"أسوان تحمى آثارها".. تنفيذ مشروع لخفض المياه الجوفية أسفل معبد كوم أمبو.. الوكالة الأمريكية تموله بـ9 ملايين دولار.. الحفر يقود لاكتشافات أثرية مهمة.. ومدير المنطقة الأثرية: الزيارات مستمرة للمعبد.. صور

الأحد، 25 فبراير 2018 03:00 م
"أسوان تحمى آثارها".. تنفيذ مشروع لخفض المياه الجوفية أسفل معبد كوم أمبو.. الوكالة الأمريكية تموله بـ9 ملايين دولار.. الحفر يقود لاكتشافات أثرية مهمة.. ومدير المنطقة الأثرية: الزيارات مستمرة للمعبد.. صور مشروع لخفض المياه الجوفية أسفل معبد كوم أمبو
أسوان - عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"حماية آثار مصر".. شعار رفعه العاملون فى الآثار بمحافظة أسوان، وعاهدوا أنفسهم على أن يكونوا حراسًا لإرث الفراعنة الأجداد الذين تركوا لهم حضارة ليست فقط للسياحة ولكن يتعلم منها المصريون تقدم مصر وريادتها للعالم منذ آلاف السنين، وفى كوم أمبو، بدء العمل فى مشروع خفض منسوب المياه الجوفية أسفل المعبد والتى قد تؤدى إلى ضياع معالمه وتهدد بهدمه مع مرور الوقت.

 

رصد "اليوم السابع" العمل فى مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو، والذى يتم تمويله من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بتكلفة وصلت لنحو 9 ملايين دولار، وبإشراف من منطقة آثار كوم أمبو، والتى نجحت بعثتها المصرية فى الكشف عن قطع أثرية تم العثور عليها أثناء العمل فى المشروع.

 

وحول الأهمية التاريخية لمعبد كوم أمبو، والذى يقع غرب مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان جنوب مصر، أنشئ المعبد فى عهد بطليموس السادس لعبادة الإلهة سوبك وحورس، ويوجد بجانب هذا المعبد، متحف للتماسيح يحتوى على تماسيح محنطة من أيام الفراعنة، وُجدت فى المقابر والمعابد كما وجدت نقوش على معبد كوم أمبو عليها صورة كأس يستخدم لسحب الدم من الجسم، وهو ما يعرف اليوم بالحجامة وكان الفراعنة يستخدمونها فى العلاج، فكانوا يسحبون الدم من الجسم بواسطة كؤوس معدنية، ووجدت هذه الكؤوس فى سراديب وآثار قدماء المصريين، وكانت تُصنع عادة من قرون الأغنام مع حفر ثقب عند طرفها المدبب، ومن خلاله يُسحب الدم لخارج الجسم، ثم استخدموا بعد ذلك الكؤوس الزجاجية والتى كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.

 

ومع مرور السنوات أدت معدلات التحضر المتزايد، وتغيير الممارسات الزراعية، والنمو السكانى فى مدن كوم أمبو وإدفو بأسوان إلى تدفق مياه الصرف الصحى غير المعالجة وتسرب المياه مباشرة إلى الأرض، مما أثر على ارتفاع مستويات المياه الجوفية، وتدمير كتل من الحجر الرملى والجيرى.

 

قالت شيرى كارلين، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر، إنها تتابع باستمرار مدى التقدم المبذول فى بناء نظام المياه الجوفية والتعرف على الآثار المتضررة القابلة للإصلاح وعملية التوثيق، مضيفة أن مركز البحوث الأمريكى فى مصر قدم الاستشارة الأثرية خلال مرحلة التصميم، كما يقوم وفريق من علماء الآثار على إنقاذ وتوثيق القطع الأثرية التى وجدت خلال مرحلة البناء، تحت إشراف مفتشين من وزارة الآثار، وتم العثور على كتل من الحجر الرملى من تعود إلى حوالى 350 قبل الميلاد - حوالى 200 سنة أى أقدم من الأحجار الموجودة الآن فى المعبد.

 

وأوضحت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بدعم وزارة الآثار تقوم بتخفيف آثار المياه الجوفية المرتفعة فى معبد إدفو وكوم أمبو، من خلال المشروع الهندسى الذى بلغت تكلفته الإجمالية 9 ملايين دولار، وتشمل تصميم بناء لنظام خفض المياه الجوفية بكوم أمبو بمبلغ 3,2 مليون دولار، ويتكلف البناء مبلغ 5.8 مليون دولار، بما فى ذلك ثلاث محطات ضخ. وقد بدأت أعمال البناء فى أكتوبر 2017، وتنتهى فى أغسطس 2018، وتستمر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى العمل مع الحكومة المصرية على تخفيف آثار المياه الجوفية المرتفعة فى معبد كوم أمبو وكذلك إدفو.

 

وأعربت شيرى كارلين، عن سعادتها بعودتها إلى محافظة أسوان من جديد، لافتة إلى أن مشروع تخفيف آثار المياه الجوفية المرتفعة فى معبد كوم أمبو، من أهم المشروعات المنفذة بالمحافظة، فكان هناك تعاون مثمر بين الأثريين والمصممين، للحفاظ على الآثار عند عمليات الحفر، وعلقت مديرة الوكالة الأمريكية بأن الوقت ضيق للغاية فهناك جهود تبذل للانتهاء من أعمال الحفر فى أسرع وقت، خوفا على الآثار بالمعبد.

 

وأشارت مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى مصر، إلى أنه منذ عام 1978، استثمرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ما يقرب من 30 مليار دولار فى مشاريع مصرية تعكس الأهداف والقيم المشتركة لشعب أمريكا ومصر، وأثمرت هذه الشراكة الطويلة الأمد إلى خفض وفيات الرضع والقضاء على شلل الأطفال وتحديث شبكة الكهرباء وشبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية الموسعة وإطلاق العديد من أصحاب المشاريع الذين خلقت أعمالهم وظائف جيدة وقيمة مضافة للاقتصاد المصرى وأعدت الطلاب ذوى المهارات التسويقية لاقتصاد القرن الحادى والعشرين.

 

ومن جانبه، قال الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، إن مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمعبد كوم أمبو بدأ فى شهر أغسطس 2017 ومن المقرر أن ينتهى عام خلال أغسطس 2018، ويلى ذلك سنة صيانة للموقع من جانب الشركة المنفذة للمشروع، وبعد ذلك يتم التسليم النهائى للمشروع.

 

وأضاف سعيد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع "، أن المشروع يستهدف عمل طرنشات عميقة حول المعبد يصل عمقها إلى نحو 12 مترًا بالتل الأثرى الخارجى، وأيضًا الخاصية الشعرية بجوار جدران المعبد لتغيير أساس الجدران من التربة المشبعة بالمياه، ويتم عمل دراسات قبل بدء المشروع وهناك تجارب الضخ التجريبى ورصد مدى صلاحية المياه ومنسوبها، وأيضا هناك فترة عمل صيانة بعد انتهاء المشروع لتدريب العمالة ورصد تثبيت منسوب مياه الجوفية عند مستوى معين.

 

وأوضح مدير عام آثار أسوان والنوبة، أن البعثة الأثرية الغرض منها أن الحفر له جانب أثرى فلابد من تواجدها مع عمل المشروع، ولكن المشروع بالكامل هندسى مسئولة عنه شركة مقاولات ممولة من المعونة الأمريكية بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحى، والمنطقة الأثرية بكوم أمبو تراقب الحفر بإشراف مباشر تام خاصة المناطق القريبة من المعبد، وهناك اكتشافات أثرية تم الكشف عنها خلال العمل بالمشروع، وتم إيداعها بالمخزن المتحفى لعمل دراسة كاملة ويتم نشرها علميا ويتم اختيار قطع منها لعرضها، وهناك مفاجآت أخرى سيتم الإعلان عنها قريبًا من جانب بعثة الحفائر المصرية، وهناك بعثة نمساوية تعمل بالتل الأثرى عملت شهر و6 أيام انتهى عملها فى شهر ديسمبر الماضى.

 

وأضاف سعيد، أن المنطقة الأثرية نجحت فى فتح المنطقة للزيارة أمام السائحين الأجانب والمصريين الزوار، وعمل مسار أمن للزيارات بعيدًا عن موقع العمل والذى يتم على مراحل حتى لا يتم تعطيل الزيارة، لافتًا إلى أن القائمين على المشروع لو أرادا العمل فى موقع آخر يتم تغيير مسار الزيارة، حتى لا يتم تعطيل الزيارات بالمعبد أو حتى لا يتم أثناء الحفر نثر غبار على الزوار، مؤكدًا على أن المشروع بدء العمل فيه منذ أشهر ولم يتم رصد أى شكاوى، أو حتى لم يتم ورود شكاوى للآثار من السياحة فى هذه المسألة.

 

أما عن القطع الأثرية التى تم الكشف عنها أثناء أعمال تخفيض منسوب المياه الجوفية فأوضح أحمد سيد، مدير منطقة كوم أمبو الأثرية، أنها عبارة عن لوحة جنائزية من الحجر الجيرى، لشخص وزوجته يقدمان القرابين لمعبود جالس فاقد الساقين، يبلغ ارتفاع اللوحة نحو 40 سنتيمترا وعرضها 27 سنتيمترا والجزء العلوى من الناحية اليسرى مفقود، بالإضافة إلى الكشف عن تمثال من الحجر الرملى يصور شخص جالس بوضع القرفصاء خالى من الكتابات ويبلغ ارتفاع التمثال حوالى 25 سم وعرضه حوالى 12 سم.

 

وأشار سيد، إلى أن البعثة كُشفَت أيضا عن تمثالين للإله حورس فى هيئة طائر الصقر مصنوعان من الحجر الرملى وخاليان من الكتابات، مضيفا أن البعثة المصرية نجحت خلال شهر نوفمبر الماضى فى الكشف عن عنصر معمارى أثرى من الحجر الرملى نقشت عليه مجموعة من الكتابات الهيروغليفية بالنحت الغائر توضح اسم التتويج واسم العرش للإمبراطور "فيليب أرهاديوس" وأدعية له وللإله سوبك سيد مدينة كوم أمبو.

معبد كوم أمبو
معبد كوم أمبو

 

جانب من المشروع
جانب من المشروع

 

خفض منسوب المياه الجوفية
خفض منسوب المياه الجوفية

 

لوحة المشروع
لوحة المشروع

 

القائمون على المشروع
القائمون على المشروع

 

القطع الأثرية التى تم العثور عليها
القطع الأثرية التى تم العثور عليها

 

تمثال للصقر حورس
تمثال للصقر حورس

 

تمثال لشخص يجلس القرفصاء
تمثال لشخص يجلس القرفصاء

 

لوحة من الحجر الجيرى
لوحة من الحجر الجيرى

 

معبد كوم أمبو
معبد كوم أمبو

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة