بيروت تحرج واشنطن.. وزير خارجية لبنان يتخلف عن استقبال نظيره الأمريكى.. الرئيس يتجاهل لقاءه عدة دقائق.. ويهدد: لا تفاوض على حدودنا البرية أو البحرية.. ولازلنا نلتزم الهدوء.. والمبعوث الأمريكى يغادر "صفر اليدين"

الخميس، 15 فبراير 2018 06:30 م
بيروت تحرج واشنطن.. وزير خارجية لبنان يتخلف عن استقبال نظيره الأمريكى.. الرئيس يتجاهل لقاءه عدة دقائق.. ويهدد: لا تفاوض على حدودنا البرية أو البحرية.. ولازلنا نلتزم الهدوء.. والمبعوث الأمريكى يغادر "صفر اليدين" لقاء الرئيس ميشال عون ووزير الخارجية الأمريكى ريكس تليرسون
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

البدايات دائما كاشفه.. وبداية زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون لبيروت والتى لم تتعدى بضع ساعات كانت كاشفة لنهايتها، فمنذ أن حطت الطائرة الأمريكية فى مطار الرئيس رفيق الحريرى، وفٌتح بابها، وأطل منها تيلرسون الذى يحمل فى يديه حقيبة مفخخة بالقضايا أدرك أنه ضيف غير مرغوب به، رغم أنها الزيارة الأولى لوزير خارجية أمريكى للبنان منذ أربع سنوات.

وزير خارجية دونالد ترامب لم يحظى فى بيروت بالاستقبال اللائق بدولة عُظمى، حيث أمتنع وزير الخارجية جبران باسيل عن لقائه فى المطار وفقا للأعراف والتقاليد الدبلوماسية، وهى كانت الصفعة الأولى من لبنان لواشنطن، وتسارعت التفسيرات للمشهد المرتبك للدقائق الأولى لتيلرسون فى بيروت، حيث أكد المراقبون أن ما حدث لم يأتى من قبيل الصدفة بل إنه تم عمدا انطلاقا من مبدأ المعاملة بالمثل، وهو ما يحدث عند زيارة وزير الخارجية اللبنانى الى أمريكا.

باسيل يتخلف عن استقبال تليرسون
باسيل يتخلف عن استقبال تليرسون

 

تقبل تريلسون المشهد فى مطار الحريرى على مضض وتوجه الى قصر بعبدا ليبدأ بإفراغ محتويات حقيبته التى تحمل صفقة لتسوية الخلافات بين بيروت واسرائيل وتحجيم قدرات حزب الله الذى أصبح وحشا يهدد أمن تل أبيب، ولدى وصوله للقصر للقاء الرئيس اللبنانى ميشال عون فوجئ بانتظاره وحيدا فى إحدى القاعات لبعض الوقت انتظارا لوصول الرئيس، ليدخل بعدها الوزير باسيل الى القاعة، ثم رئيس الجمهورية.

قبل أن تتسرب فحوى اللقاء الذى جمع شيخ الدبلوماسية الأمريكية بالرئيس عون كانت صورة تليرسون وحيدا فى قاعاة بعبدا قد انتشرت عبر وكالات الأنباء لتكتب نهاية المحادثات قبل بدءها، لتكذب الصورة ما دونه الوزير فى سجّل الزوار قبل مغادرته القصر حيث شكر عون على "الاستقبال الحار والنقاش الصريح".

تليرسون فى المطار
تليرسون فى المطار

 

وزير الخارجية السابق عدنان منصور قال لصحيفة النهار اللبنانية أن وصول تيلرسون وصل للقصر الرئاسى قبل موعده بعشر دقائق، وهذا لا يعنى أن يخرج الرئيس عون فوراً وينهى اجتماعاته السابقة للقاء الوزير الأمريكى، لذلك كان عليه أن ينتظر موعده.

وجال تيلرسون فى زيارته القصيرة على الرئاسات الثلاثة حيث ألتقى بعد عون برئيس مجلس النواب نبيه برى ورئيس الحكومة سعد الحريرى، ليستكمل ما بدأه مُساعده دايفيد ساترفيلد الذى قام بزيارة استباقية خلال اليومين الماضيين، من مباحثات حول الفصل بين الحدود البرية والحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة.

تليرسون ينتظر عون
تليرسون ينتظر عون

 

ويبدو أن صفقة تليرسون التى أرسلها مع مساعده لم تحظى بالقبول المطلوب لدى الرئاسات الثلاثة فى لبنان، حيث خرج من اللقاءات دون الإدلاء بأى تصريحات فيما أعلنت السفارة الاميركية فى بيروت ان تيلرسون جدد التأكيد للرئيس اللبنانى ورئيس مجلس النواب على أهمية الشراكة الأميركية-اللبنانية الوثيقة فيما يعمل البلدان معاً لتحقيق أهداف مشتركة تعزّز سيادة لبنان واستقراره وازدهاره.

الصفقة الأمريكية كانت ترتكز على التوسط لدى إسرائيل للتنازل عن الجدار العازل الذى بدأت بناءه على الحدود البرية مع لبنان والذى يتعدى على نقاط حدودية تقع تحت السيطرة والسيادة اللبنانية، أما فيما يخص البلوك 9 بالبحر المتوسط والذى أعلنت لبنان التنقيب عن الغاز فيه مؤخرا وعقبت اسرائيل أن تلك النقطة تقع فى حدودها البحرية، فواشنطن عرضت ان تتوسط لدى تل أبيب لإعطاء لبنان ثلثى البلوك 9 مقابل الثلث لإسرائيل، وفى المقابل على بيروت العمل  لتحجيم قدرات حزب الله، ومنعه من تطوير ترسانته الحربية.

تليرسون يجلس فى قصر بعبدا
تليرسون يجلس فى قصر بعبدا

 

الرسائل التى تلقاها تليرسون فى اللقاءات الرئاسية الثلاث كانت موحده ومتفق عليها مسبقا، حيث أبلغة الرئيس عون – وفقا لموقع “lbc”  اللبنانى - بوضوح أن "على أمريكا ان تعمل على منع اسرائيل من استمرار اعتداءاتها على السيادة اللبنانية البرية والبحرية والجوية والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى الرقم ١٧٠١"، مشدداً على أننا "متمسكون بالحدود اللبنانية ونرفض ادعاءات اسرائيل بملكية اجزاء من المنطقة الاقتصادية الخالصة فى المياه اللبنانية".

وأكد عون أن "لبنان يلتزم الهدوء على الحدود الجنوبية ولا نريد الحرب مع أحد فى حين أن اسرائيل تواصل اعتداءاتها علينا، وذاكرة الجنوبيين لا تزال حية حيال حروبها، لذلك ندعو الأمم المتحدة والمجتمع الدولى الى لعب دور فاعل فى هذا المجال"، وشكر فى الوقت ذاته واشنطن على دعمها للقوات المسلحة اللبنانية، وطلب الرئيس عون من الولايات المتحدة المشاركة فى المؤتمرات التى سوف تعقد لمساعدة لبنان فى روما وبروكسل وباريس.

وشدد الرئيس عون على ان لبنان يلتزم سياسة النأي بالنفس التزاماً تاماً ولا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول، لكنه غير مسؤول عما يحدث من تدخلات من خارجه لعدم القدرة على التأثير في ذلك.

لقاء تريلسون والرئيس اللبنانى
لقاء تريلسون والرئيس اللبنانى

وفى المقابل أكد تيلرسون فى كلمته بسجل الزيارات بعد لقائه الرئيس اللبنانى ميشال عون، اليوم الخميس، فى بيروت وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبنانى “من أجل لبنان حر وديمقراطي” منوهاً بمضمون المناقشات "الصريحة والبناء". وأضاف "الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب اللبنانى من أجل لبنان حر وديمقراطى" متمنياً للبنان "الاستقرار والازدهار فى المستقبل".

فالأمر بالنسبة للبنان لم يعد حزب الله فاسرائيل تتعدى على سيادة لبنان وحدودها وبالتالى من غير المقبول أن تقبل بيروت بالتفاوض على حدودها فى مقابل ردع حزب الله، خاصة أن الحزب الشيعى يسيطر على جانب كبير من الحياة السياسية فى لبنان بدءا من البرلمان وحتى الحكومة ووصولا الى تحالفه مع الرئيس عون، ويبدو أن تليرسون أدرك هذا متأخرا وحاول استدراك الخطأ بتصريح له عشية وصوله بيروت بإنه "يجب الاعتراف بأن حزب الله هو جزء من العملية السياسية فى لبنان"، ولكن الوقت كان قد مضى.

وذكرت مصادر لبنانية أن المسئولين اللبنانيين كرروا لتليرسون رفضهم التام لتقاسم "البلوك 9" مع إسرائيل،و ان لا تنازل عن "شبر " واحد من السيادة اللبنانية سواء فى البر او البحر"، وقالت أوساط فى بعبدا أن المحادثات مع الضيف الأمريكى كانت "دقيقة".

عون وتليرسون
عون وتليرسون

 

ومن جانبه أعلن رئيس اللقاء الديموقراطى النائب وليد جنبلاط، بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، انه "لا تنازل عن حقوقنا فى الحدود، والرئيس عون أعطى ملاحظاته لوزير الخارجية ريكس تيلرسون بان الإنتخابات ستجرى والتنافس حر وديموقراطي"، وقال: "هناك ايجابيات لعل الرسالة تصل إلى البيت الابيض".

 

الحريرى وتليرسون
الحريرى وتليرسون

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة