تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018
.
استقبال حافل للطواحين رغم الخسارة فى النهائى
جانب من نهائي 1974
تعد هزيمة المنتخب الهولندي أمام ألمانيا الغربية فى نهائى 1974 هى الأقسى فى تاريخ كرة القدم الهولندية، وإذا كانت تبدو وكأنها احتفالات بهيجة بالنصر أكثر مما تبدو لحظات حزن وحسرة.
مع مرور الوقت، ستُعرف الهزيمة (2-1) ضد ألمانيا الغربية في المواجهة الحاسمة في كأس العالم 1974 بلقب "النهائي الضائع"، إذ تقدّم الفريق الرائع بقيادة رينوس ميشيلز في النتيجة قبل أن يلمس أي لاعب ألماني الكرة، وقضى بعد ذلك 20 دقيقة يتلاعب بالفريق المضيف.
واعترف المهاجم، جوني ريب، أحد أساطير الطواحين فى تصريحات نشرها الموقع الرسمي للفيفا: "كنا نريد أن نستعرض عضلاتنا أمام الألمان".
ويضيف: "نسينا أن نسجل الهدف الثاني. عندما تشاهد شريط المباراة، تلاحظ أن غضب الألمان كان يزداد مع مرور الوقت. وكان ذلك بسببنا. وبينما سيطرت التساؤلات عن سبب الخسارة على عقول الهولنديين لعقود، حلّ الكبرياء محلّ الحسرة في اللحظات المباشرة التي تلت المباراة. فقد كان هناك الكثير مما يجب الإفتخار به."
رفاق ميشيلز وأسلوب كروى رائع
أسرت الكتيبة البرتقالية بقيادة ميشيلز عالم المستديرة الساحرة في عام 1974 بأسلوبها الكروي الشهير، المتميز بالإثارة والسلاسة، والذي لا يزال خالداً في الأذهان حتى اليوم، كان كارلوس ألبيرتو قائد المنتخب البرازيلي الأسطوري الذي رفع الكأس الأغلى قبلها بأربع سنوات، واحداً من عشاقها الكثيرين.
أكد نجم السيليساو قائلاً: "الفريق الوحيد الذي رأيته يلعب بطريقة مختلفة هو منتخب هولندا في كأس العالم 1974،" مضيفاً "كان أسلوبهم الإستعراضي مذهلاً للمتفرج ورائعاً لكرة القدم".
وكان الأسطورة يوهان كرويف سعيداً جداً بهذه المجاملات، حيث يقول فى هذا الإطار: "ليس هناك ميدالية أفضل من الإشادة بأسلوبك".
كان يُدرك أن هولندا حتى بعد الهزيمة تركت بصمة لا تُمحى في كأس العالم، وهذا هو بالضبط ما يعكسه الترحيب الذي حظوا به في أمستردام، حيث استقبل كرويف ورفاقه استقبال الأبطال مباشرة إثر هبوطهم في شيبول، وبعد ذلك استقبلتهم الملكة ورئيس الوزراء قبل أن يحتفي بهم الآلاف من المشجعين في جو احتفالي رائع في ساحة ليدسيبلاين بالعاصمة.
استقبال اسطوري للمنتخب الهولندي
كان ميشيلز، الثاني على اليمين في هذه الصورة، قد تابع من هناك سابقاً الحشود المبتهجة من شرفة مسرح ستادشوبورج، ولكن ذلك حدث بعد انتصارات أياكس في كأس أوروبا، وليس بعد هزيمة قاسية وحتى ربما كان من الممكن تجنبها في المباراة النهائية.
ربما كان كرويف على حق بخصوص الأهمية النسبية للميداليات والجوائز، كما قال لصحيفة الجارديان قبل عام واحد فقط من وفاته، حول ذلك اللقب العالمي الضائع: "في نهاية المطاف، ربما كنا الفائزين الحقيقيين، أعتقد أن العالم يتذكر فريقنا أكثر".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة