تحدى من نوع خاص لعبور مصر، 900 كيلو متر سيرا فى 24 يوما للتوعية بالقضية السكانية، هذه هى الفكرة التى قرر 3 شباب رياضيين تنفيذها مؤخرا، قبل أن تفاجئهم فتاة أنها ستنضم للمسيرة، ملامحها الهادئة لم تكن يدل على أنها ستخوض تلك المغامرة بكل قوة، استقبلوا الفكرة على أنها ستكون محاولة شرفية منها للمشاركة لبضع أيام، ولكن عقب ساعات كانت جمانة إسماعيل تسجل أسمها كأول فتاة مصرية تعبر الطريق من أسوان للقاهرة سيرا للتوعية بالقضية السكانية.
جمانة إسماعيل
"اليوم السابع" التقى جمانة بمجرد وصولها القاهرة، لتحكى عن تلك الرحلة الطويلة، وتقول أن الفكرة بدأت مع حلمى السعيد الذى حقق أرقاما قياسية بالدراجات الهوائية كأسرع متسابق دراجات يعبر أوروبا ضمن فريق مؤلف من أربعة من متسابقى الدراجات الهوائية السويديين قاطعا مسافة 6 آلاف كيلومتر فى أنحاء أوروبا، وفكر بعد ذلك أن يقوم بعمل شيء مشابه لذلك فى بلده مصر، وكانت الفكرة بماراثون مشى يبدأ من أسوان حتى محافظة القاهرة، وعرضه على صندوق الأمم المتحدة للسكان فى مصر ليكون ماراثون توعويا وليس رياضيا فقط، وأعجب الصندوق بالفكرة ورحب بها جدا وبدأ فى دعمنا، وتم تحديد اسم التحدى بـ"تحدى عبور مصر".
وأضافت جمانة، الحاصلة على درجة ماجستير إدارة أعمال فى جامعة لايبتزج بألمانيا: "بدأنا فى تكوين الفريق وكنت أنا البنت الوحيدة فى الفريق المكون من 3 شباب آخرين، هم حلمى السعيد وعمر هشام وعبد الله حسين، لكنى عرفت متأخرا قبل 10 أيام من بدء التحدى وهى فترة لم تكن كافية للتدريب الأمر الذى أضاف مزيدا من التحدى، ثم بدأ التحدى فى 16 يناير الماضى وانطلق من منطقة خزان أسوان حتى الوصول إلى مركز شباب الجزيرة فى محافظة القاهرة 8 فبراير الجارى، وهى مسافة 900 كيلو متر تقريبا، برعاية وزارة الشباب والرياضة وسفارة النرويج فى مصر.
وتابعت جمانة، مررنا على الكثير من القرى والنجوع فى محافظات صعيد مصر، وقابلنا الكثير من سكان هذه المناطق وبدأنا فى توعية الناس عن الأزمة السكانية، والتجربة كانت ثرية جدا وعرفنا عن كل محافظة طبيعتها الجغرافية والسكانية، وكان يسير معنا شباب من الهلال الأحمر لإسعافنا إذا حدث أى نوع من الإصابات بين المشاركين.
وتؤكد جمانة:" التحدى لم يكن سهلا على الإطلاق، خاصة فى بعض الأيام كنت أشعر بآلام شديدة فى القدم وكنت أفكر فى جدية عدم استكمال المسيرة ولكن كان هناك محفزات كثيرة جعلتنى أستكمل التحدى، منها مقابلة العديد من الأشخاص الجدد كل يوم، والتعرف على الثقافات والعادات والتقاليد المختلفة، كما أن وجودى كفتاة ضمن أعضاء الفريق شجع فتيات ونساء أخريات فى المحافظات التى زاروها من الانضمام إليهم فى السير بنطاق شوارع المحافظة".
جمانة خلال الماراثون
وتوضح جمانة:"كنا نحضر حفلات فى مراكز الشباب الرئيسية بالمحافظات التى مررنا بها، التى نظمتها وزارة الشباب، شارك فيها الفريق على مدار أيام التحدى وشملت محاضرات وأنشطة تعليمية، وقمنا أيضا بمشاركة الشباب والأطفال فى الألعاب الترفيهية وألقينا محاضرات عن القضايا المتعلقة بالنمو السكانى وأهمية تنظيم الأسرة ومكافحة الممارسات الضارة ضد الفتيات كختان الإناث والزواج المبكر، موضحة أن العديد من الأهالى دعوهم لزيارتهم فى منازلهم وأصروا على تقديم واجب الضيافة، الأمر الذى سهل عليهم أن يصلوا رسالتهم الأساسية بالتوعية السكانية.
وعن العقبات التى واجهتهم خلال السير، قالت جمانة:" كان هناك عقبات فى الطريق، خاصة أن هناك طرقا مظلمة ولكن كانت هناك سيارة تمهد لنا الطريق وسيارة خاصة من وزارة الداخلية فى كل محافظة تؤمننا وتسهل لنا كل شىء نحتاجه.. التحديات كانت أكثر من العقبات خاصة أننا كنا نضغط أنفسنا ونسير بأكثر من معدلات السير التى كانت محددة بـ41 كيلو يوميا ولالتزامنا بالوصول فى الموعد المحدد كنا نسير أحيانا ما يقرب من 50 كيلو".
وكشفت جمانة، أن هذا التحدى هو الأول لها قائلة: لكنى ألعب الرياضة منذ الصغر وبالأخص الجمباز وفزت بالعديد من البطولات المحلية، بالإضافة إلى ألعاب القوى والرماية، ومنذ فترة قصيرة بدأت فى ممارسة ركوب الدراجات الهوائية "العجل" وسافرت بها من القاهرة إلى العين السخنة ومن الزعفرانة إلى رأس غارب، وأيضا صعدت قمة باب الدنيا بجبال سانت كاترين فى سيناء، فضلا على إننى أحب السفر جدا ولفيت بلاد كثيرة فى أوروبا وفيتنام وهونج كونج.
الشباب مع عدد من أهالى القرى التى مروا بها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة