تفاهمت قوات سوريا الديمقراطية الذراع العسكرية لكرد سوريا فى غير مرة مع الجيش السورى وتبادل الجانبان المعلومات والتنسيقات العسكرية فى معارك سابقة ضد تنظيمى النصرة وداعش، لكن تعاون كرد سوريا مع الجيش العربى السورى فى الاجتياح التركى لعفرين، لم يكن باديا ضمن التصورات المستقبلية، لدى أغلب المتابعين لتطورات المشهد الراهن.
ترقب لمواقف روسيا وأمريكا وإيران
وفى ظل الترتيبات الإقليمية القائمة على سياسات الأحلاف والتكتلات، فأنه ليس من المستبعد أن تكون عفرين نواة لحرب عالمية ثالثة، بناء على مصفوفة السياسات الأمنية فى سوريا، بحيث يكون صدام محور الجيش السورى المدعوم روسيا وإيرانيا، مع محور تركيا المدعوم أوروبيا وأمريكيا، أمر وارد على المدى القريب، وليس على المديين المتوسط والبعيد.
ويشير هذا الاصطفاف إلى أن ترقب مواقف كل من روسيا وإيران والولايات المتحدة الأمريكية، بل وحتى القوى الأوروبية أصبح الشغل الشاغل لمراقبى تطورات الموقف، خاصة أن تلك القوى الداعمة لأحد المحورين من شأنها إما إنهاء المسألة برمتها أو تحويلها إلى حرب عالمية ثالثة تتخذ من عفرين منصة لانطلاقها.
جاء ذلك بعد أن أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية والحكومة السورية، أنها توصلت إلى اتفاق يقضى بإنشاء قاعدة للجيش السورى فى عفرين والانتشار على عدد من النقاط الحدودية، بحسب ما نقلته، وكالة "فرات نيوز" التابعة لحزب العمال الكردستانى الداعم الرئيس لقوات قسد فى سوريا.
وبدأت عملية عفرين أو "غصن الزيتون" التركية فى 20 يناير الماضى، بعد أن مهدت المدفعية والطيران للقوات البرية، وشارك فى الاجتياح الجيش التركى يسانده فى ذلك الجماعات السورية المسلحة الموالية لتركيا.
كرد سوريا مع وحدة البلاد
من جانبه قال المهندس هوشنك درويش عضو مكتب العلاقات الخارجية فى مجلس سوريا الديمقراطية وعضو المكتب السياسى للحزب الديمقراطى الكردى السورى، إن المفاوضات مازالت مستمرة، وعلى الأغلب الاتفاق هو عسكرى وليس سياسيا، ولكن هناك بعض النقاط العالقة، ستتضح فى خلال الساعات القليلة المقبلة.
وأضاف هوشنك فى تصريحات خص بها "اليوم السابع" أن قوات الحماية الشعبية وحتى الإدارة الذاتية شددت أكثر من مرة على أنها مع وحدة الدولة السورية، ومن الواجب الوطنى والأخلاقى أن يقوم الجيش بالدفاع عن سيادة الدولة السورية، وهذا هو مبدأ المفاوضات.
ولفت إلى أن هناك بعض النقاط العالقة وخلال ساعات وعند الاتفاق سيتم الإعلان بشكل رسمى، ولأن هناك غزوا واحتلالا من جانب تركيا للأراضى السورية، فمن واجب السوريين الدفاع عن سيادة دولتهم.
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول ماهية النقاط العالقة، قال هوشنك من مقر إقامته فى السليمانية بإقليم كردستان العراق إن النقاط العالقة تتمثل فى المؤسسات الإدارية والسياسية وغيرها من مؤسسات الإدارة الذاتية فى كانتون عفرين ولا شك أن هناك أمورا عسكرية هى من اختصاص القادة العسكريين، بمعنى أن الاتفاق حاول الفصل بين الأمور العسكرية والأمور السياسية التى تتعلق بمستقبل الكرد فى التسوية الشاملة.
المفاوضات منذ عدة أيام
وأكدت مواقع كردية منها "رووداو" إن "المفاوضات المباشرة بدأت منذ عدة أيام فى منطقة حلب بحضور قيادات رفيعة من وحدات حماية الشعب الكردية والجيش السورى، بيد أنها تعثرت فى المرحلة الأولى بسبب تدخل بعض الأطراف الدولية كروسيا، ومحاولة إعاقة الاتفاق، إضافة إلى عوائق أخرى تتعلق بمناطق انتشار تلك الوحدات والتنسيق بين الطرفين فى الحرب ضد مجموعات مسلحة تدعمها تركيا، إلى جانب إمكانية أن تشمل الاتفاقية القيام بحملة مشتركة للسيطرة على منطقة الباب وجرابلس الواقعتين تحت سيطرة تركيا".
وأشارت المصادر الكردية التى تحدثت مع وسائل إعلام فى السليمانية إلى أن "الطرفين توصلا فى نهاية الاجتماع لاتفاق يقضى بإنشاء قاعدة انطلاق لجيش النظام، وتوزيع بعض نقاطه على الحدود المواجهة لتركيا، فيما غاب عن الاتفاق، الجانبان السياسى والإدارى، حيث فرضت وحدات حماية الشعب الكردية شروطها بالاكتفاء بتوزع بعض وحدات الجيش فقط"، و"الطرفان توصلا إلى اتفاق يقضى بمنع الطيران التركى من التحليق فى أجواء عفرين".
وقال السياسى الكردى من مدينة عفرين بكوردستان سوريا، شيخو بللو، إن "الطرفين الكردى والحكومة السورية قد توصلا إلى اتفاق عسكرى يقضى بدخول الجيش السورى إلى منطقة عفرين".
وأضاف بللو أن "الاتفاق يقتصر على الجوانب العسكرية دون السياسية والإدارية التى أجل البحث بشأنها"، مشيرا إلى أن قوات من الجيش السورى سوف تصل غداً الاثنين إلى منطقة عفرين بموجب هذا الاتفاق".
وعليه يشير الوضع الحالى إلى أن الوضع فى عفرين قد يفجر موجة عارمة من الخلافات بين محاور المصالح والتكتلات السياسية والعسكرية فى المنطقة، بعد أن ألقى كرد سوريا بورقة الجيش السورى فى ميدان العمليات، وعملوا على استدعائه من دمشق إلى الحدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة