بعد مرور أحد عشر يومًا على بداية العملية المظفرة «سيناء 2018»، أرجو أن تتأمل معى المشهد العبقرى الفريد، الذى صنعته مصر حتى الآن، الذى يدلك دون أدنى شك عن المخزون الحضارى البديع، الذى تتمتع به الشخصية المصرية فى أوقات المحن والأزمات.
فلقد ظن أمراء الاستعمار الجديد من الدول الخسيسة ذات التاريخ الدموى البغيض أنه يمكنهم بالتزامن مع اقتراب توقيت الانتخابات الرئاسية المصرية، أن يصنعوا مشهدهم المستحيل، الذى استعصى عليهم صنعه طوال أربع سنوات ونصف عن طريق إعادة توطين العناصر الإرهابية الدنيئة الفارين من سوريا والعراق على أرض سيناء الطاهرة، ولكن يا لفرط سذاجتهم، فصقور جمع معلوماتنا كانوا على العهد بهم يرصدون كل شاردة وواردة، وبتخطيط محكم وخاطف فاجأتهم مصر العظيمة بالمشهد، الذى لم يكن فى الحسبان، أسود بواسل من رجال الجيش والشرطة تلتهم بمنتهى الخفة والرشاقة جرذانهم الحقيرة، وفى نفس الوقت وبتزامن عبقرى يمضى كل شىء على أرض مصر الطاهرة من مظاهر الحياة اليومية والمشروعات الكبرى بكل تفاصيلها الدقيقة فى طريقها المرسوم دون أى تأثير، وعلى الجانب الآخر عملاء المنظمات المشبوهة وأبواقهم الإعلامية الحقيرة يملؤون الدنيا صراخًا، متباكين على انهيار أحلامهم الخسيسة.. حقًا وصدقًا مشهد عبقرى بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان لا يقدر على صنعه إلا مصر العظيمة مقبرة الغزاة على مر العصور.