"الالتزام بالعمل سويا أو السعى لاتفاق تكميلى يعالج أوجه القصور بالاتفاق".. كان هذا الجزء الأبرز من برقية بعث بها وزارة الخارجية الأمريكية إلى 3 حلفاء أوروبيين، لتؤكد على سعيها لتعديل الاتفاق النووى المبرم بين إيران وتلك البلدان فى يوليو 2015، وتنذر ببدء جولة جديدة فى الصراع النووى مع إيران هذا البلد الرافض لإدخال أية تعديلات على الاتفاق.
ومثلما كان شهر "يوليو" تاريخ ميلاد الصفقة النووية وخروجها إلى النور مكتملة بعد مفاوضات ماراثونية فى عام 2015، فيبدو أن هذا التاريخ ذاته لن يمر مثل كل عام، فقد يحمل شهر مايو قرارا غیر مرغوب فيه بالنسبة لإيران سوف تتخذه الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الأوروبيين الموقعين على الاتفاقية، إذ يتعين على ترامب فى 12 مايو أن يقرر انسحابه أو اقناع الاوروبيين بتعديل الاتفاق، ما يعنى أن الـ3 أشهر المقبلة ستكون الأخطر والأكثر حسما فى عمر الصفقة النووية مع إيران.
توقيع الاتفاق النووى فى 2015
ونشرت وكالة رويترز بعض من أجزاء البرقية الأمريكية فى تقريرها، والتى حددت فيها الولايات المتحدة مسارا يلتزم بموجبه 3 حلفاء أوروبيين (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) من بين 6 قوى عالمية وقعت على الاتفاق وهى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة)، بمحاولة تعديل الاتفاق النووى مع إيران بمرور الوقت فى مقابل إبقاء الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الاتفاق بتجديد تعليق العقوبات الأمريكية فى مايو المقبل.
تقرير الوكالة يشير إلى أن الأوروبيين الأوروبيين لا يعرفون بدقة ما الذى يمكن أن يرضى ترامب ويحجمون عن هذا الالتزام خوفا من أن يطالبهم بالمزيد بحسب مسئولين، وحددت الخارجية الأمريكية المعايير التى ينبغى أن تتفق حولها هذه البلدان مع إيران، إذ جاء فى البرقية "نريد التزامكم بالعمل معا سعيا إلى اتفاق تكميلى للتعامل مع تطوير إيران للصواريخ بعيدة المدى أو اختبارها، ويضمن تفتيشا محكما تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية ويصلح العيوب المتعلقة ببند المدة الزمنية".
وزير الخارجية الامريكى ونظيره الفرنسى
ويتضح من البرقية أن ترامب الذى منح فرصة أخيرة للاتفاق فى 12 يناير الماضى بعد أن مدد قانون تخفيف العقوبات، يعارض 3 قضايا فى الاتفاق مع إيران، وهى أولا بند الفترة الزمنية الذى وصفه وزير الخارجية الأمريكى بالخلل الأكبر، إذ ينص على أن بعض القيود التقنية المفروضة على الأنشطة النووية تسقط تدريجياً اعتباراً من 2025. ويتمثل العيب الثانى فى تجاهل الاتفاق لبرنامج طهران الباليستى، إضافة إلى سلوك طهران المزعزع للاستقرار فى المنطقة.
خطة ترامب الزمنية
وفيما يبدو أن ترامب قد وضع خطة زمنية محكمة، قبل حلول شهر مايو، حيث كشف مسئول أمريكى كبير بوزارة الخارجية الأمريكية، عن عملية تتضمن مرحلتين، فى مسيرة تعديل الاتفاق، الأولى بدأت من 12 يناير وتنتهى فى مايو المقبل موعد تصديق ترامب على تعلق العقوبات، وتخوض فيه الولايات المتحدة معركة لإقناع الأوروبيين بالاتفاق على نقاط الضعف التى يتعين إصلاحها بحسب ما ورد فى تقرير رويترز.
وستتمثل المرحلة الثانية التى تبدأ على الفور بعد 12 مايو فى نقل هذا التفاهم إلى الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق وهى إيران وروسيا والصين للبحث عن سبيل لمعالجة هذه القضايا، وقال المسئول الأمريكى أن هناك ثلاثة طرق محتملة للمضى قدما فى هذا الأمر وهى تعديل الاتفاق الحالى أو التفاوض بشأن اتفاق تكميلى أو السعى لقرار جديد من مجلس الأمن لإجراء التعديلات.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
وبحسب المسئول الأمريكى سعت الولايات المتحدة لاتفاق تكميلى وهو أمر شائع فيما يتعلق بالحد من الأسلحة فسوف تحتاج إلى دعم إيران وروسيا والصين لكنها قد تكتفى فقط بموافقة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وبحسب التقرير سوف يجتمع مفاوضون أمريكيون مع مسئولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا فى باريس يوم الثلاثاء المقبل، لبحث كيفية تنفيذ مطالب ترامب. الأمر الذى سوف يقابل رفض تام من قبل إيران التى تعتبر العبث ببنوده خط أحمر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة