لا أكاد أصدق.. مرور العشر السنوات الأولى على تأسيس «اليوم السابع»، الصرح الصحفى الكبير، الذى بات جزءً مهماً من تاريخ الوطن.
10 سنوات قضيناها بين جدران «البيت الكبير» كما نطلق نحن أبناء هذه المؤسسة على جريدتنا الغراء، 10 سنوات تحملنا فيها ظروفا صعبة فى بداية المشوار، حتى أصبحنا نغرد منفردين خارج السرب.
كنت ضمن المحظوظين من الرعيل الأول لتأسيس هذه الجريدة، أو كما يلقبنا رئيس التحرير الكاتب الصحفى «خالد صلاح» بـ«أهل بدر»، حيث تحملنا الظروف الصعبة الأولى، وكبرنا وكبر الحلم بيننا، فهنا كنا نعمل، وهنا عشنا قصص الحب، وهنا تزوجنا، وهنا أنجبنا، وهنا الآن نخطط ليعمل أبناؤنا فى هذا المكان.
أقول لكم.. كنت ضمن المحظوظين، الذين أتوا من أقاصى جنوب الصعيد للعمل فى بدايات« اليوم السابع» التى اكتظت بـ«الصعايدة» وقتها، لدرجة أننا كنا نمزج قائلين، «اليوم السابع» سفارة الصعايدة فى القاهرة.
كنت ضمن المحظوظين، عندما نسجت قصص الحب داخل صالة التحرير، فأثمرت عن أكثر من 50 حالة زواج بين الصحفيين، كنت أحدهم، حيث تعرفت على زميلتى هند عادل وتزوجتها من داخل هذا المكان.
نعم أقول لكم.. هذه الصالة ليست مكاناً للعمل فقط، وإنما «نعمل.. ونحب.. ونتزوج.. وننجب.. ويأتى الأبناء للعب والعمل معنا..»، فمعظم صور طفلى «نور» و«عمر» داخل صالة «اليوم السابع».
فى أكثر من 50 مشهدا سعيدا.. كان «اليوم السابع» بمثابة القاسم المشترك بين العروسين، حيث تجمعت القلوب من خلاله واتفق العروسان على الزواج بين جدرانه، فتصاهروا بالرغم من اختلاف بلادهم وعاداتهم وتقاليدهم، إلا أن «اليوم السابع» كان كلمة السر فى جميع هذه الأفراح، ولم يغب «لوجو» الجريدة عن المشهد السعيد واكتسى موقعه بصور العروسين، وارتسمت الفرحة على وجوه الزملاء.
العديد من الوجوه الشابة جمعها «اليوم السابع» من خلال مكان واحد، وغرس فيهم شجر الحب فأثمر عن مصاهرات جليلة، ومع دوران «ماكينات» الطباعة للأعداد الأسبوعية ثم اليومية للجريدة كانت تدور معها ماكينات الأفراح معلنة عن انضمام عروسين جديدين من «اليوم السابع» إلى قافلة «زواج الزملاء»، الذين عزفوا عن الزواج من أقاربهم وأصروا على الارتباط بزميلاتهم من داخل هذه المؤسسة، تأكيدا على أن «اليوم السابع» بمثابة البيت الكبير يجتمعون فيه ويعملون به ويتزوجون من خلاله، يلتقون فيه ساعات طويلة لا يقضون مثلها فى منازلهم، يجمعهم العمل وتفرقهم ابتسامة السلام، إذا غوصت بينهم اكتشفت سرا خطيرا، أن هذه القلوب تجمعت على شىء سامٍ لا يباع ولا يشترى، لم يبلغ إنسان من الغنى ما يسيطر عليه ولم يصل إنسان من الفقر ما جعله يفقده ألا وهو «الحب».
لقد أصبح العاملون بـ«اليوم السابع» أسرة واحدة، مثل تلك الأسر البسيطة المنتشرة فى الجنوب بصعيد مصر وقرى الدلتا، يجمعها الحب، تتسم بالاحترام وتقدير الآخرين والوقوف بجوار الصغير حتى يقف على قدميه والإشادة بالكبير يستفيد منه الآخرون، ومن ثم بات لكل صحفى جريدة يعمل بها ويعيش جزءا من وقته داخلها عدا صحفيو «اليوم السابع» فلهم مؤسسة عظيمة تعيش فى قلوبهم.
وإننى اليوم ألمح مصابيح الأمل قد أشرقت مع تخطى «اليوم السابع» عامها العاشر، حيث بات الحلم حقيقة وأضحى الخيال واقعا، لنقول «مؤسسة طيبة ورب غفور»، سائلين المولى عز وجل أن يجعلنا دائماً نقدم «ما ينفع الناس ويمكث فى الأرض».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة