أكرم القصاص - علا الشافعي

د.أيمن رفعت المحجوب

الاضطراب النفسى

الأحد، 18 فبراير 2018 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن ما تؤدى إليه نظرية تفاضل القوانين إلى تفسير عقلى للضمير الذى هو تطبيق لقوانين الكبح فى ميدان المعنويات الإنسانية من تفسير عقلى لقوانين الأخلاق والفضائل وعاطفة الحب وتقدير الجمال.
 
الحق أننا سوف نكتشف أن كل ذلك يرجع إلى النظام الطبيعى فى التركيب الدقيق للمخ الانسانى، وكيف يتم تفسير الذكاء والإرادة والخبرة والعلم والقضاء والقدر تفسيراً علمياً أصله نظرية تفاضل القوانين .
 
ولكن المشكلة الأخرى التى تصادفنا هنا هى مشكلة النفس، حيث إنه لا مفر لنا من أن نبنى بعض الآراء التى نعدها المُسلَّمات . فعلينا أن لا نبقى على النفس على أنها شىء مستقل عن الجسم، يؤثر فيه دون أن يكون منه، وعلينا أيضاً أن ننظر إلى النفس والشخصية على أنهما صورة النظام الداخلى للمخ، وهى صورة الكترونية يصعب تحليلها كما تحلل المواد الكيميائية مثلاً. وليس من سبيل إلى التعرف عليها إلا بدراسة آثارها فى السلوك الانسانى وأعماله المعقدة. فأعمال النفس هى الجهاز الوحيد الذى نستطيع به دراسة هذا النظام كما يكون الرادار الوسيلة الوحيدة لمعرفة نظام الموجات الاثيرية المحيطة بنا.
 
ولنبدأ أولاً بالبحث فى الاضطرابات النفسية، هذه الاضطرابات ترجع إلى وجود مسالك فى المخ غير منتظمة سواء كان شذوذها خلقياً أو كان نتيجة خبرة سابقة غير طبيعية. هذه المسالك القديمة المهجورة ليس لها من القوة ما يجعل أثرها ظاهراً ولكن لها من الأثر ما يجعلها تعترض المسالك الواضحة فى أعمال وتصرفات الانسان، فتحدث هذا الاضطراب.
 
كما تكون فى التسجيلات الضعيفة القديمة فى شرائط الفيديو والتى تُعرض على شاشة التليفزيون، سبباً فى اضطراب التسجيل والصورة كما تشاهد، ومن الناس من يعتقد أن الاضطرابات النفسية لا تعدو أن تكون مخالفة لأعمال المريض لما هو مصطلح عليه أنه طبيعى، ولكن هذا ليس صحيحاً بل إن الاضطراب النفسى يرجع إلى خلل فى النظام النفسى يجعله غير طبيعيا، مثل ذلك مثل الساعة المختلة، فليس اختلالها لمجرد اختلافها مع غيرها من الساعات فى ترتيب الوقت، بل اختلالها يرجع إلى أن فى تركيبها شيء ناقص أو اضطرابا أصليا. وبهذا يمكن أن تفسر العقد النفسية التى كثر التحدث عنها فى البحوث النفسية الحديثة بنفس المنطق. 
 
•أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة