افتتح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى صباح اليوم السبت، فعاليات المؤتمر الدولى، الذى تنظمه جامعة المنيا تحت (عنوان دور الجامعات فى دمج متحدى الإعاقة فى الجامعات والمجتمع) بهدف تبادل الرؤى والخبرات المختلفة، واستعراض عدد من التجارب المحلية والاقليمية والدولية الناجحة فى هذا المجال، بحضور الدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا، ورؤساء الجامعات المصرية، وبمشاركة العديد من الأساتذة والعلماء والخبراء والشخصيات العامة وممثلى بعض الدول من فنلندا، روسيا، زامبيا، سلطنة عمان، تونس، ليبيا.
وخلال كلمته، أكد الوزير أن استقراء الواقع المصرى الخاص بمتحدى الإعاقة فى بلادنا يوقفنا على عدد من الحقائق التى لا يمكن تجاهلها عند العمل على دمجهم وتمكينهم مجتمعيًا بما يساعدهم على تحقيق طموحاتهم والتغلب على التحديات والعقبات التى يواجهونها، مشيرًا إلى أن فى صدارة هذه الحقائق تأتى الحقيقة الرقمية، موضحًا أن نسبة متحدى الإعاقة بلغت نحو 10% من عدد سكان مصر، واعدا بخلق فرص تعليمية أفضل للطلاب من متحدى الإعاقة من خلال فتح تخصصات جديدة تتناسب وقدراتهم، مشيرًا إلى أن الجامعات لديها الآن العديد من الكليات المتخصصة فى الدراسات المتعلقة بذوى الإعاقة.
وأضاف عبدالغفار ، أن الواقع والتاريخ يؤكدان أن هذه الفئة قدمت لمجتمعها ووطنها الكثير من الخدمات والإنجازات الجليلة، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأبطال الذين رفعوا اسم مصر عاليًا خلال المنافسات الإقليمية والدولية فى مجالات الرياضة والفنون والعلوم، موضحًا أن هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ما يملكونه من مواهب تحتاج إلى الاكتشاف والرعاية والتنمية.
وأشار الوزير إلى الجهود التى قامت بها الدولة المصرية من أجل دمج متحدى الإعاقة، موضحًا أن فى مقدمة هذه الجهود دستور جمهورية مصر العربية 2014 الذى كفل حقوقهم وضمنها بمواد محددة، وإيمان القيادة السياسية بقدراتهم، مؤكدًا أن هذا ساعد فى صدور القانون رقم 10 لسنة 2018 الذى يمثل برنامجًا وطنيًا تشريعيًا وتنفيذيًا متكاملاً لدمج وتمكين متحدى الإعاقة، وإزالة كافة وجوه التمييز ضدهم، وفتح القنوات فى شتى مجالات العمل العام أمامهم؛ بما يتيح لهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، والمشاركة الحقيقية الفاعلة فى بناء مجتمعهم ووطنهم.
وأكد عبد الغفار أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، حرصت على تحقيق أقصى قدر من التعاون والتنسيق مع باقى مؤسسات الدولة بشأن اتخاذ كافة القرارات والإجراءات الكفيلة بضمان حقوق متحدى الإعاقة فى هذه المؤسسات، سواءً من المتقدمين إليها من طلاب المرحلة الثانوية، أو من منسوبيها من طلاب الجامعات والمعاهد والعاملين بمختلف مؤسسات التعليم العالى والبحث العلمى الوطنية.
وأشار الوزير إلى الدور الكبير الذى تقوم به الجامعات فى دمج متحدى الإعاقة، مشيدًا بحسن تنظيم وإعداد جامعة المنيا لحفل افتتاح أسبوع شباب الجامعات من متحدى الإعاقة، والذى كانت لها فضل السبق فى اقتراح فكرة إقامة الأسبوع وتنظيم هذا المؤتمر بمشاركة دولية لإثراء فعالياته، موضحًا أن نجاح إقامة فعاليات الأسبوع يدل على مدى الترابط والتماسك بين كافة أفراد أسرة المجتمع الجامعي.
وفى نهايه كلمته أكد الوزير أهمية هذا المؤتمر بما له من هدف أسمى، وهو تحقيق الدمج الكامل لهذه الفئة فى الجامعة والمجتمع، مشيرًا إلى أهمية ما يناقشه من أبحاث وأوراق عمل وأفكار ورؤى تصب جميعًا فى اتجاه دمج متحدى الإعاقة باكتشاف وصقل مواهبهم الإبداعية، وتحقيق أقصى استفادة للمجتمع والوطن من قدراتهم وإمكانياتهم، معربًا عن ترحبيه بكل السادة الحضور والمشاركين فى فعاليات المؤتمر، متمنيًا للجميع التوفيق، وللمؤتمر النجاح فى تحقيق أهدافه، ولوطننا العزيز كل تقدم وازدهار بإمكانيات كل أبنائه وبناته.
من جانبه أكد الدكتور جمال الدين أبو المجد، رئيس جامعة المنيا على أن هذا المؤتمر يثبت أن الجامعة ليست بمعزل عن مشاكل مجتمعاتها، مشيرًا إلى أن الجامعات تعد مركز الإشعاع لكل ما هو جديد من الفكر والمعرفة والمكان الذى تنطلق منه آراء الأساتذة والمفكرين والعلماء.
وأضاف رئيس جامعة المنيا أن الجامعة تعد أحد منابر العلم والمعرفة وتسخر طاقاتها لتحقيق التنمية المستدامة للدولة، مشيرًا أن الهدف من إقامة هذا المؤتمر هو إلقاء الضوء على مشكلة من مشكلات المجتمع، وهى دمج متحدى الإعاقة فى الجامعات والمجتمع للخروج بتوصيات من شأنها أن تسهم فى حل مشكلاتهم.
وأشار رئيس جامعة المنيا أن المؤتمر يمثل فرصة عظيمة تتبناها الدولة وتفتح أذرعها لمعالجتها ومناقشتها بعد مبادرة القيادة السياسية بتخصيص عام 2018 عاما لمتحدى الإعاقة لنشر الوعى المجتمعى بقضاياهم، إلى جانب الارتقاء بالأداء الأكاديمى والإدارى بالجامعات من أجل حل مشاكلهم.
من جانبها أكدت كارسى مسليتى ممثلة دولة فنلندا على أهمية المؤتمر باعتباره فرصة للتواصل بين الدول لبحث كيفية دمج متحدى الإعاقة فى المجتمع، مشيرة إلى أن التواصل وتحقيق المساواة بين كافة أفراد المجتمع هو السبيل الوحيد لتغيير المجتمعات إلى الأفضل، مؤكدة على أن أوروبا تسعى فى خطتها 2010 -2020 إلى عدد من القيم هى الشمولية والتواصل بين عناصر المجتمع.
وأشادت كارسى بفعاليات افتتاح أسبوع شباب الجامعات من متحدى الإعاقة، مشيرة إلى أنها شعرت بطاقة إيجابية رائعة لدى الطلاب خلال الاحتفال، موجهة شكرها للسيد الرئيس عبد الفتاح رئيس الجمهورية على جهوده الرائعة فى دمج متحدى الإعاقة فى المجتمع بتخصيص عام 2018 لمتحدى الإعاقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة