سليمان شفيق

الدولة والجيش والشعب يعيدون نصر 1973 فى 2017

الأربعاء، 14 فبراير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحول هائل يحدث حولنا والبعض من قصور الفهم أو انعدام الرؤية لا يفهم، أو يعبث، القوات المسلحة قبل أن تحارب الإرهاب فى سيناء.. تخطت عمليا كامب ديفيد، بكل ما تعنى الكلمة، إضافة إلى المشاركة الشعبية مع القوات المسلحة التى فاقت كل الحدود، لا أحد يربط أبدا بين ما يحدث فى سوريا، وإسقاط الطائرة الإسرائيلية، وبين ما يحدث فى أفريقيا ومحور «السودان وإثيوبيا ومصر».. الحكاية أكبر من فهم بعض أصحاب «المعارضة بالمقاطعة»، دون إدراك لا لمفهوم علاقة «الجيش الدولة» ولا بالمتغيرات الأكثر سخونة على الأرض ولا بالعالم الجديد الذى يتشكل تحت أقدام الجنود فى سيناء وسوريا وأفريقيا.
نبدأ بسوريا وسيناء: دخلت الأزمة السورية منطقة جديدة، الناطق باسم الجيش الإسرائيلى تحدث عن «هجوم على إسرائيل». الجديد أن الدفاعات الجوية والأرضية السورية قررت هذه المرة الرد وبنيران كثيفة خلافا لما كان يحصل فى الماضى.. ذلك يعنى بأن موسكو تنازلت عن سياسة ضبط النفس ومنحت دمشق الضوء الأخضر للرد على أى هجوم إسرائيلى جديد ولم تعد، أى موسكو، تتبع سياسة ردع الرد السورى أو حتى الإيرانى على أى تحرش عسكرى إسرائيلى.
 
من المرجح أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب منحت إسرائيل الموافقة على التحرش بالقوات الإيرانية فى العمق السورى وهو ما فعلته وزارة الدفاع الروسية بخصوص الدفاعات الجوية السورية أرضا وجوا وكذلك للقوات الإيرانية، ولكن إسرائيل طلبت من روسيا التدخل لضبط النفس، الأهم أن هذا الهجوم الذى انتهى برد سورى قاس على سلاح الجو الإسرائيلى خطف الأنظار مباشرة بعد ساعتين فقط من تطور آخر التقطته كاميرات الإعلام الإسرائيلى، حيث مئات الحافلات تنقل عائلات آلاف المستوطنين الإسرائيليين من مناطق الشمال بمحاذاة لبنان وسورية.. ترحيل آلاف المستوطنين فجأة وبعملية منظمة بإشراف الجيش الإسرائيلى يمكن الاستدلال منه بأن تل أبيب تتهيأ للحرب والمواجهة.
 
هل يذكرنا الأمر بالتعاون «المصرى الروسى السورى» فى حرب 1973، لمن يريد أن يدرك أبعادا غائبة تثبتها الأحداث.
على الجانب الآخر تزامن مع هذه التطورات الخطيرة ما يحدث فى أفريقيا ما بين مصر والسودان وأثيوبيا، الأسبوع الماضى عقد وزيرا الخارجية المصرى والسودانى اجتماعين على انفراد، كما عُقد اجتماع لرئيسى جهاز المخابرات المصرية والسودانية، ثم اجتماع رباعى شامل اتسم بالمصارحة والمكاشفة لمناقشة كل الأمور.. وأتت زيارة الغندور للقاهرة بعد القمة التى جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسى، والرئيس السودانى البشير، على هامش القمة الثلاثين للاتحاد الأفريقى بأديس أبابا نهاية يناير الماضى، كما لا يمكن استبعاد الدور الإثيوبى فى المعادلة، حيث سبق أن إشار إبراهيم الغندور فى زيارتة لإثيوبيا 14 يناير الماضى إلى وجود خيوط تشير إلى مهددات تستهدف أمن السودان فى الشرق، وأن السودان سيكشف ذلك بالتفاصيل فى الوقت المناسب، كما أضاف الغندور «أن الزيارة تأتى أيضا فى إطار التشاور فى مجال العلاقات الثنائية»، مما يؤكد أن لقاء وزيرى الخارجية السودانى والإثيوبى فى 14 يناير مهد للقاء «البشير السيسى» فى نهاية يناير بدورة الاتحاد الأفريقى، ومن جانبه قال وزير الخارجية الإثيوبى فى المؤتمر الصحفى بالقاهرة: «أن العلاقات بين البلدين قائمة على تبادل المنافع المشتركة لاسيما فى المجالات السياسية والاقتصادية فضلا عن تقوية العلاقات الشعبية. وحول قضية مياه النيل وقضية سد النهضة، قال وزير الخارجية الإثيوبى إن هذه القضية هى قضية ثلاثية وتم التوصل فيها إلى اتفاقية ثلاثية «سنعمل فى إطارها»، منوها أن إعلان المبادئ الذى وقعت عليه الدول الثلاث ينص على ذلك صراحة.. مما يؤكد الدور المصرى الإثيوبى فى حل العلاقات مع السودان ومصر. وبخصوص زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى هايلى ماريام ديسالين لمصر قال وزير الخارجية: إن الزيارة تأتى امتدادا للعلاقة الثنائية بين إثيوبيا ومصر، مبينا أن هناك قضايا سياسية واقتصادية مشتركة مع الجانب المصرى ستسهم زيارة رئيس الوزراء الإثيوبى فى دفعها وتعزيزها.
 
فى مؤتمر القاهرة الصحفى أكد وزير الخارجية السودانى أن جزيرة سواكن لن يكون بها أى قواعد عسكرية لتركيا أو لغيرها فى أى مكان فى السودان.
إذن نحن أمام متغيرات أمنية واستراتيجية فى العلاقات الثلاثية السودانية المصرية الإثيوبية، ترى هل تكشف الأيام القليلة القادمة عن ماذا جرى فى لقاءات مسؤولى المخابرات المصرية والسودانية؟ خاصة وأن وزير الخارجية السودانى قد صرح فى أكثر من مكان حول مخاطر تواجه السودان من المعارضة من جهة الشرق، كما أن المؤسسات المصرية سوف تؤازر نظيرتها السودانية بكل سبل صد تلك التدخلات قبل حدوثها، وتأتى هذه التطورات فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس السودانى البشير حالة الطوارئ فى عدد من الولايات السودانية، من بينها ولاية كسلا شرق السودان المحاذية لإقليم القاش بركا الإريترى. كما أنها تأتى قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الإريترى أسياس أفورقى لدولة الإمارات العربية، وُصفت بأنها لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، ولا يجب أن نستبعد زيارة السيسى الخاطفة للإمارات الأسبوع الماضى وتلك التطورات، هكذا تأتى عملية التصدى للإرهاب فى سيناء فى ارتباط وثيق مع الإبعاد الإقليمية والدولية والعربية.
يحدث ذلك فى وقت سقط فيه «الإعلام الإخوانى» وقليلى الحيلة من «المعارضة «المتأخونة»، وعدم إدراك أغلب وسائط الإعلام المصرى المرئى لما يحدث من تطورات هائلة من الدولة والقوات المسلحة.. والاكتفاء بالحديث مع خبراء عسكريين بعيدا عن التطورات المذهلة التى تقودها الدولة المصرية شرقا وغربا، تحية لكل من أسهم فى هذا التطور الكبير، شعبا وجيشا وأجهزة ورئيسا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة