تأمل معى هذه المفارقة: معدل الثراء فى العالم يتزايد فى الوقت الذى ترتفع فيه أعداد العاطلين، بينما تهدد الآلات والذكاء الاصطناعى مصير كثير من الذين يمتلكون وظائف.. هذه ليست دعوة للقلق من الروبوتات أو لوم الفقراء والعاطلين على ما وصلوا إليه، لكنها إثبات كافٍ للنظرية التى تنفى قدرة البشر على العدل المجرد، وتؤكد توهم آخرين فى السعادة الكاملة التى بشرتهم بها الألفية الجديدة، بدليل أن بعض ثروات الأغنياء تتزايد بفعل الخداع أو التهرب الضريبى وصحة المستهلكين، لكنهم يعزفون عن الاستثمارات كثيفة العمالة تجنبًا لوجع الرأس، حتى مشاريعهم الخيرية تكون انتقائية ومتعالية حتى لا تغرق فى متاهات الفقر.. هذا ما يظهر لنا من بوادر المستقبل فهل يخبئ لنا الأسوأ؟