من بين كل القصص الإنسانية التى تسمع عنها أو تعيشها يوميا، ستظل قصص الذين ضاعت منهم سنوات العمر فى مستشفى العباسية للأمراض النفسية لمجرد أنهم اختلفوا مع الآخرين فى الرأى، هى التى تجعلك تحترم الحيوانات عن بعض البشر، أقصد هذه النذالة العائلية التى تصل لاتهام أحدهم بالجنون أو معاملته عن عمد كمريض نفسى حتى يُجن فعليا، من أجل أن يتخلص الأبناء من عبء الوالد الذى داهمته الشيخوخة، أو الاستيلاء على ميراث الأخت التى لا سند لها، ويبدو أن مصطلح الاضطراب العقلى يحتاج مراجعة دقيقة من أهل العلم، فإذا كانت جدران العباسية تُخفى بداخلها حالات نخشى التعامل معها، فإن خارجها يحمل حالات أكثر، لكن الطب لم يعرف بعد علاجًا لهذا الكم من الانحطاط.