تمثل الشرطة المصرية سلاحا قويا لمواجهة الإرهاب منذ 30 يونيو وحتى الآن، قدمت أعز رجالها فداءً للوطن وفداء لشعب يحب الحياة، يسهر أبناؤها ليلا لحمايتنا، ويلعب محترفوها من ضباط المباحث دورا كبيرا فى الوصول السريع للجناة فى أى جريمة جنائية تقع بالمحافظات، وهو أمر يدفعنى ككاتب لمقال يومى أن أقدم الشكر والتقدير لكل عضو بالشرطة المصرية، ولكن يبقى طرح بسيط يحتاج المزيد من التناول بالهدوء وبحكمة.
بعد عملية التفجير التى استهدفت مديرية أمن القاهرة قبل 3 سنوات، وما تلاها من تفجير عبوات ناسفة بالقرب من المؤسسات والمصالح الحكومية، شرعت وزارة الداخلية فى إقامة أسوار بالقرب من المؤسسات الشرطية بناء على نصائح وتوجيهات أمنية وقتها، وللأمانة هى نصائح فى محلها، وكانت تقام الأسوار بعد مساحة آمنة تحمى المؤسسة الشرطية من أى سيارة تضم عبوة ناسفة أو أى إرهابى يحمل حزاما ناسفا.
انتشر الأمر بجميع المؤسسات الشرطية بالمحافظات، فترتب على ذلك إغلاق عدد كبير من الشوارع الرئيسية المطلة على المؤسسات الشرطية لدرجة باتت تزعج المواطنين وتعيق أعمالهم وتعطل المرور، أما الآن وقد تبدل الحال بالبلاد، وبكرم من الله تسيطر الأجهزة الأمنية على الأوضاع بالشوارع، وتم القضاء على عدد كبير من الخلايا الإرهابية، خاصة أن أرقام العبوات الناسفة فى 2017 إذا ما قارناها بالأرقام الأعوام السابقة، فهى ضئيلة جدا، وهو أمر يدفعنا أن نوجه رسالة للأجهزة الأمنية أن تعيد النظر فى الشوارع المغلقة والمساحات المستقطعة من الطرق العامة المحجوزة أمام كل مؤسسة شرطية.
قد يقول قائل، ولكن الأسوار أمام المؤسسات الشرطية تؤمنها وبإزالة الأسوار قد تزداد المخاطر، وهذا رأى يحمل منطقية ولكن فى نفس الوقت هناك منطق فى الجانب الآخر من التفكير، الأسوار لا تحمى وحدها من المخاطر، فضلا عن أن وجود الأسوار أمام المؤسسات الشرطية يعطى انطباعا سلبيا للمواطن بالخوف، لأنه إذا كانت المؤسسة الشرطية تخاف وتعلى من الأسوار حولها فماذا أفعل أنا كمواطن أو صاحب شركة أو حتى ماذا أفعل أمام منزلى.
الجانب الأهم أيضا أن العملية سيناء 2018، الأخيرة والتى جاء فى بيانها الأول أنها عملية شاملة، هى تستهدف من عناوينها الرئيسية بث الثقة فى نفوس المواطنين المصريين، وهو هدف يتم بوسائل مختلفة وأعتقد أن إزالة الأسوار والمساحات المستقطعة للمؤسسات الشرطية أحد تلك الوسائل.
لكى أكون واضحا ومحددا، شاهدت بعينى فى محافظة كفر الشيخ استقطاع مساحات كبيرة من الطرق العامة والشوارع الرئيسية، وكما ذكرت كان هذا الأمر مقبول فى الفترة الماضية، ولكن الآن يحتاج إعادة نظر، لأنه يمثل مضايقات وإرهاق للمواطنين بسبب إغلاق الطرق أو الزحمة المرورية، والحقيقة قارنت بين الحراسات والأسوار على المؤسسات الشرطية وبين منازل شخصيات عامة تتولى مناصب مهمة بالدولة، يوميا أمر بجوار منزل وزير فى الحكومة، وهو وزير لوزارة كبيرة تتولى ملفات مهمة، واللافت هو وجود كشك حراسة صغير فقط ورغم أن الوزير قد يستطيع بنفوذه إغلاق الشارع أو استقطاع مساحة منه، غير أنه لم يفعل ذلك، حتى سيارات الحراسة لا تأخذ مساحة من الشارع.
هذه رسالة لوزير الداخلية، رجاء التفكير فيها بهدوء وحكمة وفى ضوء المستجدات الأمنية لكم.
من جديد، أكرر التحية والتقدير لكل ضابط وفرد أمن بالشرطة المصرية على كل مايقدمونه يوميا من أجل استقرار البلاد، ورحم الله كل شهيد من أبنائها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة