بعد أسبوع على حادث إطلاق النار المأسوى فى مدرسة ثانوية بولاية فلوريدا الأمريكية، لا يزال الجدال حول الأسلحة يسيطر على النقاش العام فى الولايات المتحدة، فى الوقت الذى يحاول فيه الرئيس دونالد ترامب الخروج من هذا المأزق دون أن يتخلى فيه عن دعمه الحق فى حمل السلاح.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن الرئيس دونالد ترامب ظل طوال أمس الخميس يصارع كيفية منع المزيد من المذابح فى المدارس والتعامل مع النقاش حول السلاح الذى تشهده أمريكا، وقدم حلولا أبرزها منح مكافآت للمدرسين الذين يخضعون لتدريب على الأسلحة.
وقال ترامب "إن هؤلاء الناس جبناء، لن يدخلوا إلى مدرسة لو أن 20% من المدرسين لديهم سلاح، ربما يكون 10% أو 40%. وما سأوصى بفعله هو أن الناس الذين يحملون سلاحا سنمنحهم علاوة، سنعطيهم القليل من المكافآة". وأضاف الرئيس الأمريكى قائلا: سيشعرون صدقا بارتياح أكثر لحمل السلاح على أى حال.
وبعد تصريحات ترامب قال راج شاه نائب السكريتر الصحفى للبيت الأبيض، إن المقترح لم يصل بعد إلى سياسة أو نقطة تشريعية بعد، لكنه قلل من أهمية الأسئلة حول كيفية تمويل الخطة.
وكان ترامب قد تعهد يوم الأربعاء، باتخاذ إجراءات "قوية" من أجل التحقق من السوابق الإجرامية والوضع العقلى للراغبين فى شراء أسلحة، وذلك لدى استقباله فى البيت الأبيض ناجين من إطلاق نار أوقع 17 قتيلا الأسبوع الماضى داخل مدرسة فى فلوريدا.
وأبدى ترامب استعداده لتسليح بعض الأساتذة فى المدارس، وذلك لتأمين حماية أكبر للتلاميذ فى حال شن هجوم مماثل لما حصل فى ثانوية باركلاند الأسبوع الماضى.
وأوضح الرئيس أن المدرسين المعنيين سيحملون سلاحهم بشكل خفى وسيتبعون تدريبا خاصا مسبقا، لكن دون أن يعلن قرارا حاسما حول هذه المسألة المثيرة للجدل، مضيفا أن "الأمر ينطبق بالطبع على الأساتذة الذين يعرفون التعامل مع الأسلحة".
لكن هذا الاقتراح لم يرضى على ما يبدو الفئة المعنية به، وهم المدرسون، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إنهم ردوا على اقتراحات ترامب بالقول إنهم معلمين وليسوا حراس أمن.
ونقلت عن أحد المدرسين قوله إنه يعارض اقتراح ترامب بشدة، لاسيما فكرة استخدام الأموال الفيدرالية فى تدريب المدرسين على كيفية استخدام الأسلحة، فى حين أن المعلمين لديها احتياجات أخرى كثيرة.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه حتى فى المناطق المؤيدة لاستخدام السلاح، كان رد فعل المدرسين لخطة ترامب حالة من القلق. فقالت إحدى معلمات الروضة إنه شعرت بالذهول من اقتراح ترامب وأن الأسلحة سيسمح بها فى داخل الفصول الدراسية الأمريكية. وقالت إن تصريحات ترامب بدت تعنى أن عمليات إطلاق النار ستستمر بكل تأكيد.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن دعوات إدخال تعديلات على قوانين حيازة الأسلحة فى أعقاب عملية إطلاق النار فى إحدى مدارس فلوريدا الأسبوع الماضى، تدفع الكونجرس إلى بدء مناقشة جديدة محتدمة سياسيا قبل أشهر من انتخابات التجديد النصفى المقبلة.
وذكرت الصحيفة أنه منذ أكثر من عقد من الزمان وبعد هجمات متعددة استهدفت الطلاب فى المدارس، ينأى المشرعون فى الولايات المتحدة بأنفسهم عن إجراء أى تغييرات كبيرة فى قانون الأسلحة نظرا لما يتمتع به "الاتحاد القومى الأمريكى للأسلحة" من نفوذ فى هذا الشأن.
وأوضحت أن تأثير الاتحاد الأمريكى للأسلحة لا يرتكز إلى التبرعات النقدية التى يقدمها للحملات الانتخابية، والتى يوجه أغلبها للجمهوريين، ولكن يستند فى الواقع إلى سجلات إنجازه فى إطار مواقف السياسيين المؤيدة لحيازة الأسلحة والتى تمثل فى كثير من الأحيان المحرك الوحيد لأصوات العديد من أعضائها، وقال ترامب، إن "تشديد" الأمن المدرسى سيكون أمرا أساسيا لوقف إطلاق النار فى المستقبل، وهو ما يعبر عن موقف الاتحاد القومى الأمريكى للأسلحة، فى حين طرح أيضا مقترحات لإبعاد الأسلحة عن أيدى الشباب والمرضى العقليين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة