عشر سنوات؟ أتعرف أن هذا النجاح كان نتاج خطوة كل يوم، 3665 يوما وثلاثة بحساب السنوات الكبيسة، والنتيجة 3668 خطوة.
مصر صاحبة أقدم تجارب الصحافة، ولم نخترع الصحافة، وراءنا تراث من الأساتذة، لكن عصر المعلومات والتكنولوجيا يجتاح كل شىء وتغير شكل ومفهوم الخبر. وتساءلنا: ما العمل؟.. وكان «اليوم السابع».
أول مرة لصحافة إلكترونية، ليس قبلها تجارب مصرية وعربية، غير «اليوم السابع» مفهوم الخبر شكلا وموضوعا، لم يعد أبطال الأخبار هم فقط السياسيون والفنانون ونجوم المجتمع، لكن كل مكان وكل شخص يصنع خبرا، وفى «اليوم السابع» يجد القارئ كل تفاصيل ما يجرى لحظة بلحظة فى العالم والإقليم والعاصمة والمحافظات والمراكز والقرى.
كان علينا أن نتعلم السباحة فى البحار والمحيطات. علينا أن نتعلم كل ساعة وكل يوم. شريكنا القارئ، الذى نتعلم من مزاجه كيف نطور ما نقدمه، وهو أيضا كان البطل الذى دعم مسيرتنا منذ اللحظة الأولى، تعلمنا كيف نوظف تراثا ضخما من الصحافة المصرية والأساس الذى وضعه الآباء المؤسسون، ومن قارئ يريد كل شىء بشكل ومضمون جديدين.
كنا نتعلم ونخطو كل يوم خطوة، وفكرة، ولهذا فإن التجربة ليست حكرا على أحد، حصلنا على النجاح ولم نحتكر الخبرة، فكانت الصحافة الإلكترونية بعد «اليوم السابع».
كل يوم خطوة، وطبعا لكل نجاح خصم، يطلق شائعة أو حربا صغيرة، لم نلتفت لها وحولناها إلى نكات وضحكات، وعندما تأخر حصولنا على الترخيص، كان أشهر إفيهات الصحافة «اليوم السابع» أشهر جرنال ماصدرش فى مصر».
ثم أنه أكثر جرنال يتعلم من نفسه ومن أخطائه ومن خصومه، ينجح بكل ما فيه ومن فيه، مجلس تحرير يتسع كل يوم لجديد، والشباب الموهوب الذى بدا أول خطواته، يحتل صدارة المشهد، بجوار مجلس تحرير أسس ووضع دستوره، ومبادئه.
خالد صلاح يعرف أصول القيادة، لبناء مؤسسة قادرة على الاستمرار والنمو بقوة مبادئها التى تضع «اليوم السابع» أولا، وكان شعار (الله مصر «اليوم السابع») هو الذى يقود كل فرد فى المؤسسة من أكبر قيادة إلى أصغر محرر، كنا جماعة من الأصدقاء تزاملنا فى تجارب واحدة وتفرقنا وتقاربنا، وواجهنا الكثير من الصعاب حرصنا ألا تكون موجودة لمن يبدأون حياتهم فى الصحافة، وأن نفعل عكس كل مشكلة واجهناها فى مسيرة صعبة.
وهناك الكثير من المواقف والمقولات التى تحكم العمل وتمثل المبادئ الحاكمة. أهمها أن الجرايد والصحف أرواح، وكل تجربة لها روحها التى تتكون من أرواح فريقها، إذا تكاملت كبرت الروح، وإذا تعاكست فقدت تأثيرها. لم تظهر الشلل ولا الفرق، ولهذا استمر كل من آمن بهذه الروح.
كان مبدأ «ما نتفق عليه جماعة لا يخالفه إنسان». وهو أساس عمل الفريق، أيضا أن القيادة الأعلى أكثر مسؤولية، وأن الفكرة أهم من الشخص. ثم أننا لا نتعالى على التعلم من نجاحنا ومن أخطائنا ومن الآخرين، ولا نعتبر النجاح نهاية المطاف، بل هو خطوة على الطريق تستلزم المزيد من الجهد والمراجعة والجهد المتواصل. فلا مجال للبقاء عند نقطة ثابتة، كان أساس نجاح «اليوم السابع» هو التجديد والتغيير، ولم تقف مقولة إننا وصلنا للنهاية. الموقع أصبح مواقع، الفيديو والصور والتطبيقات الأحدث، الاحتفاظ بالنجاح أهم من النجاح. التدريب والتفاعل والتعلم المستمر. ولم نبخل بخبرات «اليوم السابع» فالجرائد والمواقع والصحف أرواح ولكل روحه، وصالة تحرير هى الأحدث، والتى تنافس «النيوزروم العالمية»، واحتل «اليوم السابع» الترتيب الـ16 عالميا، وكل هذا لم يمنع من الاحتفاظ بتواضع المرة الأولى. وكانت «اليوم السابع» قلبا تنبض كل خلاياه معًا.