قال الدكتور محيى الدين عفيفى، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إن المرحلة الراهنة تستحضر أهمية دور الأزهر ووجوده، خاصة فى تلك المرحلة التى سقطت فيها الأقنعة كالتيارات والجماعات التى كانت تتاجر باسم الدين ومن أسباب انتشار الإلحاد وعجز من يتحدثون باسم الدين عن بيان وإبراز الدور المجتمعى والإنسانى والحضارى للإسلام، فالإسلام يحترم الإنسان وإبداعاته وميوله وعشق الإنسان للجمال والحياة والطبيعة وتمتعه بالطيبات التى أحلها الله سبحانه وتعالى سواء المأكل والملبس والمشرب والترويح وبعض الناس ممن يتحدثون باسم الاسلام قدموها انها تتنافى مع طاعة الله.
وأضاف فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أن ما تم فى معرض القاهرة الدولى للكتاب من جناح ناجح للأزهر الشريف هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، وواجب على كل المسئولين بالأزهر الشريف وهذا دوره، وبالتالى أى نجاح على المستوى المجتمعى أو الوطن يكون وراءه جهود جبارة وعزيمة ودافع وما حدث بالمعرض تم من خلال خطة مدروسة.
الناس عرفوا قيمة الأزهر كونه مؤسسة ومنارة علمية مأمونة الجانب
وتابع: أن الأزهر أراد من خلال مشاركته بمعرض الكتاب مواصلة دوره المهم فى تصحيح المفاهيم المغلوطة وبيان كيفية مواجهة الإرهاب والتطرف من خلال تفكيك المصطلحات التى تتناولها الجماعات الإرهابية، مثل مفهوم الجهاد والتكفير والخلافة والولاء والبراء والتهوين من قيمة الوطن، ومن خلال تحملنا للمسئولية وللهم الوطنى عرضنا عدد من العناوين والكتب التى عرضت فحدث تناغم بين الإختيارات وبين الجهد الذى بذل وبين رغبات الناس فالناس عرفوا قيمة الازهر، وأنه مؤسسة ومنارة علمية مأمونة الجانب لأن الأزهر مؤسسة علمية تتسم بالوسطية والتعددية.
المرحلة الحالية هى الأصعب فى تاريخ الأزهر الشريف
واستطرد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، دعنا مما يروج من دعاوى وشبهات والتشويش على الأزهر، فهؤلاء حاولوا عبثا أن ينالوا من المؤسسة لكنهم لم يقرأو تاريخ المؤسسة، وهو تاريخ عطاء ومواقف وطنية وإنسانية وعلمية ومواقف تتسم بالمرونة وعدم الجمود من خلال الرؤية التجددية، خاصة فى هذه المرحلة المهمة من تاريخ الأمة التى تزامنت مع تولى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر، وحينما نقرأ تاريخ شيوخ الأزهر تجد أن أصعب مرحلة فى تاريخ الأزهر، تلك المرحلة وهى التى على فيها صوت الإرهاب والتطرف والجماعات المدعومة دوليا ليس ماديا فقط بل فكريا أيضا، فهؤلاء عندما يفتشون عن الرويات الضعيفة فى الحرق والذبح وتكفير المجتمع واستباحة الدماء والإرهاب، فكان لابد للأزهر أن يتحرك وبالتالى الأزهر عمل على تلبية احتياجات الناس فى ظل دور الدولة فى مواجهة الإرهاب، فالجهود التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة المدنية كانت تحتاج إلى دعم فكرى لأن المواجهة المسلحة ليست هى الحل الأول والأخير ولكن لابد من المواجهة الفكرية ودعم تلك الجهود بفضح هؤلاء وبيان فساد استدلالاهم وحماية المواطنين والشباب من خطر تلك الافكار وهذه من المهام الرئيسة للأزهر.
الناس بحاجة إلى الأزهر وأى نجاح يكون تحديا بالنسبة لنا لتقديم الأفضل
وأضاف إن ما قدم فى معرض الكتاب كان يلبى احتياجات الناس سواء فى الداخل أو الخارج، وبالتالى نسبة الإقبال كانت عالية جدا وجناح الأزهر الذى مثل فى كافة قطاعاته، فضلا عن الأنشطة والفعاليات التى تلبى احتياجات الأطفال والنساء والشباب، فكان هناك تناغم بين هيئات الأزهر وإقبال الناس، وأقرأ هذا الإقبال بقراءة مختلفة أن الناس بحاجة إلى الأزهر ويحتاج إلى المزيد من الجهود نظرا لتنامى التحديات ونحن جميعا فى الأزهر وعلى رأسنا الإمام الأكبر ونحن كفريق معاون له نقرأ هذا النجاح بالتحدى ويملى علينا مزيدا من العطاء وهذا النجاح ليس هذا السقف الذى نصبوا إليه بل نحن فى حاجة لمضاعفة الجهود، نظرا لحاجة الوطن والناس لتلك المؤسسة الأزهرية التعليمية وضرورة إقتحام الواقع على الأرض وضرورة التنوع فى تسويق الأفكار .
توفير منافذ لتسويق الكتب فى جميع أنحاء الجمهورية
وكشف الدكتور محيى الدين عفيفى، أن من أبرز الأشياء التى سننفذها خلال هذا الأسبوع أننا سنعمل على توفير منافذ لتسويق الكتب فى جميع أنحاء الجمهورية وفى مواقع مختلفة، وكل شريحة سنوفر لها احتياجاتها ونؤمن خلال الفترة الحالية أنه لابد من بحث قضايا اجتماعية وتربوية وسلوكية ومشاكل معاصرة كمشكلة المياه، وهى من الملفات الساخنة وكيفية التعامل مع تحديات المياه سواء على المستوى السلوكى وكيفية التعامل مع تلك النعمة التى أنعم الله بها علينا ونشر الوعى، بالإضافة إلى جهود الدولة فى محاربة الفساد فهناك بعد مهم جدا وهو البعد الدينى والتربوى والسلوك ومآلات الأمور وماذا بعد واستحلال الإنسان للمال العام فهناك جوانب كثيرة تفرض علينا الاحتكاك بالواقع.
وعن الهجوم على المؤسسة بعد أى نجاح، قال: شئ طبيعى تعودنا فى الأزهر على مر تاريخه كلما تحرك وازداد عطاءه ازداد الهجوم ونقرأ هذا كمسئولين بالأزهر الشريف بأنه دليل على وجود الأزهر وأنه يتحرك ولولا تحركه وتأثيره ما تحرك هؤلاء لأن تحركهم نوع من محاصرة الأزهر وتبطئ خطاه ولا أدرى فالأزهر قبل أن يكون مؤسسة عالمية هو مؤسسة وطنية بامتياز وداعم لجهود الدولة وعلى مر تاريخه والان الأزهر يدعم بقوة جهود الدولة والحرب الشاملة لقوات إنفاذ القانون فى سيناء ومناطق الدلتا والظهير الصحراوى، ويدعو المواطنين لتقدير ومعرفة وإدراك الجهود التى تقوم بها الدولة فهى تخوض حرب حقيقية ضد الارهاب، وبالتالى تعودنا بعد كل نجاح يحدث هجوم على الأزهر بل يتحدث عن بعض النجاحات من بعض الإعلاميين مثلا فى معرض الكتاب يشيد بالمعرض وعند الأزهر يعتم على دور الأزهر رغم أنه واضح للعيان فنحن تعودنا على ذلك، كما أننا لا نقيس نجاحتنا بالثناء لكن نقرأ الهجوم بمنظور ثانى ويفرض علينا نوع من التحدى.
الأزهر الشريف له دور تاريخى وحضور فى القارة الافريقية
وعن دور الأزهر فى القارة الإفريقية، قال عفيفى: الأزهر الشريف له دور تاريخى وحضور فى القارة الافريقية سواء على مستوى المبعوثين أو الطلاب الوافدين فهى تحظى بنسبة كبيرة من دعم الأزهر الشريف، وشيخ الأزهر أدرك ذلك مبكرا منذ توليه المشيخة وعمل على العناية بملف الطلاب الوافدين بشكل عام والأفارقة بشكل خاص فالإمام وجه منذ فترة طويلة بضرورة تنويع المنح الدراسية للقارة الافريقية حيث أن المعروف أن المنح المقدمة خاصة بالكليات الشرعية والإمام الأكبر أكد أنه لابد من اعطائهم حصة بالكليات العلمية حتى يحدث تنويع وتلبية احتياجات تلك البلاد ووجه شيخ الازهر بزيادة المنح الدراسية والعناية بالدول الافريقية وتلبية احتياجاتهم وليس ذلك بحسب بل على مستوى المبعوثين وجه شيخ الازهر تجربة كانت موجودة من فترة ولكنها تلاشت وهى تجربة الخبير الوطنى بمعنى أن لدينا مخزون استراتيجى من الطلاب الوافدين هؤلاء أوصى الامام الأكبر ونعمل على ذلك منذ فترة وبدأت تثمر تلك الثمار أن الطالب فى السنوات الأخيرة تعقد له دورات بأن يكون له دور مهم فى بلده ويعمل جنب إلى جنب مع مبعوثى الأزهر، فهؤلاء سيكونوا سفراء وسيتم ربطهم بالأزهر سواء من ناحية الرواتب أو الدعم العلمى وتدريبهم أيضا وهذا توجه جديد بالنسبة للأزهر من باب تعميق العلاقات المصرية الافريقية والدور المصرى من خلال القوة الكبرى الناعمة من خلال الازهر الشريف.
وضعنا برنامجا صارما لرفع قدرة وعاظ الأزهر
وعن وعاظ الأزهر، قال: نعمل باستراتيجية مختلفة تماما فى مجال التدريب للوعاظ، ونعمل على تدريب كوادر من الوعاظ ذوى الكفاءة ووضعنا برنامجا صارما جدا ودقيق من خلاله نضمن قدرة هذا المتدرب على تدريب زملائه، بالإضافة إلى الاستعانة بأساتذة الجامعة، فلانستطيع أن ندرب كل الوعاظ مرة واحدة، وسلكنا طريقا يمكن من خلاله أن نحقق التدريب العالى للوعاظ ، واستعنا بخبراء من كلية التربية فى تصميم برنامج لكيفية إعداد الموضوعات العلمية بمعايير عالمية، بحيث كيف يكون للوعاظ عند ذهابه لدرس يركز على محاور معينة، حتى تكون الأفكار واضحة فى ذهن المتلقى، فخير الكلام ما قل ودل وبهذا نحاول إيجاد العقلية العلمية المنظمة.
وفيما يخص تدريب لجان الفتوى، قال: نعمل على مشروع من خلاله يتم توفير محتوى علمى للعاملين فى إدارات ولجان الفتوى يتعلق بالقضايا الموجودة على الساحة كمسأل الطلاق والمعاملات المالية والأسئلة التى تدور فى أذهان الشباب، فمن المهم أن يكون منطق الوعاظ فى التعامل مع تلك القضايا من منظور علمى مستمد من الواقع وليس عن طريق الوعظ فقط.
اختبارات وتكليف الوعاظ بعمل بحوث وربطها بالحوافز لرفع كفاءتهم
وكشف أن الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر وجه بضرورة توفير مجموعات علمية من كتب المجمع للوعاظ، ولن نعطى تلك المجموعات مرة واحدة ولكن هناك خطة علمية لمساعدة وليس إجبار الوعاظ على القراءة وإلا سيأخذها ويهجرها، وسيتم تصنيف المجموعات ما صدر عن المجمع تصنيفا موضوعيا، وبالتالى سيتم وضع خطة ويتم اختبار أو تكليف الوعاظ بعمل بحوث، مما تدفعه لقراءة الكتب من باب ربط ذلك بالحوافز أو غير ذلك سيضطر للقراءة وبالتالى سنعين الواعظ، ولن يكون هناك واعظ خارج نطاق التغطية، فالموضوع صارم فهذه هى الطرق العملية كيف تشعره بعظم المسئولية، وأهمية القراءة، وبالتالى سنكون قد حققنا الهدف من تلك الكتب .
تدريب ورفع كفاءة أعضاء لجان الفتوى
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية،أنه بالنسبة لإدارات الفتوى بعد مراجعة وتقويم تبين أن هناك مواقع ليست مناسبة لإدارة الفتوى نظرا لبعدها عن الناس أو عدم سهولة الوصول إليها، وبالتالى نحن نهدف إلى وجودنا فى قلب المناطق المزدحمة بالناس، وليس كل من يعملون فى لجان الفتوى على مستوى علمى واحد إذا التدريب هو الأساس، ورفع كفاءة من يعملون فى تلك اللجان مسألة أولوية قصوى نظرا للمتغيرات، وأصرح بهذا من باب النقد والموضوعية والصدق، فنحن نعمل على رفع المستوى العلمى والمهنى من جميع الجوانب وبالتالى لابد من النقد والفرز ومن يقول غير ذلك فهو لا يعيش فى الواقع الملئ بالتحديات التى تحتاج إلى صقل الخبرات والمعرفة وتنمية المهارات، ولابد ان اكون على مستوى هذه التحديات من خلال البحث عن الأفضل من الشكل والمضمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة