أعلنت الولايات المتحدة عن أكبر مجموعة عقوبات للضغط على كوريا الشمالية حتى تتخلى عن برامجها النووية والصاروخية، كما هدد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب "بمرحلة ثانية" قد تكون "مؤسفة جدا جدا بالنسبة للعالم" ما لم تجد الخطوات نفعا.
وذكر الموقع الإلكترونى لوزارة الخزانة الأمريكية أمس الجمعة أن الوزارة فرضت عقوبات على شخص و27 شركة و28 سفينة وذلك لمواجهة أكبر تحديات الأمن القومى التى تواجه إدارة ترامب.
واقترحت الولايات المتحدة أيضا قائمة بأسماء كيانات لإدراجها فى قائمة سوداء فى عقوبات أخرى تفرضها الأمم المتحدة، وذلك فى خطوة "تهدف إلى إيقاف أنشطة التهريب البحرى غير المشروعة التى تمارسها كوريا الشمالية للحصول على النفط وبيع الفحم".
وتعكف كوريا الشمالية على تطوير صواريخ ذات رؤوس نووية قادرة على الوصول إلى البر الرئيسى الأمريكى، ودارت حرب كلامية بين ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون على نحو أثار مخاوف من نشوب حرب فعلية.
وفى أغسطس هدد ترامب "بنار وغضب لم ير العالم مثله من قبل"، وإن كانت إدارته قد قالت مرارا إنها تفضل التوصل لحل دبلوماسى للأزمة.
وفى مؤتمر صحفى مع رئيس الوزراء الاسترالى مالكولم ترنبول أشار ترامب بوضوح إلى الخيارات العسكرية التى دأبت إدارته على القول إنها ستظل مطروحة على الطاولة.
وقال "إذا لم تجد العقوبات نفعا فسنضطر للانتقال إلى المرحلة الثانية. والمرحلة الثانية قد تكون قاسية جدا ومؤسفة جدا جدا بالنسبة للعالم. لكن نأمل أن تنجح العقوبات".
وتستهدف العقوبات الأمريكية الجديدة شخصا يحمل جواز سفر تايوانيا إلى جانب شركات شحن وطاقة فى بر الصين الرئيسى وفى هونج كونج وتايوان وسنغافورة. وتشمل العقوبات الحجر على أصول شركات وأفراد فى الولايات المتحدة وتحظر على الأمريكيين التعامل معها.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن الهدف من العقوبات هو عرقلة عمل شركات الشحن والتجارة والسفن الكورية الشمالية وزيادة عزلة بيونجيانج. وتستهدف الإجراءات أيضا سفنا توجد فى كوريا الشمالية والصين وسنغافورة وتايوان وهونج كونج وجزر مارشال وتنزانيا وبنما وجزر القمر أو مسجلة فى هذه الدول أو ترفع علمها.
وكانت ثلاثة مصادر من المخابرات بغرب أوروبا قد قالت لرويترز الشهر الماضى إن كوريا الشمالية شحنت فحما إلى روسيا العام الماضى وجرى تسليمه فيما بعد لكوريا الجنوبية واليابان فى انتهاك مرجح لعقوبات الأمم المتحدة.
قال وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوتشين إن العقوبات الجديدة ستساعد على منع كوريا الشمالية من الالتفاف على قيود التجارة فى الفحم وغيره من الوقود.
وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحفيين "من الواضح أن الرئيس محبط وله الحق فى هذا بسبب الجهود التى فشلت فى الماضى وأيضا بسبب زيادة التجارب وما شهدناه من تقدم فى برنامج كوريا الشمالية".
وأضاف منوتشين أنه لا يمكنه استبعاد إمكانية اعتلاء قوات أمريكية لسفن كورية شمالية وتفتيشها.
وتابع قائلا إن عدد إجراءات العقوبات التى اتخذتها الولايات المتحدة ضد بيونجيانج منذ عام 2005 بلغ الآن 450 إجراء، نصفها تقريبا فرضته واشنطن العام الماضى.
وتشديد العقوبات قد يشكل تهديدا للانفراجة الأخيرة بين الكوريتين والتى ظهرت جليا بمشاركة بيونجيانج فى الأولمبياد الشتوى فى الجنوب، وسط استعدادات لإجراء محادثات بشأن قمة محتملة بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه إن.
وعلى الرغم من ذلك رحبت سول بالعقوبات الأمريكية قائلة إنها "توجه إنذارا لمن يتاجرون مع كوريا الشمالية بصورة غير قانونية ومن ثم ستدعم المجتمع الدولى لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولى"، وقال وزير الدفاع اليابانى إيتسونورى أونوديرا إن بلاده تؤيد العقوبات الجديدة.
وقالت تايوان إنها على اتصال بالولايات المتحدة وستتحرى أمر مواطنيها وكياناتها التى يشتبه بأنها تساعد كوريا الشمالية، كما دعت شركاتها ومواطنيها إلى عدم انتهاك عقوبات الأمم المتحدة.
وفى تعليق نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية قالت كوريا الشمالية إنها لا تنوى أبدا توجيه أسلحتها النووية لكوريا الجنوبية مضيفة أن الأسلحة لن تستهدف سوى الولايات المتحدة.
وأعلنت إدارة ترامب عن العقوبات الجديدة فى الوقت الذى تزور فيه إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكى كوريا الجنوبية. وقالت إيفانكا خلال عشاء مع مون فى البيت الأزرق الرئاسى فى سول إن الولايات المتحدة تريد "التأكيد من جديد على التزامنا بحملة ممارسة أقصى الضغوط لضمان نزع السلاح النووى من شبه الجزيرة الكورية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة