لم أتعجب على الإطلاق عندما قرأت الاعترافات التفصيلية التى أدلت بها إحدى مذيعات آخر الزمان ممن ابتلينا بهن فى السنوات الأخيرة كنتيجة مباشرة للضعف الشديد الذى أصاب منظومة الإعلام فى بلادنا لأسباب عديدة لا تخفى على أحد، وذلك فى القضية الشهيرة التى أطلق عليها قضية «خطف الأطفال»، والمنظورة الآن أمام جهات التحقيق القضائية، فلقد جاءت جميع إجاباتها هى وكامل فريق عملها من المسؤولين عن الحلقة محل المشكلة على طريقة «الندالة كنز لا يفنى»، فالتنصل الكامل من المسؤولية ومحاولة إلقاء التهم على الأبرياء الذين كل ذنبهم أنهم صدقوهم ووثقوا فيهم كانت عنواناً رئيسياً ومحوراً أساسياً تدور حوله جميع الإجابات، بالطبع لا لوم على هذه المذيعة، ولا لوم على كل من هم على شاكلتها، ولكن كل اللوم على من سمح لها بالظهور مجدداً بعد واقعتها المسيئة السابقة مع «فتاة المول»، بدعوى أنها «بتجيب فلوس» عن طريق الإعلانات، وكأننا فى سوق للنخاسة لا تحكمه أى معايير وضوابط مهنية أو أخلاقية والغلبة فيه لمن يدفع أكثر دون النظر إلى أى اعتبارات أخرى.
أرجو من الله العلى القدير أن ينير بصيرة القائمين على أمور الإعلام فى بلادنا الغالية، لأن كل مواطن قد طفح به الكيل والله من هذه الممارسات غير المسؤولة.