغان عن تصدير الإرهابيين إلى سيناء، تزامنت مع التحقيق الذى كشف عن صفقة نقل آلاف الدواعش بأسلحتهم من سوريا إلى تركيا ودول أخرى بمعرفة بعض الأجهزة، وثبوت انتقال بعض الإرهابيين عبر تركيا.
وكشفت روسيا أثناء توتر العلاقات مع أردوغان فى أعقاب إسقاط الطائرة الروسية فى سوريا بسلاح الجو التركى تفاصيل علاقات بلال أردوغان، ابن الرئيس التركى بداعش، وشراكته مع الإرهابيين فى سرقة وبيع النفط السورى والعراقى.
ويواجه أردوغان أزمات متكررة، فى كل النقاط التى تورط فى إشعال الحروب والإرهاب بها، وبعد هزائم داعش فى سوريا والعراق، سعى أردوغان إلى شن حرب فى عفرين، وارتكب جرائم ضد المدنيين ودمر البنية الأساسية، وتعرضت الكرديات للاغتصاب والقتل، الأمر الذى يقرب الرئيس التركى من مواجهة دولية، فضلا عن الخسائر التى منيت بها قواته، ويحاول التعتيم عليها فى سوريا، فى الوقت الذى يخضع للتصورات الروسية فيما يتعلق بسوريا والحل السياسى، الأمر الذى يعرضه لغضب حلفائه من التنظيمات الإرهابية والمعارضة السورية.
ولهذا يمكن تفهم محاولات أردوغان الهروب إلى الأمام بافتعال معارك مع قبرص واليونان حول النفط، أو إطلاق تصريحات حول غاز المتوسط، وفى نفس الوقت يواصل أردوغان مع قطر دعم وتمويل الإرهاب.
وجاءت العمليات العسكرية فى سيناء، ضمن عمليات التطهير والمطاردة لفلول التنظيمات الإرهابية، وهو ما يعطى رسائل فى اتجاهات متعددة، خاصة لممولى وداعمى الإرهاب. كل هذا ظهرت تأثيراته فى الهستيريا والسعار اللذين أصابا قناة الجزيرة القطرية، وقنوات الإخوان فى تركيا ولندن،التى تخلت عن حذرها، وأصبحت تحرض علنا على الإرهاب فى سيناء وتدافع عن الإرهابيين وتفبرك تقارير كاذبة، وصورا مزيفة. أو محاولة ربط العمليات بالانتخابات الرئاسية المصرية، وهى حجج أو تبريرات سقطت، وفشلت منصات الدعاية القطرية والتركية، بعد مرات ثبت فيها كذب هذه القنوات، وهذه الهستيريا تعكس حجم الخسائر التى يتعرض لها الإرهابيون فى سيناء، وسقوط رهانات ممولى الإرهاب مرة أخرى فى سيناء.