يبدو أن التصعيد الراهن فى الأراضى السورية لن ينتهى باسقاط الطائرة الإسرائيلية التى شنت غارات على عدد من المواقع السورية، وبدأ المسئولون السوريون بالتلويح باستهداف أى طائرة معادية على الأراضى السورية، اتهم نائب وزير الخارجية والمغتربين السورى، الدكتور فيصل المقداد، أمريكا برغبتها فى إطالة أمد الحرب فى سوريا.
وأشار المقداد فى مؤتمر صحفى –نقلته وكالة سانا- عقده اليوم، الأربعاء، إلى أن واشنطن أخلت 1000 إرهابى ينتمون إلى تنظيم داعش.
وقال المقداد: "ندعو الأمم المتحدة إلى التحقيق في أفعال وممارسات الولايات المتحدة الأمريكية التى تهدد وحدة تراب سوريا وسيادتها واستقلالها السياسى وتستهدف تصفية الشعب السورى".
وأضاف الدكتور المقداد: إن "الحكومة السورية تنفي نفيا قاطعا امتلاك سوريا لأى أسلحة دمار شامل بما فى ذلك الأسلحة الكيميائية ونعتبر أن استخدام الأسلحة الكيميائية فى أى ظرف وأى زمان وأى مكان أمر لا أخلاقى وغير مقبول”.
وفى رسالة واضحة إلى إسرائيل، شدد الدكتور المقداد على أننا "سنسقط أى طائرة تعتدى على سوريا وهذا ليس تهديدا.. ونحن قادرون على القضاء على الإرهابيين عندما يتوقف الغرب عن دعمهم."
ونبه المقداد بشكل خاص إلى حقيقة أنه بين الـ 15 من يناير 2018 والـ 17 من الشهر نفسه استخدم الإرهابيون في إدلب الأسلحة الكيميائية مرتين ضد القوات السورية المتقدمة وقال "تعرض جنودنا لهجوم بغاز الكلور بالقرب من بلدة حوين جنوب ادلب وبلدة سنجار ما أدى إلى احتياج جنودنا للعلاج الطبى".
وتساءل نائب وزير الخارجية والمغتربين السورى "ماذا بشأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التى تم تصميمها للتحكم بمنع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية، ولماذا لم تقم بعملها فى هذه الحالة معتبرا أن عدم قيامها بعملها وعدم وجود رغبة لدى الدول الغربية اتخاذ اجراءات عملية ردا على استخدام الإرهابيين السلاح الكيميائى يثير تساؤلات جدية بخصوص وجود تأثير مباشر على نشاطات المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
ورأى المقداد أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية غير فاعلة عندما يتعلق الأمر بالتحقيق في الهجمات الكيميائية على الأراضى السورية والحقائق التى جمعتها المنظمة محصورة فى أبحاث تم نشرها على مواقع الانترنت ومقابلة شهود فى بلدان أخرى في الوقت الذى يجب أن يكون فيه التحقيق موثوقا وجديا وأن يتم في المكان الذي وقع فيه الحادث المزعوم.
ورد المقداد على ادعاءات وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ريكس تيلرسون الشهر الماضى بخصوص بقاء قوات بلاده غير الشرعى فى سوريا بحجة "قهر الإرهابيين" بالقول "نقول لتيلرسون وغيره اننا قادرون على القضاء على الارهابيين عندما يتوقفون هم عن دعمهم وأن من قضى على الإرهابيين في سورية هم الجيش السوري وحلفاؤه".
وذكر نائب وزير الخارجية والمغتربين السورى أنه خلال سنتين من إعلان التحالف الدولى بقيادة واشنطن لمحاربة داعش توسعت سيطرة التنظيم فى سوريا لتمتد من 20 % إلى 70 % وهنا لا بد من السؤال "لماذا قوى وجود الولايات المتحدة الامريكية الارهاب في بلدنا".
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الخبرات المكتسبة من الصراعات الحديثة المختلفة تسمح باعتبار ما تسمى “الثورات الملونة” جزءا لا يتجزأ من أشكال الحروب الحديثة.
وحدد المقداد المقاربات التى تعتمدها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو في تنفيذ خططها وطموحاتها الجيوسياسية بمجموعة عناوين رئيسية بينها تنظيم حركات احتجاجية واسعة ضد الحكومة وتضخيم عدد الضحايا الذين يسقطون ثم اختيار قضية أو قضيتين والعمل على تفاقمهما بشكل مصطنع لمدة طويلة وتاليا توجيه الاتهامات ضد نظام الحكم والمبالغة في ردود الفعل على المظاهرات وما يسمونه "المطالب السلمية للشعب".
وتابع المقداد: بعد ذلك يجرى تنظيم المواجهة المسلحة وتشكيل تدفقات اللاجئين والانتقال إلى عمليات إرهابية تحدث أضرارا وتدمر أهم البنى التحتية مشيرا إلى أنه فى النهاية يكون المستفيد هي التنظيمات الإرهابية وفي سوريا كان المستفيد من ذلك تنظيم داعش لكن في النهاية لا أحد يحاسب المسؤول عن كل ذلك لأنه في الحقيقة المستفيد الأكبر هي الولايات المتحدة التي تعمل لتحقيق مصالحها الجيوسياسية وتحارب من أجل الإطاحة بما تسمى الانظمة القمعية والديكتاتورية وهي في الحقيقة الأنظمة التي تعارض مصالح واشنطن.
ونفى نائب وزير الخارجية السورى امتلاك امتلاك سوريا لأى أسلحة دمار شامل بما في ذلك الأسلحة الكيميائية حيث تخلصنا من البرنامج بشكل كامل وسلمناه لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية ونعتبر ان استخدام الاسلحة الكيميائية في أي ظرف وأي زمان وأي مكان أمر لا أخلاقي وغير مقبول.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن القلق إزاء التصعيد الأخير في سوريا المرتبط بالغارات الإسرائيلية على مواقع داخل البلاد.
وقال تيلرسون خلال زيارته للأردن إن "التصعيد بين إسرائيل ووكلاء إيران في سوريا يزعزع الأمن بالمنطقة".
ودعا الوزير الأمريكي إيران إلى "سحب كافة تشكيلاتها المسلحة" من سوريا، من أجل "فسح المجال أمام التسوية السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، قدم تيلرسون الشكر للأردن على استقباله العدد الكبير من النازحين جراء النزاع في سوريا، مؤكدا التزام بلاده بإيجاد سبل للمضي قدما إلى الأمام بشأن سوريا، من أجل عودة هؤلاء النازحين بشكل آمن وطوعى.
كما أشاد تيلرسون بدور الأردن والملك عبدالله الثانى فى محاربة الإرهاب والتطرف، مشيرا إلى مشاركة الأردن الفعالة في التحالف الدولي لمحاربة داعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة