كنت قد كتبت منذ قرابة العام عن تصنيف مصر العالمي فيما يخص تجارة الأعضاء البشرية، وكانت تحتل بلا فخر المركز الثالث على العالم، كأهم وأشهر البلدان التى تعد بها هذه التجارة رابحة آمنة !
ولكن منذ أيام قليلة و تحديداً فى مطلع هذا الأسبوع قد استغاثت بي ابنة لامرأة كبيرة تخطت الستين عاماً، كانت تساعدنى منذ زمن فى أعمال المنزل، ولكنها انقطعت عن العمل منذ أكثر من عشر سنوات نظراً لظروفها الصحية .
وكانت الاستغاثة خاصة بهذا الموضوع الذى بات خطراً كبيراً يهدد المجتمع بأسره !
فقد ضاق الحال بهذه السيدة العجوز ولم يعد لها أى مصدر للرزق وخاصة بعد أن فقدت قدرتها على العمل، و ذات يوم خرجت للبحث عن أى باب لتطرقه ربما تجد وظيفة لا تحتاج إلى الكثير من الجهد، وأثناء رحلة البحث والسؤال وقعت كفريسة فى يد إحدى مندوبات تلك العصابات لتدلها على أقصر الطرق حسب روايتها للحصول على المال !
وبعد أن استغلت حاجتها الشديدة وتلاعبت بمشاعرها، قامت باستدراجها واصطحابها داخل سيارة ملاكي بها رجلان إلى فيلا مريبة لا تعرف أين تقع، يوجد بها بعض الممرضات والأطباء الذين يشكلون أفراد هذه العصابة .ثم قام هؤلاء بعرض خمسة عشر ألف جنيه مقابل شراء إحدى كليتى السيدة !
وبالفعل وافقت لشدة حاجتها و قاموا بأخذ عينات الدم الخاصة بالتحاليل التى تسبق العملية المشبوهة.
ثم فجأة وحسب رواية أم محمود انتابها شعور قوى بالخوف والقلق، فقد كان المكان مريبا وكئيبا على حد قولها، فصرخت وقالت اتركونى أذهب لأطمئن أولادى، ثم أعود غداً لإتمام العملية.
ولكنها فوجئت بهم يحاولون منعها إلى درجة قد تصل إلى حد العنف، وعندما أصرت ووعدتهم بالعودة مجدداً، لم يتركوها تذهب بمفردها بل اصطحبتها تلك السيارة الخاصة التى أتت بها إلى مكان بعيد كي لا تعرف أين كانت وما هى ملامح المنطقة التى كانت بها هذه الفيلا المريبة !
وعندما سألتها عن المكان، قالت أنهم تركوها بمنطقة الجيزة، أى أن المكان ربما يكون فى أطراف المنطقة .
وبعد أن قمت بتوعيتها للخطر الذى كانت ستقع به وشرحت لها أننا فى سوق كبيرة لتجارة الأعضاء وأن هذه العصابات تفعل ما هو أكبر وأفظع من مجرد شراء أحد أعضاء الجسد مقابل المال، بل إنهم فى الكثير من الأحيان يخطفون ويقتلون للحصول على تلك الأعضاء !
لماذا لا يزال هؤلاء يعملون بأريحية واستقرار ودون خوف؟
لماذا لا توجد برامج و حملات لتوعية المواطنين وخاصة البسطاء منهم بمثل هذا الخطر وهذه المافيا كى لا يقعوا فرائس سهلة فى أيادى هؤلاء مثلما كان سيحدث مع أم محمود وما حدث بالفعل مئات المرات مع غيرها بكل الطرق و الوسائل ، إما بالمقابل المادي الهزيل أو بالخطف أو بالقتل ، و ما خفي كان أعظم !!
السيد وزير الصحة :
ما هى الإجراءات المشددة التى اتخذتها الوزارة فى هذا الشأن وخاصة بعد القبض على عدد كبير من الأطباء الذين يعملون بهذه التجارة القذرة ؟
وزارة الثقافة والهيئة الوطنية للإعلام :
لماذا لا تخصصون برامجاً توعوية وحملات تحذيرية للمواطنين لتجنب خطر السقوط فى شباك هذه المافيا الجديدة وخاصة البسطاء والأميين منهم ؟
أم محمود ما هى إلا نموذج مصغر لما يحدث بالمجتمع كله
وكم من أمثالها لا يعلم عنهم أحد ولن تصل أصواتهم إلا لله عز وجل، فهو حسبهم ونعم الوكيل .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة