بالتزامن مع مشاركة 86 شركة مصرية فى مؤتمر إعادة إعمال العراق المنعقد فى الكويت، يبرز تساؤلًا مهما حول كيفية ووجه استفادة مصر من مشاركة هذا العدد من الشركات العاملة فى القطاعات المختلفة فى هذا المؤتمر، والذى سبقه تحضير على مستوى واسع من اتحاد الصناعات وغرفه المختلفة والغرف التجارية وهيئة التنمية الصناعية لتحقيق أقصى استفادة من المشاركة.
آليات الاستثمار فى العراق
فى هذا الإطار، حددت الهيئة العامة للتنمية الصناعية خلال منتصف ديسمبر الماضى، عددا من الآليات الجديدة بشأن استثمارات متاحة للشركات المصرية مع نظيرتها العراقية، أهمها معاملة منتجات الاستثمارات الصناعية المصرية فى العراق باعتبارها وطنية - أى أنها تحصل على ميزات عند تعاملها فى السوق العراقى كنظيرتها العراقية - وبالتالى يصبح لها الأولوية فى التسويق لكافة الجهات الحكومية العراقية وفقاً لقانون الموازنة هناك.
وخاطبت هيئة التنمية الصناعية، الشركات المصرية فى أكثر من مجال للتجهيز لمؤتمر إعادة اعمار العراق الحالى، كما توافقت الهيئة مع الشركات المشاركة على عرض عدد من المشاريع الصناعية المراد إعادة تأهيلها فى العراق.
وقبل أيام من انطلاق مؤتمر اعمار العراق، وقعت شركات مصرية شراكة مع إحدى المؤسسات الحكومية العراقية – وفق مصدر مطلع فى هيئة التنمية الصناعية- وقال المصدر " إنه سيتم الاستثمار فى إنشاء مصنع جديد فى أحد القطاعات التى يحتاجها السوق العراقى عبر الاتفاق مع هيئة الاستثمار العراقية وبالتنسيق مع وزارة الصناعة العراقية".
وأشار المصدر إلى أن الجانب العراقى قدم عدد من الضمانات للشركات المصرية منها تكفل الحكومة العراقبة بإعادة توزيع العاملين فى حالة عدم حاجة المستثمر لهم وذلك فيما يخص إعادة تأهيل المصانع الحكومية، وهو ما يستوعب العمالة المصرية التى ستخرج مع الشركات للسوق العراقى.
قطاع الأسمنت والسيراميك والرخام يشارك بقوة
بدوره، كشف الدكتور كمال الدسوقى كمال الدسوقى، نائب رئيس غرفة صناعة مواد البناء باتحاد الصناعات، أنه تم التواصل مع الشركات التى يمكن أن تساهم فى ملف إعادة الاعمار وتم تسجيل الشركات وهو جهد مشكور من المهندس إبراهيم محلب، وكذلك تم تسجيل المشروعات المراد الاستثمار بها هناك وأحجامها وتكلفتها مما يسهل عمل الشركات التى تحصل على عقود، لافتا إلى أن غرفة مواد البناء تشارك معهم خاصة قطاع الأسمنت والسيراميك والرخام ستتواجد بقوة هناك.
وأضاف الدسوقى لـ"اليوم السابع" أن مصر لديها تجربة رائعة فى مجال البناء والطرق والبنية التحتية والأساسية، ومصر يمكن أن تشارك بجزء كبير فى عملية الإنشاءات فى العراق خاصة وأن الجانب الأكبر من إعادة الاعمار يعتمد على إقامة بنية تحتية جديدة للطرق والمبانى والصرف والإنشاءات والكبارى ومحطات الكهرباء، مشيرا إلى أن البنك الدولى أعلن تبنى التمويل إذن كل العوائد ستكون بالعملة الصعبة ولن يكون هناك صعوبات فى عملية تحصيلها.
وأشار إلى أن التقارب السياسى حاليا بين مصر والعراق سيساهم فى عملية الحصول على عقود كبيرة للشركات المصرية، لافتًا إلى أن المهندس إبراهيم محلب رتب بصورة كبيرة مع كل الشركات المهتمة للتواجد والمشاركة فى إعادة الاعمار.
على جانب أخر، قال عادل ناصر سكرتير اتحاد الغرف التجارية، إن مصر لديها شركات عملاقة قادرة على المساهمة بقوة فى ملف إعادة اعمار العراق، فمصر حاليًا تظهر بصورة أنها أكبر دولة من حيث التوسعات الإنشائية والمشروعات المقامة حاليا مثل المدن الجديدة والعاصمة الإدارية وغيرها وهو شهادة على قوة الشركات، لافتًا إلى أن إبرام عقود إعادة الاعمار سيساهم فى تشغيل عمالة الشركات لأننا نمتلك فعليا عمالة ماهرة.
توسعات استثمارية فى الخارج
وأضاف ناصر لـ"اليوم السابع"، أن ملف إعادة الاعمار يفتح الطريق أمام توسعات استثمارية مصرية فى الخارج وهو ما سيعمل على تحقيق مكاسب لهذه الشركات والتى ستقوم بدورها بضخ هذه المكاسب بالعملة الصعبة فى شرايين الاقتصاد المصرى، بالإضافة إلى أن نجاح هذه الشركات يعتبر دليل قوة للاقتصاد المصرى لأننا سنظهر بقدراتنا الحقيقية، موضحا" ليست هى المرة الأولى التى نشارك فيها فى ملف البناء فى الدول المجاورة وفى التسعينات قمنا بهذا الدور فى العراق".
فى سياق متصل، قال الدكتور وليد جمال الدين رئيس المجلس التصديرى لمواد البناء، إن فتح ملف إعادة الاعمار فى العراق وليبيا واليمن وسوريا سيزيد من صادرات مواد البناء المصرية خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن عملية الحصول على عقود فى إعادة الاعمار تحدث أولا مع عملية دعم سياسى من أعلى مستوى.
وأضاف وليد جمال لـ"اليوم السابع"، أن أسواق الدول الثلاثة السالفة الذكر ستحدث رواج كبير جدا فى تصدير مواد البناء وهو أسهل لنا وعوائده جيدة، حتى لو تم اسناد مهمة إعادة الاعمار لشركة أجنبية يمكن أن نصدر لها مواد خام لأن الأمر مرتبط بجودة وسعر ونحن متواجدين وبقوة فى المنطقة وموقعنا استراتيجى وأسعارنا جيدة وصادراتنا للعراق رغم صعوبة السوق لكنها تسير بشكل جيد.
وتشارك مصر بوفد رفيع يترأسه المهندس إبراهيم محلب مساعد رئيس الجمهورية، ويضم المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والدكتور محمد البدرى مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، وتأتى مشاركة 86 شركة مصرية استكمالا للقاءات الناجحة التى تمت ببغداد منذ أسبوعين مع رئيس الوزراء والوزراء وقيادات الحكومة العراقية والهيئات المانحة واتحاد الغرف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة