فى أول ظهور إعلامى لهم، تحدث أبناء الهضبة عمرو دياب عن العديد من الأسرار والتفاصيل التى عاشوها فى ظل رجل تربع على عرش الغناء العربى طوال السنوات الماضية، وتمكن أن يحول نفسه إلى نجم فوق العادة، يبتعد بمسافة واسعة عن أقرب المنافسين له، ولهذا طفولتهم لم تكن تلك الطفولة التقليدية التى يعيشها الجميع، كانت طفولة مليئة بالأضواء، ومليئة بالتفاصيل والدراما والقصص التى كشفوا عنها للمرة الأولى فى حوارهم مع مجلة "vogue" العالمية.
عبد الله: لم أستمع مطلقاً لأغانى والدى لكن إقامتى فى لندن جعلنى أقدّر أكثر أغانيه
وقال عبد الله، الطفل الأكبر لعمرو دياب، والذى قضى 8 سنوات من عمره البالغ 18 عاما فى لندن: "كنا نواجه ضغوطاً أكبر بسبب نجاح والدى خلال إقامتنا فى مصر، فالناس يتعاملون معنا بأسلوب مختلف بسبب شهرته، لكنى لا أعانى ذلك بالدرجة نفسها فى بريطانيا، فليس للأمر أهمية هنا".
وأضاف عبد الله: "خلال نشأتى لم أستمع مطلقاً إلى أغانى والدى، لكن انتقالى للإقامة فى لندن جعلنى أقدّر أكثر أغانيه، ولم نكن نشعر بالضغوط الكثيرة التى سببتها شهرته، ربما لأننا كنا حينها صغاراً للغاية، وما زلت أتمنى أن أجعل والدى فخورين بى وأن أريهما قدراتى، فأنا عاشق للموسيقى وأخطط لاقتحام هذا المجال، لكنى أحب فى البداية أن أمتلك شركة تسجيلات خاصة بى"، مؤكدا أن والديه يدعمانه دائماً، وقد منحانى أفضل حياة. ورغم أن والدى يعيش فى الخارج، إلا أننا على تواصل دائم ولا يكف عن إسدائى نصائحه الرائعة.
وعن علاقته بشقيقتيه كنزى وجانا، قال عبد الله: "علاقتى بهما طيبة ونحن متفاهمون للغاية، لكننا مثل جميع الأشقاء نتعارك أحياناً، ولا يمكننى أن أقول إننى وشقيقتى التوأم كنزى لا نفترق، لكننا قريبان من بعضنا للغاية، ولأن جانا قريبة من عُمرنا فنحن نتفاهم جميعاً بسهولة".
عبد الله عمرو دياب
كنزى: نجاحه جعلنى أرغب فى العمل بجد على أمل تحقيق أحلامى
أما كنزى، الابنة التى اشتهرت بتخصيص الهضبة غنوة خاصة لها، فقد كشفت عن حياتها الشخصية، قائلة: "لا أشعر أن نجاح والدى أثّر على حياتى اليومية، لكنه جعلنى أرغب فى العمل بجد على أمل تحقيق أحلامى وأحس بالامتنان تجاهه، لأن نجاحه جعلنى تحت الأضواء، لذا فمن السهل أن أعبّر عن آرائى التى آمل أن تحقق تغييراً إيجابياً، إلى جانب الجمعية الخيرية "باس أون هوب"، التى أسسناها أنا وعبد الله لتوفير أدوات كرة القدم ومعداتها إلى الأطفال فى مصر والأردن، بعدما غادرنا مصر أثناء الثورة، فكلانا مؤمن بفكرة رد الجميل للمجتمع، ونفهم جيداً مدى عشق أهل وطننا لكرة القدم، وقد رأينا الأطفال وهم يبحثون عن أى وسيلة للعب، سواء فى ركل الكرات فى ملاعب الكرة أو تمرير علب المشروبات الغازية بأقدامهم فى الشوارع، هدفنا تحسين حياة الطلاب الأقل حظاً على المستوى العاطفى والبدنى عبر تقديم وسيلة صغيرة للهرب من واقعهم".
وعن والدها الهضبة، قالت كنزى: "رغم أننى مؤمنة تماماً بموهبته كمغنى ومطرب موسيقى، إلا أننى كنت صغيرة للغاية عندما عشت فى مصر فلم أدرك حينها أننى كنت أحيا تحت الأضواء"، متذكرة: "عندما كنت أذهب لمشاهدة مباريات كرة القدم مع عبد الله ووالدى كنت أرى صورنا خلال المباراة منشورة على المواقع، ولكنى لم أكن أبالى بالمصورين، ورغم ذلك كانت من أحب الذكريات إلى نفسى، هى تلك الليلة التى صعدت فيها على خشبة المسرح مع عبد الله للاحتفال بعيد ميلادنا وغنى لنا الجمهور".
وعن نشأتها قالت كنزى: "نشأتى شبيهة بنشأة أمى، فهى سعودية عاشت فى لبنان وسويسرا وتشعر مثلى بانجذاب تجاه العالمين العربى والأوروبى، وكأننا نقف عند ملتقى مجرين لنهر واحد، حاليا أستعد للتخصص فى علم الأنثروبولوجيا ودراسات علم الأجناس فى الجامعة، فأنا أهوى دراسة الثقافات والمعتقدات المختلفة، لأننى أنا نفسى ابنة تراثاً مزدوجاً وأرغب فى التركيز على النساء العربيات وإسهاماتهن خصوصاً أن ثمة تقصيراً فى تمثيلهن، فى الإعلام الغربى والعربى على السواء".
وعن دعم أسرتها، قالت كنزى، يقدّم والداى لى كل الدعم فى أى مسار أختاره، وخاصة إذا كان متعلقاً بالأنشطة التى تهدف إلى تغيير المجتمع، أما فيما يتعلق بشقيقيّ، فرغم أننا نعيش معاً منذ ولادتنا، إلا أننى وعبد الله أقرب للأصدقاء منه للأشقاء، وأنا قريبة جداً من جانا لأننا ننام فى غرفة واحدة، ورغم ذلك أشعر بتأثُّر شديد لأن هذا الوضع سيتغير ما إن ألتحق بالجامعة، أكثر ما أحبه فى شقيقيّ؟ حقيقة أننى أستطيع أن أرتدى ما شئت من ملابس جانا وأن عبد الله يجعلنى أبدو إلى جواره ابنة صالحة".
كنزى عمرو دياب
جانا: عمله الجاد وموهبته أثّرت إيجابيّاً على شخصيتى وموسيقاه صنعت ذكريات طفولتى
أما الابنة الصغرى جانا فقالت: "لا أذكر أن مصورى المشاهير كانوا مصدر إزعاج لنا أثناء نشأتنا، لكن والدىّ لم يرغبا أبداً فى أن أكون محطاً للأنظار، فلم يريدا لشهرة والدى أن تنال من شخصيتى، فتعرضى لضغوط لكى أبدو بمظهر معين يمكن أن يؤثر على حكمى الصائب على الأمور ويدفعنى إلى السعى للحصول على مزيد من الاهتمام، لكن مشاهدتى لتفانى والدى وعمله الجاد وموهبته أثّرت إيجابيّاً على شخصيتى، موسيقى والدى هى التى صنعت ذكريات طفولتى، وكمغنية ناشئة أستمع إليها عندما أؤلف أغنياتى وتلهمنى تسجيلاته الغنائية مثلما تلهم الآخرين، وكلانا يحترم عمل الآخر وهو يسمح لى بأن أتواجد معه فى جلسات تسجيل أغانيه عندما يزور لندن، وهذا يمنحنى ثقة أكبر وشعوراً بالراحة وسط أجواء استديوهات التسجيل".
وأوضحت جانا: "برغم أننى لا أغنى بالعربية إلا أن هويتى العربية هى صفة أعتز بها، فقد عشت فى مصر 10 سنوات حيث يعيش معظم أفراد عائلتى، لذا أحس بمشاعر الأمان على أرضها، ولكن لندن مختلفة فى هذا الأمر، فقد علمتنى أن أعتمد على نفسى أكثر، وهو ما جعلنى أكثر نضجاً، لذا فموسيقاى تتجه إلى مسار آخر مختلف كل الاختلاف عن والدى، إنها مختلفة من ناحية الأسلوب كما تستهدف ثقافة أخرى".
وكشفت جانا: "أحب والدىّ وأحظى بدعم كبير منهما، وتجيد أمى بناء علاقات وثيقة بين الأشقاء، فنحن متقاربون فى العمر لذا فمن السهل أن نتواصل معاً، وأشعر بالامتنان نحو شقيقتى لأنها دائماً ما تسدى لى نصائح جيدة، أما أخى فإذا كانت طباعه محل نقاش، إلا أنه يتمتع بروح المرح والدعابة".
عبد الله عمرو دياب يتوسط شقيقتيه جانا وكنزى
كنزى وجانا عمرو دياب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة