كلما وقعت كارثة فى الصعيد، تساءلت: من أين يأتى الخطأ؟ وفى الحقيقة أجدنى أفكر فى أشياء كثيرة، على رأسها أن المسؤولين هناك يظنون أنفسهم قوة مركزية لا يمكن لأحد أن يحاسبهم أو يراقبهم، تخيلوا الأمر وقد وصل إلى عثور طالبة فى جامعة أسيوط على عقرب فى طبق فول بوجبة العشاء بإحدى المدن الجامعية.. تخيلوا.
فى رأيى فإن الموضوع أكبر من مجرد طبق فول وعقرب أو وجبة فاسدة، إنه كارثة فعلية تتخطى ما رأته طالبة فى مبنى، لأن ذلك الخطأ الفادح يفتح المجال واسعًا أمام كم الأخطاء الأخرى التى مرت ولم ينتبه إليها أحد، ولأن حجم ما حدث يصيبنا بالفزع مما لم نعرفه فإن سمعة المدينة الجامعية والجامعة نفسها فى خطر.
من زاوية أخرى، لنا أن نتخيل كيف وقعت هذه الكارثة، وحاولوا أن تتبعوا رحلة هذا العقرب من مخبئه إلى طبق الفول، ولن نمنع أنفسنا من طرح عدد من الأسئلة، منها هل هذا العقرب يسكن فى المدينة الجامعية أصلا؟ لو كان ذلك صحيحا فإن هذه كارثة فى حد ذاتها، تعنى أن المدن الجامعية التى يسكن فيها أبناؤنا وأخوتنا غير نظيفة وأن لا أحد يهتم بها، وطبعًا إذا ما وجد العقرب وجد غيره من الحشرات والزواحف والحيوانات، والسؤال الآخر: هل جاء العقرب فى أجولة الفول؟ وهذه كارثة أيضا تؤكد أن الفول منذ خروجه من الحقل مرورا بالتاجر، الذى لم يخش مسؤولا أو مراقبا، ومرورا بالمورد الذى «يمضى» على عدد والسلام، وانتهاء بموزع الأطعمة فى المدينة، لم يتنبهوا أو لم يهتموا أصلا بالتنبه، وكأن الطلبة فى المدن الجامعية مجرد أشياء لا قيمة لها ولا معنى.
من حق المسؤولين فى الجامعة أن يدافعوا عن أنفسهم، لذا رغم أنهم أعلنوا عن بدء التحقيق إلا أنهم أشاروا إلى أن المدن الجامعية بجامعة أسيوط من أكبر المدن الجامعية فى مصر بها 16 ألف طالب وطالبة تقدم لهم وجبات يومية، إضافة إلى صرف 4 آلاف وجبة من خلال المطعم المركزى للطلاب الخارج الجامعة، وهذا حقهم، لكن أتمنى منهم أن يديروا الموضوع بشكل صحيح، فإن ثبت هذا الخطأ يجب أن يعاقب كل من شارك فيه، كما يجب أن تنظم حملات حقيقية على المدن الجامعية ومطابخها والتأكد من سلامة كل هذه المنظومة وأولها ضمائر البشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة