شاهد.. "جراديفا" أم الفنون.. منحوتة ورواية ولوحة فنية وفيلم ودراسة نفسية

الخميس، 15 فبراير 2018 06:00 ص
شاهد.. "جراديفا" أم الفنون.. منحوتة ورواية ولوحة فنية وفيلم ودراسة نفسية جراديفا
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العمل الفنى الجيد، يبقى دائمًا فى الأذهان، يحافظ على وجوده مخلدًا فى ذاكرة الجمهور والفنون معًا، مهما طال الزمان، وتعددت أوجه الفن وصوره الجميلة.

وفى ذاكرة الفن العالمى، كانت "جراديفا" تلك الملهمة التى تحولت إلى أشكال وأنواع متعددة من الفنون، بداية من منحوتة وصولا إلى فيلم سينمائى، وكأنها أم الفنون.

وبينما ينتظر محبو الفن التشكيلى حول العالم، خاصة أعمال الفنان الشهير سلفادور دالى، ظهور لوحتين جديدتين له فى مزاد دار سوثبى، رسمهما الفنان فى ثلاثينيات القرن الماضى، وتقدر القيمة المبدئية لكل منهما بـ 1.6-2.5 مليون دولار أمريكى، حسبما ذكرت صحيفة الجارديان.

إحدى هاتين اللوحتين، تحمل اسم "جراديفا" قام برسمها الفنان عام 1931، الطريف فى اللوحة أنها مستوحاة من رواية عالمية تحمل نفس الاسم للكاتب الألمانى فيلهلم ينسين، والتى نشرت عام 1903.

لوحة جراديفا
لوحة جراديفا

وتعتبر رواية "جراديفا" واحدة من أولى ركائز "الأدب النفسى"، الذى يركز على التكوين النفسى والدوافع والظروف، وما ينشأ عنها من سلوك ضمنى يؤدى بدوره إلى سلوكيات خارجية، وعوضًا عن الاكتفاء بسرد الأحداث، يعمد هذا الجنس الأدبى إلى كشف ودراسة الدوافع المحفزة للحدث، ويميل فيه الكاتب إلى سبر أغوار الشخصيات ومكنوناتها النفسية، وتبرز فيه الحوارات الداخلية والتداعى الذهنى.

رواية جراديفا
رواية جراديفا

الأغرب أن الرواية نفسها استوحاها صاحبها من منحوتة رومانية، تعود للقرن الرابع عشر تُدعى "جراديفا" أو "السائرة"، تجسد امرأة فى مقتبل العمر تريد أن تمشى، رفعت ذيل ثوبها كثير الثنايا فبانت قدماها قليلاً، وتكاد أن تمشى برشاقة.. وهذا كل شىء، يحبها عالم آثار شاب إلى حدّ الهوس".

منحوتة جراديفا
منحوتة جراديفا

الرواية نالت إعجاب أبى التحليل النفسى فى العالم سيجموند فرويد، بعدما رشحها له عالم التحليل النفسى كارل جوستاف، ما جعله يتناولها من خلال دراسته "الهذيان والأحلام فى جراديفا لجنسن" عام 1907، هذا إضافة إلى احتفاظه بنموذج لذات المنحوتة المستوحاة منها الرواية، حصل عليها من متحف الفاتيكان وبقيت معلقة على جدار مكتبه حتى وفاته، وتمثل الدراسة تحليلاً لصنف من الأحلام التى لم تراود إنساناً قط، تلك الأحلام التى تبتدعها مخيلة الكتّاب الخصبة وينسبونها لشخصياتهم المختلقة فى إطار الحبكة، واستخدم فرويد الرواية ليظهر للجمهور أن الكتّاب كانوا من أوائل المحللين النفسيين، إذ تنبع أعمالهم من تواصلهم المباشر مع اللاشعور.

الهذيان والأحلام فى الفن
الهذيان والأحلام فى الفن

الرواية ودراسة فرويد بعدها أحداثا نوعا من الاهتمام الكبير، وبتقدير عالمى خاص، ما جعل  "الجمعية القومية لتطوير التحليل النفسى" التى تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، بادرت فى عام 1994 بإطلاق "جوائز جراديفا" بهدف تكريم الإنجازات الأدبية والفنية التى تسهم فى تطوير التحليل والعلاج النفسيين.

الأمر لم يقف عن هذا الحد، بل قام المخرج الفرنسى الكبير آلان روب جرييه، بتحويل الرواية إلى فيلم سينمائى من إنتاج فرنسى عام 2006، من بطولة جيمس ويلبى، أريل دومباسل، دانى فيريسيمو-بيتت.

بوستر فيلم جراديفا
بوستر فيلم جراديفا

يبقى أن نشير إلى أن الرواية صدرت فى طبعتها العربية، عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع، عام 2017، من ترجمة كنان وجيه الشحف.

ترجمة رواية جراديفا
ترجمة رواية جراديفا








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة