أزمات مفتوحة تواجهها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، من فضيحة العنف الأسرى التى طالت أحد كبار مسئولين البيت الأبيض، وصولاً إلى الحلقات المتتالية فى أزمة التدخلات الروسية والتحقيقات التى يجريها الـ"FBI" والمحقق الخاص روبرت مولر، يبدوا أن عام ترامب الثانى داخل السلطة سيكون مليئاً بالمصاعب.
وفى تقرير لها ، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن البيت الأبيض يترنح بعدما أدلى مدير الـ"FBI" كريستوفر راى بشهادة تحت القسم لتكشف تناقض عما قدمه مساعدو الرئيس ترامب على اعتبار أنه الرواية الرسمية للأحداث فى ملف التدخلات الروسية، حيث قال راى أمام لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ إن مكتب التحقيقات قد أكمل تقرير توثيقى عن روب بورتر، المسئول بالبيت الأبيض فى يوليو الماضى وأغلق القضية تماما الشهر الماضى، وذلك بخلاف مزاعم البيت الأبيض بأن التحقيق المطلوب للتصريح الأمنى لبورتر كان مستمرا حتى غادر منصبه الأسبوع الماضى بعدما زعمت زوجتيه السابقتين بتعرضهما لعنف جسدى وعاطفى على يده.
التضارب بين الروايتين ، وصفته الصحيفة الأمريكية فى تقريرها اليوم بأنها "أزمة متفاقمة بسبب سمعة الإدارة التى اكتسبتها على مدار 13 شهراً فوضوياً شهدت استهتارا بالمعايير المؤسسية وإساءة عرض الحقائق للرأى العام، وهى ثقافة وضعها الرئيس ترامب نفسه".
وبحسب الصحيفة، لم يقل ترامب الكثير عن قضية بوتر سوى الإشادة بمساعده السابق لقيامه بعمل جيد جدا.. إلا أنه أعرب عن إحباطه سرا من تداعيات الأزمة الخاصة به المستمرة لأسبوع ، وسأل المستشارين والمقربين منه عن التغطية الإعلامية وكيف يتطرق الجدل إليه بشكل شخصى.
كريستوفر راى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية
وذهبت "واشنطن بوست" إلى القول بأن الدراما الخاصة بقضية بورتر تستهلك كل شىء وتخلق أجواء من الفوضى والاقتتال مذكرة بمرحلة "لعبة العروش" المبكرة فى رئاسة ترامب وإلهاء عن الميزانية المقترحة للإدارة وأجندة إصلاح البينية التحتية.
وفى تحدى جديد لترامب ، وبخلاف موقفه من ملف التهديدات الروسية، توحد كبار مسئولى الاستخبارات الأمريكية أمس الثلاثاء، فى إعلان أن روسيا لا تزال تواصل جهودها لتعطيل النظام السياسى الأمريكى وتستهدف انتخابات التجديد النصفى للكونجرس المقررة فى نوفمبر المقبل، وذلك بعد عملياتها الناجحة فى زرع الفتنة فى حملة انتخابات الرئاسة الأخيرة.
وفى جلسة للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ حول التهديدات العالمية، طالب الديمقراطيون بمعرفة ما الذى يفعله مجتمع الاستخبارات لمواجهة الأفعال الروسية، وما إذا كان ترامب قد أصدر توجيهات صريحة لفعل هذا. وقال السيناتور أنجوس كينج: "لا نستطيع مواجهة هذا التهديد الخطير بدون رد كامل من الحكومة عندما واصل قائد الحكومة إنكار وجوده بالأساس".
ترامب ورئيس الـ"FBI" السابق
وعلقت واشنطن بوست بقولها إن فقدان الاتصال بين ترامب وكبار مستشاريه فى الاستخبارات قد أثار مخاوف بأن الحكومة الأمريكية لن تكون قادرة على وضع خطة فعالة للرد على عمليات التأثير الروسى المتوقعة فى انتخابات الكونجرس المقبلة. وقال مدير الاستخبارات الوطنية دانيال كواتز إنه لا يوجد وكالة واحدة تتولى مسئولية منع التدخل الروسى، وهو الاعتراف الذى أثار غضب الديمقراطيين.
وقال السيناتور مارك وارنر، نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ التى تجرى تحقيقا حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، إن حقيقة عدم توضيح من المسئول يعنى عدم وجود خطة كاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة